عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

احد حاملات الطيب_الاستاذ ميخائيل بولس

احد حاملات الطيب++

ميخائيل بولس

كفرياسيف _www.almohales.org

" في ذلك الزمان جاء يوسف الذي من الرامة، وهو مشير شريف، وكان  هو ايضا ينتظر ملكوت الله، فاجترأ ودخل على بيلاطس وسأله جسد يسوع. فاستغرب بيلاطس انه قد مات هكذا سريعا، واستدعى قائد المئة وساله أي وقت مات. ولما عرف من القائد وهب الجسد ليوسف: فاشترى يوسف كتانا وانزله ولفه في الكتان ووضعه في قبر جديد في صخرة ودحرج حجرا على باب القبر. وكانت مريم المجدلية ومريم ام يوسي تنظران اين وُضع. ولما انقضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم ام يعقوب وسالومة حنوطا لياتين ويحنطن يسوع. وبكّرن جدا في اول الاسبوع واتين القبر، وقد طلعت الشمس. وكنّ يقلن فيما بينهن من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر. وتطلعن فرأين الحجر قد دحرج وكان عظيما جدا. فلما دخلن القبر راين شابا جالسا عن اليمين عليه لباس ابيض فانذهلن. فقال لهنّ لا تنذهلن انكن تطلبن يسوع الناصري المصلوب انه قد قام وليس هو ههنا، وهوذا المكان الذي وضعوه فيه. فاذهب وقلن لتلاميذه ولبطرس انه يسبقكم الى الجليل وهناك ترونه كما قال لكم. فخرجن من القبر سريعا وفررن وقد اخذتهنّ الرعدة والدهش ولم يقلن لأحد شيئًا  لانهنّ كن خائفات".

 

احد حاملات الطيب

الانجيل من بشارة القديس مرقس 8 _1 :16 و47 _ 43 :15

دفن جسد يسوع

متى 61 _57 :27 ، لوقا 56 _50 : 23 ، يوحنا 42 _38 :19

43 _ في ذلك الزمان جاء يوسف الذي من الرامة، وهو مشير شريف، وكان  هو ايضا ينتظر ملكوت الله، فاجترأ ودخل على بيلاطس وسأله جسد يسوع.

 + جاء يوسف :  قال عنه يوحنا انه كان تلميذا ليسوع " ثم ان يوسف الذي من الرامة وهو تلميذ ليسوع ولكن خفية بسبب الخوف من اليهود" { يوحنا 38 :19 } { راجع ايضا يوحنا 42 :12 }.

+ الذي من الرامة : لم يتحقق أي الرامات هي، لان الرامات كانت كثيرة في عهد اسرائيل، ولعلّها الرامة التي ولد فيها صموئيل النبي { صموئيل الاول 19 و 10 :1 } الواقعة شمالي اورشليم. وقيل انه من الرامة ربما لانه لم يعد يقيم هناك، وقد استوطن اورشليم.

+ وهو مشير شريف : كان غنيا على خلاف باقي تلاميذ المسيح الذين كانوا فقراء.{ متى 57 :27 } وكان هذا الثراء في نظر اليهود علامة واضحة الدلالة على مباركة الله له { تكوين 2 :13 : وما يلي }. وكان مشيرا شريفا، أي احد اعضاء مجلس السنهدرين. { مجلس السبعين وهو مجلس القضاء الاعلى عند اليهود } وكان ايضا رجلا صالحا بارا { لوقا 50 :23 } وكلمة شريف تعني انه كان متفردا تقيا متّسما بالاعتدال والجد وضبط النفس، رزينا وقورا محترما، وكان مخالفا لرفقائه في المجلس بدليل قوله:" هذا لم يكن موافقا لرايهم واعمالهم" { لوقا 51 :23 }.

 + هو ايضا : اشارة الى رفيقه نيقوديموس الذي اشترك معه في تجهيز يسوع للمرضى { راجع يوحنا 40 _39 :19 }.

+ينتظر ملكوت الله: أي اقامة ملكوت الله على الارض من خلال يسوع حسب قول الانبياء { متى 27 :16 ، لوقا 38 و 25 :2 و 51 :23 }.

+ فاجترأ: كانت تلك جسارة عظيمة من قبل يوسف الرامي، لانه عرّض نفسه وطلب جسد يسوع، الى العار بكونه من تابعيه، ولخطر الحكومة لانه تجرأ اذ كان في عمله علة قتل  عاملة لحسبانه شريك المقتول في ذنبه. ولربما كان هذا السبب لعدم تجرّأ احد التلاميذ لطلب جسد يسوع للدفن.  ولا يبعد ان يوسف عُزل من المجلس بسبب ذلك.

+ ودخل على بيلاطس: أي انه جاء الى قصر بيلاطس { الوالي } ليطلب جسد يسوع للدفن ، لان الجسد كان من ممتلكات الحكومة الرومانية،شانه في ذلك شان جسد أي مجرم نُفّذ فيه حكم الموت. ويظهر ان بيلاطس كان على استعداد لان يعطي الجسد لرجل مسؤول مثل يوسف الرامي. كذلك كان يوسف مستعدا لان يكون رجل هذا الموقف.

+ وساله جسد يسوع : ان حبّه للمسيح واحترامه له كانا السبب في ان يطلب جسد يسوع للدفن. لم تكن العادة ان تدفن اجساد المجرمين المصلوبين ، بل كانوا يتركونهم حتى يموتوا ثم يلقون جثتهم في العراء لتاكلها الكلاب والطيور الجارحة. ولقد قيل ان اسم الجلجثة، ومعناه الجمجمة، جاء من كثرة الجماجم الموجودة فوقه. اما اليهود فاعتادوا ان يطرحوا جثث القتلى، حسب الشرع، في حفرة في وادي هنوم { גיא הנום _جهنم} { راجع تفسير كلمة " جهنم " في انجيل الاحد الخامس من لوقا 23 :16 } ولذلك سمّي ذلك الوادي " وادي الموت " وكانوا  يطرحون كل اقذار المدينة هناك. والارجح ان جثتي اللصين طرحتا هناك. ولكن جسد يسوع لم يُترك هكذا، بل جاء يوسف الرامي وطلبه من بيلاطس، وكان طلبه هذا رفقا لشريعة موسى التي تقضي بوجوب  دفن المعلّق على خشبة في نهار قتله، وبحسبها يعتبر ابقاء الجسد ليلا بدون دفن تنجيسا للارض { تثنية 23 _22 :21 } وكان سبب آخر للرغبة في دفنه نهارا قبل مغيب الشمس لانه كان اليوم الذي صلب فيه هو يوم الجمعة وكان يوم التهيئة أي الاستعداد للسبت { وللعيد } { يوحنا 31 :19 } وينسب سفر اعمال الرسل الى اليهود دفن يسوع { اعمال 29 :13 }.

صُلب المسيح يوم الجمعة 14 نيسان، وكان يوم التهيئة أي يوم الاستعداد للعيد الذي وقع يوم السبت. وتوفي يسوع في الساعة التاسعة أي الثالثة بعد الظهر. ودفنه يوسف الرامي قبل غروب الجمعة أي قبل بداية السبت { راجع متى 57 :27 }   و"كان المساء " وفي مرقس { 42 :15 } :" ولما كان المساء اذ كان الاستعداد أي ما قبل السبت " والمساء هو المساء الاول الذي يقع بين الساعة الثالثة الى غروب الشمس ويوحي كلام مرقس ان الدفن تمّ على عجل.

44 فاستغرب بيلاطس انه قد مات هكذا سريعا، واستدعى قائد المئة وساله أي وقت مات.

كان استغراب بيلاطس في محلّه، لان المصلوب كان يُمضي اياما في عذاب الصلب والمعاناة من حرارة الشمس والعطش.  ومن هنا كان اسلوب كسر الاطراف { يوحنا 31 :19 } من باب الرحمة الفظّة، والتي كان يسوع بمنجاة منها اذ انه كان بالفعل قد مات { يوحنا 33 :19 } وهي الحقيقة التي راى فيها التلاميذ اتماما للنبوءة القائلة بان عظما لا يُكسر منه { يوحنا 36 :19 } ولكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء { يوحنا 34 :19 } وكانت هذه الحادثة الحاسمة التي اكذدت بالفعل موته. وان لم يكن هنالك مبرر لها في حالة  المسيح. فاستدعى بيلاطس قائد المئة واستخبره عن الوقت " المبكّر " لموت يسوع.

+ 45 ولما عرف من القائد وهب الجسد ليوسف:

لم يكن سؤال بيلاطس للقائد اكثر من مجرّد سؤال عسكري تلقّى الجواب عليه، بالتاكيد عن ان موت يسوع قد تمّ بالفعل، وان تنفيذ الحكم بالموت قد تمّ وفق القوواعد  المتّبعة، لان الجنود لم يكونوا فوق الشبهات من حيث اغوائهم بالرشاوى { متى 15 _12 :28 } فمنح بيلاطس الجسد ليوسف ليدفنه.فهل كان في منح الجسد ليوسف الرامي اثارة من نخس ضميره له لانه صلب " انسانا بريئًا"؟

+ 46 فاشترى يوسف كتانا وانزله ولفه في الكتان ووضعه في قبر جديد في صخرة ودحرج حجرا على باب القبر.

+ اشترى يوسف ...الخ: اشترى يوسف كتانا نقيا، وهذا لا يفعلونه الا للاغنياء والشرفاء ، وكان ذلك الكتان نسيجا طوليا يحيط { يلف } بالجسم مرارا وكانت الحنوط والطيوب تنثر بين طيات اللفائف. اخذ يوسف الجسد وساعده على ذلك نيقويموس  الذي كان هو الاخر من اعضاء مجلس السنهدرين { السبعين } فاتى بمئة منّا { راجع انجيل احد الشعانين يوحنا 3 :12 حول معنى المنا ومقداره } من مزيج مرّ وعود، وكان مثل يوسف لا يوافق رقاقة في حكمهم على يسوع لانه خالفهم قبلا في عزمهم على مقاومة يسوع { يوحنا 52 _50 :17 }.

في قبر جديد:  وضع يوسف جسد يسوع في قبر كان قد أعدّه لنفسه. اذ لم يكن للمسيح قبر كما لم يكن له سرير يوم ميلاده، ولا مسكن في حياته الارضية. وتمّ يومئذٍ في ذلك القبر قول النبي:" جُعل مع الاشرار قبره ومع غني عند موته" { اشعياء 9 :53 } ولعلّ معنى قوله:" جُعل مع الاشرار قبره "  هو ما قصده رؤساء اليهود لانهم قصدوا ان يطرح جسده في وادي هنوم { جهنم } كاجساد سائر المصلوبين. ومعنى قوله:" ومع غني عند موته" ما قصد الله من ابطال مقصد اليهود، فدفن على النمط الملكي. واجري ذلك فعلا بدفنه في قبر ليوسف الغني. وكان ذلك القبر في بستان يملكه يوسف قرب الجلجثة أي مكان الصلب { يوحنا 14 :19 } كما كان الجزء الاول من النبوءة قد تم ايضا اذ احصي مع اثمة حيث صلب مع اثنين من اللصوص. والقبر الجديد كان لائقا به لمقامه الحقيقي. وذلك القبر لم يكن مبنيا من الحجارة بل كان منحوتا في صخرة. وهذا يدحض زعمهم بعد ذلك ان اصحابه سرقوه والعسكر يحرسون باب القبر، فلو كان مبنيا من الحجارة فقد يكون ممكنا رفع الحجارة من جهة الراس.

+ ودحرج حجرا على باب القبر :  لم يكن لفتحة القبر بابا يغلقها بل كانوا ينحتون حجرا ضخما دائري الشكل  {كهيئة حجر الرحى } ويشقّوا له طريقا يرتفع طرفها الابعد من القبر قليلا، منعا للحجر من السقوط عن القبر. فكانوا يدحرجونه الى قدّام القبر لسعدّ بابه تماما.

ويقول القديس كيرلس الاورشليمي: لم نكن نسمع عن القديس يوسف الرامي من قبل اذ كان تلميذا للسيّد خفية لسبب  الخوف من اليهود { يوحنا 38 :19 } لكنه ظهر في لحظات المحنة ومعه نيقوديموس { يوحنا 39 :19 } عندما تخلّى الكل عن المصلوب،فتقدّم الاول بشجاعة لبيلاطس يطلب الجسد المقدس، فنال هذه الكرامة العظيمة ان يدخل بالجسد المقدس الى قبره الجديد الذي صار اقدس موضع على الارض. في لحظات الضيق والالم يظهر القديسون ، فبينما تجفّ الاوراق الصفراء من حرارة الشمس  تزداد الاوراق الخضراء حيوية ! شمس التجارب التي تحرق العشب هي بعينها التي تهب الثمار نضوجًا. نحت القديس يوسف لنفسه قبرا في صخرة، ولو فضّل نفسه عن سيّده لصار هذا القبر في نظر اليهود يمثّل النجاسة كسائر القبور، من يقترب اليه يبقى دنسًا طول يومه حتى يتطهّر، ولتحوّل القبر الى موضع يضم عظاما نتنة وفسادا، لا يسكنه احد من الاحياء اللهم الا من تسلّطت عليهم الارواح النجسة او اصيبوا بالبرص. لكنه اذ قدّمه للسيّد المسيح الصخرة الحقيقية صار كنيسة مقدّسة يحجّ اليها المؤمنون من كلّ العالم عبر العصور، وموضع شهادة للنّصرة على الموت واعلانا عن قوّة القيامة وبهجتها.

نتامل كيف ان حجر الزاوية  المختار الكريم يرقد قليلا خلف الحجارة، وهو حجر العثرة لليهود وصخر الخلاص للمؤمنين. لقد زرع شجرة الحياة في الارض، حتى ان الارض التي لُعنت تتمتع بالبركة وقيامة الاموات.

ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم:" لم يُدبر هذا الامر جِزافا، وانما وُضع الجسد في قبر جديد لم يكن قد وُضع فيه احد حتى لا يُظنّ ان القيامة قد صارت لآخر موضوع معه.  وحتى يتمكن تلاميذه  من ان يجيئوا بايسر طريقة ويعاينوا ما سيحدث، ولكي يكون لدفنه شهود، ليس لهؤلاء فقط ولكن للاعداء ايضا معه، بوضعهم الاختام على قبره واقامة جنود يحرسونه كشهود لدفنه".

ويقول القديس بطرس السدمنتي: كان يوسف ونيقوديموس قد احضرا حنوطا كثيرا لكثرة محبتهما للمسيح. في هذا ايضًا اسرار الهية، حتى اذا قام المسيح وخرج من هذه الحنوط مع شدة التصاقه بالاكفان تكون تلك آية عظيمة. وحقّا انه لامر عظيم ان الاكفان وجدت بمفردها  وكذلك المنديل، وذلك حتى لا يقول الخصوم ان تلاميذه اتوا ليلا وسرقوه فان من ياتي ليسرقه لا يمهله الوقت والخوف حتى يفصل المسروق من هذه الحنوط ولا ان يجعل الاكفان بمفردها، والمنديل منفردا، مع ان التصاقهما بالحنوط مانع له في مثل ذلك الوقت.

لما كان السيد قد وُلد من مستودع جديد طاهر لم يتقدّمه فيه غيره، حسُن دفنه في قبر جديد لم يوضع فيه غيره. اما كونه في بستان، فهو رمز الى خلاص  آدم الذي مات موت الخطيئة في بستان، فدفن السيد في مثيله ليزيل تبعته الجناية عنه، ويردّه اليه ثانية. ولمعنى آخر حتى يصير مؤكدا انه الذي قام لا غير، ولا سيما ان البستان لم يكن مقبرة وانما تقدّم يوسف فنحت هذا القبر بالالهام في الموضع الذي لم يكن مشهورا بالدفن.

47 _ وكانت مريم المجدلية ومريم ام يوسي تنظران اين وُضع.

+ مريم المجدلية : ذُكرت هذه المراة 14 مرة في الاناجيل: متى 61 و 56 :27 و 1 :28 ، مرقس 47 و 40 :15 و 19 _1 :16 ،لوقا 2 : 8 و 10 :24 ، يوحنا 25 :19 ، و 18 _1 :20 }.

وكانت من المجدل وهي قرية تقع غربي بحيرة طبريا عند المدخل الجنوبي لسهل جنيسار وتبعد عن كفرناحوم حوالي 5 كم . وكان المسيح قد اخرج منها سبعة شياطين { ارواح نجسة } وكانت من النساء اللواتي تبعن يسوع وخدمن التلاميذ. وكانت هي اول من راى الرب بعد قيامته { من بين الرجال  والنساء} وتلقّت اول رسالة من فمه { يوحنا 18 : 20 } وهذه آخر مرة ذكرت فيها مريم المجدلية.

+ مريم ام يوسي: وهي مريم ام يعقوب ويوسي وهي امراة كلوبا { يوحنا 25 :19 } وكلوبا هو حلفي { متى 3 :19 } وهي المذكورة في متى { 61 :27 } :" ومريم الاخرى  "التي ذكرت ايضا في متى { 56 :27 }. وكانت ترافق المجدلية وتشاهدان كل ما يحدث. واما لوقا فذكر النساء ولم يذكر عددهن ولا اسماءهن وقال انهن" رجعن واعددن حنوطا واطيابا " { لوقا 56 _55 :23 } بغية اكمال تحنيطه بعد مضي السبت.

 القيامة:

+1: 16 ولما انقضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم ام يعقوب وسالومة حنوطا لياتين ويحنطن يسوع.

+ لما انقضى السبت : أي بعد مغيب الشمس، اذ لم كن هناك وقت لتحنيط جسد يسوع لان السبت كان قد اقترب. وهذا ما يشير اليه مرقس بقوله :" ولما انقضى السبت " ففي يوم السبت استراحت النسوة كما يقول لوقا:" وفي السبت استرحن حسب الوصيّة " { لوقا 56 :23 }.

+سالومة : هي ام يوحنا ويعقوب تلميذي الرب { متى 56 :27 ، مرقس 2 :10 } واشتركت مع مريم المجدلية ومريم ام يعقوب في شراء الحنوط والطيوب اللازمة لتحنيط جسد يسوع ورافقت النسوة في زيارة القبر.

+ 2 : 16 _ وبكّرن جدا في اول الاسبوع واتين القبر، وقد طلعت الشمس.

وبكّرن جدا : أي عند فجر الاول للاسبوع اتت النسوة  لزيارة القبر لاتمام تحنيطه.

التحنيط باكرا جدا وقد طلعت الشمس. ويعبّر متى عن ذلك بقوله:" وبعد السبت عند فجر اول الاسبوع " { متى 1 :28 } ولوقا بقوله:" اول الفجر " { لوقا 1 :24 } وعّر عنه يوحنا بقوله :" باكرا والظلام باقٍ " { يوحنا 1 :20 } وكل هذه العبارات بمعنى واحد وهو الصباح. وعبّر لها كل واحد من البشيرين من وجهة نظره في رواية القصة، فكلّهم ذكروا خروج النساء من بيوتهن باكرا لزيارة القبر. فذكر البعض وقت وصول النسوة اليه. ولم يذكر متى مجيء النسوة الى القبر كان لتكميل تحنيط جسد المسيح بل لاظهار اكرامهن لذلك الميت.

+ اول الاسبوع : هو يوم الاحد الذي صار منذ ذلك الوقت " يوم الرب " الذي حلّ محلّ السبت اليهودي تذكارا لقيامة الرب.

4 و3  وكنّ يقلن فيما بينهن من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر. وتطلعن فرأين الحجر قد دحرج وكان عظيما جدا.

لم  تكن النساء تعلم بوجود حراسة على القبر { متى 26 :27 } قد تمنعهنّ من القيام بواجبهنّ ولذلك كان اهتمامهنّ الوحيد الذي شغل افكارهنّ عند مجيئهنّ لزيارة القبر في فجر يوم الاحد:" من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر". ولكن اهتمامهنّ تبدّد عند وصولهنّ الى القبر اذ وجدن ان هذا الحجر الضخم قد دحرج عن باب القبر والقبر مفتوح.

يرى القديس امبروسيوس ان السيد المسيح قام بعد انتهاء يوم السبت مع نسمات بداية الاحد. كأن النسوة حملن الطيب وانطلقن نحو القبر يمثّلن كنيسة العهد الجديد التي انطلقت من ظلمة حرف السبت نور حرية الاحد، تتمتع بعريسها شمس البر مشرقا على النفوس المؤمنة محطّما الظلمة.

يقول القديس جيروم:" بعد عبور حزن السبت اشرق الان يوم السعادة الذي صارت له الاولوية على كل الايام. عليه اشرق النور الاول وقام الرب غالبا الموت".

ويعلّق الاسقف سفريانوس { المعاصر للقديس يوحنا الذهبي الفم } على هذا الحجر فيقول:" ما هو هذا الحجر الا حرفية الناموس الذي كتب على حجارة، هذه الحرفية يجب دحرجتها بنعمة الله عن القلب حتى نستطيع ان ننظر الاسرار الالهية ونتقبل روح الانجيل المحيي؟! قلبك مختوم وعيناك مغلقتان لهذا لا ترى امامك بهاء القبر المفتوح والمتّسع".

5 _ فلما دخلن القبر راين شابا جالسا عن اليمين عليه لباس ابيض فانذهلن.

فلما دخلن القبر اذ كان مفتوحا شاهدن شابا جالسا عن يمين القبر على الحجر { متى 2 :28 } وهذا الشاب كان ملاكا قد نزل من السماء ودحرج الحجر عن باب القبر قبل وصولهن. ودحرجة الحجر عن باب القبر لم تكن لاجل المسيح لانه لم يكن مانعا من خروجه من القبر بجسده الذي اتخذه عند القيامة { يوحنا 26 و 19 :20 } بل لاجل النساء والتلاميذ ليدخلوا القبر ويتحقّقوا قيامته. لم يشاهد احد من البشر قيامة المسيح، وعند القيامة حدثت زلزلة عظيمة { متى 2 :28 } كما حدث عند موته، لما نبّه الحراس ليشاهدوا نزول الملاك فارتعدوا وصاروا كالاموات { 1 :28 } من شدّة  خوفهم  وهربوا قبل وصول النسوة { لوقا 21 :24 ويوحنا 1 :20 } ولباسه ابيض كالثلج وكان نظره كالبرق" { متى 3 :28 و 3 :17 } ويشار بياض الثلج الى الطهارة والى صفات الملائكة { دانيال 9 :7 رؤيا 18 و5 _4 :3 و 4:4 و11 :6 و 13 _9 :7 }.

وتدلّ   حُلة الشاب البيضاء على انه شخص من السماء {راجع مرقس 3 :9 } ومن هنا الرهبة المقدسة التي اثارها ، والتي سكّنها هو نفسه بعد ذلك { عدد 6 } والنسوة انذهلن الى ما في انفتاح القبر هذا من طابع مدهش.

هذا الدخول كما يقول القديس اوغسطينوس لا يعني دخولهم الفعلي داخل القبر وانما اقترابهن منه جدا حتى صرن كمن في داخل القبر ينظرن كل ما فيه. وقد راين ملاكا في الداخل مع انهن رايناه في وقت آخر خارجه. فان الملائكة كانوا في داخل القبر وخارجه ايضا ، لقد تحوّل القبر كما الى سماء تشتهي الملائكة ان تقطن فيه بعد ان كانت القبور في نظر الناموس  تمثّل نجاسة  لا يسكنها سوى الموتى والمصابون بالبرص او بهم ارواح شريرة. ومن يلمس قبرا يصير دنسا ويحتاج الى تطهير. وكأن دخول جسد السيد المسيح الى القبر نزع عنه  دنسه وحوله الى موضع بركة يشتهي المؤمنون في العالم كله ان يلتقوا فيه ويتمتعوا ببركة الحي الذي قام فيه.

ويقول البابا غريغوريوس الكبير:" ظهر لابسا ثيابا بيضاء ليعلن افراح عيدنا".

كما يقول القديس جيروم :" الان صار العدوّ هاربا واعيد الملكوت. الثوب الابيض المشرق خاص بالفرح الحقيقي حيث كان ملك السلام يُطلب فيوجد ولا يُنزع عنّا هذا الشاب اذن اعلن طبيعة القيامة لمن يخافون الموت".

 6 _ فقال لهنّ لا تنذهلن انكن تطلبن يسوع الناصري المصلوب انه قد قام وليس هو ههنا، وهوذا المكان الذي وضعوه فيه.

+ فقال{ الملاك} لهنّ  : كان جواب الملاك للنسوة على سؤال غير ملفوظ وهو خوفهنّ . ومتّى يذكر ملاكا واحدا وهو المتكلم { 5 :28 } وهذا لا يمنع ان يكون هنالك غيره من الملائكة كما ذكر البشيرون الاخرون خارج القبر او داخله { مرقس 5 :15 ، لوقا 4 :24 ، يوحنا 14 :20 }.

+ يسوع الناصري المصلوب: عُرف يسوع بين الملائكة بلقب المصلوب { رؤيا 6 :5  و 9 :7 } ويكثر مرقس من استعماله للناصري { مرقس 24 :1 و 41 :10 و 6 :14 } وهذه النسبة تشدّد هنا على المطابقة بين المصلوب والقائم من الاموات.

+ انه قام...الخ: وبادر الملاك الكلام مع النسوة حاملا معه كلمات الاطمئنان وانه  على علم بسبب مجيئهن وما في ايديهن من الطيوب واكد لهنّ ان المسيح قام وهو غير موجود في القبر، فالقبر فارغ لا شيء فيه، وطلب منهن ان ينظرن الموضع فتحققن من عدم وجود جسدفيه ، وهذا يثبت قوله انه قام { متى 6 :28 } { راجع متى 4 :12 ،و 21 :16 و 20 :17 و 19 :20 ، لوقا 7 _6 :24 }. ولقد برهنت قيامة المسيح صحّة دعواه وان دينه حق الهي { اعمال 24 _22 :2 } وبرهنت ايضا حياة المسيح بعد موته وقوّته{ رومية 11 :5 } وهي عربون الحياة المستقبلة لكل مؤمن { كورنوس الاولى 32 _20 :15 } وفي متى قال الملاك لهن:" الرب "  ولم يقل "ربكن " فالذي دعاه المصلوب قبلا دعاه ايضا " الرب " { متى 6 :28 }.

والارجح ان مريم المجدلية عندما رات القبر مفتوحا جرت الى المدينة واخبرت بطرس ويوحنا وانها لذلك لم تسمع ما قاله الملاك، لانها لو سمعت إخباره بقيامة المسيح ما قالت لهما: " اخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم اين وضعوه" { يوحنا 2 :20 } وما قالت لهن ظننته بستاني :" ان كنت قد حملته فقل لي اين وضعته وانا آخذه "{ يوحنا 15 :20 }.

يقول القديس كيرلس الكبير:" الملائكة التي قدّمت الاخبار السارة لرعاة بيت لحم الان تخبر بقيامته. السماء بكل خدمتها تخبر عنه طغمات الارواح العلوية تعلن عن الابن انه الله حتى وهو في الجسد".

ويقول القديس كيرلس الاورشليمي على لسان الملاك:" لا اقول للحراس لا تخافوا بل اقول لكما انتما. ام هم فليخافوا حتى يلمسوا بانفسهم، وعندئذ يشهدون قائلين: بالحقيقة كان هذا ابن الله" { متى 54 : 27 } اما انتما فلا تخافوا لان " المحبة تطرح الخوف خارجا " { رسالة يوحنا الاولى 18 :4 }. ويقول :" لم يقل الملاك اني اعلم انكما تطلبان سيدي بل

++ هذه المادة مقتبسة من كتاب "تفسير انجيل الاحاد والاعياد السيدية" للاستاذ  ميخائيل بولس اصدار جمعية ابناء المخلص في الاراضي المقدسة.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com