عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

عيد ختان الرب _ميخائيل بولس

 

عيد راس السنة الميلادية في الاول من كانون الثاني++

الانجيل من بشارة القديس لوقا 52 _40 و21 _20 :2

 

ميخائيل بولس

كفرياسيف _www.almohales.org

الطفل يسوع:

+20 في ذلك الزمان رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوا وعاينوا كما قيل لهم.

يختتم لوقا قصة ظهور ملاك الرب للرعاة عند ميلاد يسوع المسيح { 20 _8 :2 } بالقول:" رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه" على كل ما سمعوا  من الملاك و"عاينوا " في بيت لحم { في المذود} "كما قيل لهم من الملاك. ويذكر لوقا غالبا ان الحاضرين" يمجدون الله " على اثر التجليات الالهية ولا سيما المعجزات { 26 _25 :5 و 16 :7 و13:13 و18 _15 :17 و43 :18 واعمال 21 :4 } "ويسبحونه " {43 :18 و37 :19 اعمال 9_3:8 }.

+21 ولما تمّت ثمانية ايام ليختتن الصبي سُمي يسوع كما سماه الملاك قبل ان يحْبَل به في البطن

+ ثمانية ايام: حسب الشريعة اليهودية " كل امراة تلد ذكرا فلتكن نجسة سبعة ايام وفي اليوم الثامن تختتن قلفة المولود { لاويين 3 _2 :12 } ويذكر لوقا انه بعد ثمانية ايام سُمي الصبي "يسوع" أي المخلّص كما امر الملاك يوسف في الحلم { متى 21 :1 } ويذكر لوقا هنا ان موعد الختان قد حان بعد سبعة ايام ولكنه لم يذكر ان الختان تم بالفعل. والذي تم بالفعل هو التسمية فقط.

+40 وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئا حكمة وكانت نعمة الله عليه.

ينهي لوقا حديثه عن ميلاد المسيح بزيارة العذراء الى الهيكل بعد اتمام ايام تطهرها لتقديم ذبيحة عن ابنها البكر كما تقتضي الشريعة تاتي بحمل حولي محرقة وبفرخ حمام او بيمامة ذبيحة فيقربهما بين يدي الرب..."{ لاويين 7 _6 :12 } وفي عدد 39 يقول لوقا:" لما اكملوا كل شيء حسب ناموس الرب رجعوا الى الجليل الى مدينتهم الناصرة" ولكنه لا يشير الى زيارة المجوس والهرب الى مصر وذبح الاطفال كما ورد في بشارة متى { متى17 _16 و 13 و1 :2 }.

+ممتلئا حكمة: تتضمن الحكمة في انجيل لوقا معنى قويّا يضفيه الكتاب المقدس عليها فهي تشير الى ميزة يسوع الخاصة. { 52 :2 و 31 :11 و 15 :21 }.

+وكانت نعمة الله عليه: كانت يد الرب على يوحنا { 66 :1 } كما كانت على الانبياء. اما يسوع فكانت عليه " نعمة الله " بكل معنى الكلمة { راجع 28 :1 وما يلي } ونعمة الله هي رضى الله التام.

+41 وكان ابواه يذهبان الى اورشليم كل سنة في عيد الفصح.

لا نعرف شيئا عن يسوع في طفولته وصباه سوى هذه الواقعة التي ينفرد لوقا بذكرها.

=ابواه: استخدمت هذه الكلمة بكل بساطة لتشير الى الصفة التي ظهر بها يوسف ومريم في ذلك الوقت.

= فيذهبان الى اورشليم: اوصت الشريعة اليهودية بان يذهب كل الرجال الى اورشليم ثلاث مرات في السنة { خروج 17 _14 :23 و 23 _22 :34  تثنية 16:16 } ليعيّدوا عيد الفصح والعنصرة { שבועות _شبوعوت} أي يوم الخمسين بعد الفصح، وعيد المظال { סוכות _ سوكوت} وقد استثنيت النساء من هذا الالتزام { حسبما جاء في المشنا} الى ان صرّح بذلك هليل { הלל} رئيس كهنتهم ومفسّر الناموس بان تذهب النساء ايضا مع الرجال. والحضور في الاعياد الثلاثة كان امرا صعبا نظرا لان اليهود كانوا مشتّتين في جميع انحاء الامبراطورية الرومانية وجهات اخرى، لكن الكثيرين كانوا يتحملون مشقة الذهاب مرة في السنة بخاصة في عيد الفصح.

+عيد الفصح: وكان من عادة يوسف ومريم الذهاب في عيد الفصح من الناصرة الى اورشليم،الذي يُحتفل به تذكارا لخلاص بني اسرائيل من العبودية في مصر لمدة ثمانية ايام { خروج 12 } وكان يقع في الربيع في منتصف شهر نيسان وكان يشمل عيد الفطر{ מצות _ متسوت}.

وكان المسافرون يسيرون في قافلتين احداهما للنساء _ في المقدمة والثانية للرجال_ في المؤخرة ويسير الصبيان الذين تزيد اعمارهم عن 12 سنة مع الرجال او مع النساء.

+42 فلما بلغ اثنتي عشرة سنة صَعدا { صعدوا } الى اورشليم كعادة العيد.

=ولما بلغ اثنتي عشرة سنة: كان الصبي اليهودي يصبح عضوا كاملا في المجمع اليهودي عند بلوغه الثالثة عشر من عمره { كما ورد في المشنا} ويصبح الصبي " ابن الشريعة " { בר מצווה _بار متصبا} ويعلمونه حفظ شرائعها. و "المشنا " في ملاحظتها على ذلك تفيد ان الطفل يجب ان يذهب لمجرّد الملاحظة والتعوّد قبل ان يبلغ سن الثالثة عشر بعام او عامين كاعداد له.

+43 ولما تمت الايام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في اورشليم ويوسف وامه لا يعلمان.

= ولما تمت الايام: أي تمت ثمانية ايام العيد

= بقي الصبي يسوع في اورشليم: بعد مسيرة القافلة يوما كاملا لم يجد يوسف ومريم الصبي فوقعا في حيرة عظمى وفي نظام القوافل الكبير { كان عدد المعيّدين من رجال ونساء نحو مليونين } قد لا يعرف الوالدان مكان الطفل. فكانت امه مريم تظن ان يسوع مع يوسف وكان يوسف يظن  ان يسوع مع امه. ولما كان يسوع مطيعا ليوسف وامه مريم فلم يطلباه الى ان فقداه عند نزول المسافرين لاجل المبيت واجتماع الاهل للطعام في المساء.

 + 47 _45 ولما لم يجداه رجعا الى اورشليم يطلبانه وبعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا فيما بين المعلمين يسمعهم ويسالهم وكان جميع الذين يسمعونه مندهشين من فهمه واجوبته.

ولما لم يجداه في الرفقة عادا ادراجهما الى اورشليم للبحث عنه.

=وبعد ثلاثة ايام: انقضى اولها في السفر والثاني في البحث والثالث في الرجوع الى اورشليم.

= وجداه في الهيكل جالسا فيما بين المعلمين...: كان علماء الشريعة يعلّمون في ساحات الهيكل وكان تعليمهم في الغالب يتّخذ شكل الحوار فقد اباحوا لتلاميذهم حرية عظيمة في الاسئلة والاجوبة. ولم يكن شيء مستغرب في سن يسوع عند حضوره تلك الدروس ان لقاء يسوع للعلماء في الهيكل لا يوازيه شيء في تاريخ حياة يوحنا المعمدان الذي عاش في البرية.

= يسمعهم ويسالهم: كان يسوع يستغلّ هذه المناسبة الى اقصى حد للتعلم اثناء تواجده في المدينة الرئيسية. والنظام التعليمي عندئذ كان يركّز الى حد ما على مناقشة المشاكل وهذا يعطي مجالا للتلميذ النجيب ان يسال او ان يجيب على الاسئلة والكلمة " جالسا فيما بين المعلّمين" تفيد الاكرام الذي قدم لهذا التلميذ غير العادي لان التلميذ العادي كان يجلس تحت قدمي معلمه يعفّر نفسه في تراب اقدام معلميه كما يقول التلمود، والمعلمون بُهتوا ودَهِشوا من فهمه واجوبته الذي حيّر العلماء.

ويعلق العلامة اوريجانوس حول موضوع بقاء يسوع في اورشليم والبحث عنه فيقول:" وفي الثانية عشر من عمره بقي في اورشليم ولم يعلم ابواه اذ ظناه في الرفقة وكان يطلبانه بين الاقرباء والمعارف ولكنهما لم يجداه... بحث عنه ابواه يوسف الذي نزل معه الى مصر لم يجده فاننا لا نجد يسوع ونحن بين الاهل والمعارف حسب الجسد لا نجده في العائلة الجسدية يسوعي لن اجده بين الجموع.

انظر اين وجد يسوع حتى تاخذ مريم ويوسف معك في البحث عنه فتجده. يقول لنا الانجيل، وبعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل لم يجداه الا في الهيكل جالسا في وسط المعلمين ليسمعهم ويسالهم. وانت ايضا ابحث عن يسوع في هيكل الله. ابحث عنه في الكنيسة ابحث عنه عند المعلمين الذين لا يبرحون الهيكل. ابحق عنه هناك فستجده، لكن  ان ادعى احد موهبة التعليم وليس له يسوع فهو معلم بالاسم فقط لا نجد عنده يسوع..اننا نجد يسوع عند المعلمين الحقيقيين كقول البشير..الرب يسوع كان يسال احيانا ويجيب احيانا فكان عظيما في اسئلته ونحن نضرع اليه حتى نسمعه يسالنا ويجيبنا.. لتبحث عنه بجهد عظيم مقترنا بالعذاب عندئذ نجده اذ يقول الكتاب" هوذا ابوك وانا كنا نطلبك معذبَين" لا تبحث عن يسوع في تراخٍ وفتور وتردد كما يفعل البعض فان هؤلاء لا يجدوه".

كما يقول ايضا:" لا اعتقد انهما كانا معذبين لاعتقادهم ان الصبي قد فقد او مات، فلم يكن ممكنا لمريم ان تشك هكذا وهو الذي حُبل به من الروح القدس، وبشر به الملاك وسجد له الرعاة وحمله سمعان ولا يمكن ان تنتاب نفس يوسف هذا الفكر وهو الذي امره الملاك ان ياخذ الطفل ويهرب به الى مصر وسمع هذه الكلمات:" لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حُبل به فيها من الروح القدس " { متى 20 :1 } لا يمكن ان يخف يوسف على الطفل وهو متيقّن انه الله { الكلمة} اذن فعذاب الابوين وسؤالهما له مغزى آخر قد لا يستشفّه القاريء العادي... لقد بحثا عن يسوع وذهلا لمجرد التفكير انه ابتعد عنهما او تركهما وذهب الى موضع آخر او ربما صعد الى السماء لينزل في الوقت المناسب..انت ايضا ان فقدت ابن الله يوما ما ابحث عنه ولا في الهيكل..اسرع واسرع الى الهيكل هناك تجد يسوع الكلمة والحكمة أي ابن الله".

+48 فلما نظراه بهتا فقالت له امه يا ابني لمَِا صنعت بنا هكذا ها ان اباك وانا كنا نطلبك متوجّعين.

لقد بهت كل من يوسف ومريم. ومن الواضع انهما لم يتوقعا شيئا من هذا القبيل. وكانت هناك مسحة من اللوم والعتاب وراء سؤال مريم امه:" يا ابني لما صنعت بنا هكذا"؟ في اشارتها الى العذاب الذي تحملاه اثناء بحثهما عنه" ها ان اباك" هذه كانت الصفة الشائعة عن يوسف وقتئذ:" وانا كنا نطلبك متوجّعين".

يقول العلامة اوريجانوس :"اطلق الانجيل لقب "ابواه" على العذراء لانها حملته ويوسف الذي خدمه".

ويقول القديس كيرلس الاورشليمي:" كما ان مريم دعيت اما ليوحنا وليس لانها انجبته هكذا دعي يوسف ابا للمسيح لا لانه انجبه وانما لاهتمامه باعالته وتربيته".

ويقول القديس اوغسطينوس:" بسبب الامانة الزوجية استحقّ الاثنان ان يلقبا " والدي يسوع " اذ كانا هكذا حسب الذهن والهدف وليس حسب الجسد. فان كان احدهما والده في الهدف لكن الاخر أي امه كانت والدته بالجسد ايضا وقد دعي الاثنان ابواه حسب اتضاعه لا سموه حسب ضعفه { ناسوته} لا حسب لاهوته".

ويقول القديس كيرلس الكبير:" هنا يشير المسيح الى ابيه الحقيقي ويكشف عن الوهيته" في تعليقه على :" ينبغي ان اكون فيما لابي".

ويقول القديس امبروسيوس:" للمسيح نبوّتان واحدة من الاب والاخرى من مريم، { الاولى الهية مرتبطة بابيه، والثانية تمّت بولادته من مريم اذ تنازل الينا".

ويقول :" هل كان يمكن لمعلم الفضيلة ان لا يقوم بواجباته لهما؟ فانه لم يخضع عن ضعف وانما عن حب".

وكتب القديس جيروم للراهبة اوستخيوم:" اطيعي والديك متمثّلة بعريسك" { أي المسيح } ويقول العلامة اوريجانوس:" لنتعلم يا ابنائي الخضوع لوالدينا... خضع يسوع وصار قدرة لكل الابناء في الخضوع لوالديهم او لاولياء امورهم ان كانوا ايتام... ان كان يسوع ابن الله قد خضع لمريم ويوسف افلا أخضع انا لاسقف الذي عينه لي الله ابا؟ الا اخضع للكاهن المختار بارادة الله"؟

+50 _49 فقال لهما لماذا تطلبانني؟ الم تعلما انه ينبغي ان اكون في ما هو لابي؟فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما.

اجابهما يسوع بلطف

 

++ هذه المادة المقتبسة  جزئيا من كتابنا الجديد " تفسير اناجيل الاحاد " من اصدار " جمعية ابناء المخص في الارضي المقدسة"{ يوسف جريس شحادة}.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com