عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

21/8/2009
نقل الكتاب المقدس حتى البعثة، تتمة_يوسف جريس شحادة

نقل الكتاب المقدس

حتى البعثة_ تتمة

                                                               يوسف جريس شحادة

الكنائس والأديرة

مئات الأديرة والصوامع المنتشرة في ديار العرب قبل ظهور الإسلام ما هي إلا دعامة على مدى سعة انتشار المسيحية في هذه المناطق, إذ لا يعقل ان تبنى كنائس واديرة دون وجود رعية مؤمنة, والمرويات والمصادر العربية تفيض بالمعلومات حول هذا الموضوع ( حبيب الزيات : الديارات النصرانية في الإسلام ـ لبنان 1999 والشابشتي , الديارات تحقيق كركيس عواد ) . وقصة ابرهة إلى مليكه النجاشي :" إني قد بنيت لك ايها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك ولست بمنته حتى اصرف اليها حج العرب : ( الحداد ص 56 نقلا عن ابن هاشم 44 : 1 ), هذه الأديرة كانت محطة استراحة ونقاهة للتجار,والمصادر تروي لنا مئات من ابيات الشعر والنصوص النثرية واصفة لنا حال هذه الديارات مما تزيد عمقا في جذور توطد المسيحية في الديار العربية  .

الكتابات والنقوش

من أهم الكتابات والنقوش التي تدعم وجود ترجمة عربية للكتاب المقدس وإن لم تكن كاملة فجزئية, هذه الكتابات التي وجدت قبل الإسلام والتي يعود تاريخ بعضها الى سنة 328 م. كتبت لملك عربي ,وأضف إلى ذلك نقش دير هند في الحيرة ونقشا زيد وحرّان في ديار الشام, وكل هذه النقوش لملوك عرب مسيحيين ( عرفان شهيد 221 قنواتي جورج 13 ـ 14 ). ويضيف شهيد عن النقش الذي اكتشف قبل ظهور الإسلام في كنيسة على جبل نبو, وهذا النقش يحتوي على اسماء عربية مثل: سلمان وزيد وعبارة  " بسلام " ونقش آخر بقي على  " عتبة " باب دير القديسة كاترينا على جبل سيناء ومن الجدير ان ننوه الى ان اللغة العربية راقية لأن تستعمل التعابير والإصطلاحات اللاهوتية قبل ظهور الإسلام إما من مفردات عربية أو دخيلة من السريانية والآرامية واليونانية والحبشية وغيرها من اللغات . فاستعمال هذه الإصطلاحات دليل رزين رصين على تغلغل تعاليم الدين المسيحي في ديار العرب وسنرى شواهد أخرى تدعم هذه الفرضية , إذ انه ما من مسوغ لصعوبة في عملية نقل الكتب الى العربية وزخم العربية للتعبير عن الفكر اللاهوتي المسيحي فهو لا يشكل عثرة إن لم يكن مسهلا لعملية النقل , إذ انه توجد ترجمات دقيقة جدا من اليونانية الى العربية ومن كتب طب وفلسفة وعلوم وعلام نستهجن اذا اضفنا ترجمة عربية لبعض من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.

نصوص تدل على وجود الترجمات

نجت من الضياع والإبادة شواهد تدل على انه كانت ترجمات عربية للكتاب المقدس, فذكر مؤرخو السريان ان علماء العرب الأورثوذكسيين من قبائل طيء وتنوخ وعاقولا قاموا بترجمة الإنجيل المقدس الى اللغة العربية الفصحى سنة 643 م. وذلك بمساعي البطريرك يوحنا الثاني الأنطاكي واستجابة لرغبة ودعوى من عمير بن سعد بن ابي وقاص الأنصاري امير الجزيرة وللأسف الشديد هذه الترجمة مفقودة. وسوف نتطرق لقضيةعدم وجود ترجمات حتى البعثة  . قصة القس ورقة بن نوفل الذي بحسب المؤرخين المسلمين , يكون أول من ترجم الكتاب المقدس الى العربية ولو بصورة جزئية , وبحسب صحيح البخاري ( مع كشف المشاكل للإمام ابن الجوزي حققه مصطفى الذهبي القاهرة 2000 , 12 : 1) :" وكان يكتب الكتاب العبراني ما شاء الله ان يكتب". وصحيح مسلم ( المختصر , للحافظ زكي الدين المنذري تخريج وفهرسة عصام الدين الصابطي القاهرة 2003 ص 31 ـ 32 ) : " وكان أمرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله تعالى ان يكتب " . والبغدادي ( عبد القادر عمر البغدادي , خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب , تحقيق عبد السلام محمد هارون 1986 القاهرة 393 ـ 391 : 3 ) :" وطلب الدين في الآفاق وقرأ الكتب ... وقد تتبع الكتب وعلم من علم الناس فلم يكتف بما هداه اليه عقله , بل ضرب في الأرض ليأخذ علمه عن اهل العلم بكتب الله المنزلة من عنده الضابطة للأديان ", وابن هشام ( سيرة , تخريج وتحقيق وليد بن محمد بن سلامة , خالد محمد بن عثمان , القاهرة 2001 ,140 و132 : 1): " فأما ورقة بن نوفل فاستحكم في النصرانية واتبع الكتب من اهلها حتى علم علما من اهل الكتاب وكان ورقة قد تنصر وقرأ الكتب وسمع من اهل التوراة والإنجيل " . لنا أن نستنتج ان ورقة بن نوفل " تنصّر " , اي لم يولد نصرانيا وشهادة المؤرخين العرب دلالة ساطعة على ذلك ولعل ما ورد اعلاه  ـ بالعبرية ـ  هي لفظة محرفة عن  العربية ـ  وذلك لأن الإنجيل لم يكتب بالعبرية , هناك من ينطلق من كلمة " عبراني "  في الوثائق القديمة (  أع 6 : 1 , 21 : 40  ويو 19 : 20 ) فيستنتج ان اللغة العبرية استعملت استعمالا عاما بل رسميا في جماعات فلسطين المسيحية ولكنهم نسوا انه في نصوص مثل يوحنا يسمونها بالعبرية 17 , 13 : 19  وتنطبق بوضوح على الآرامية , كذا نقول عن صلاة يسوع على الصليب عند مرقس 34 : 15  في الآرامية وفي متى 46 : 27  في آرامية ممزوجة بالعبرية هذا يعني ان " عبراني " يتميز عن يوناني ليدل على لسان سامي يضم العبرانية والآرامية والعربية في نظام واحد  . ان قضية التناقل شفهيا, هي مستبعدة لأنه لا يجوز ان تتلى صلوات دون نص كتابي وخصوصا يعتمد القداس الإلهي على نص يقرأ , فمن المستبعد ان يكون التداول شفهيا لا كتابيا مدة خمس قرون ونيف, ويذكر الحداد ( ص 264 وناصر الدين الأسد, مصادر الشعر الجاهلي لبنان 1988 , ص 63 ـ 64 , المسعودي الحسن بن الحسين 1938 :التنبيه والإشراف تصحيح عبد الله اسماعيل الصاوي ص 98 , ابن النديم ابو الفرج محمد بن ابي يعقوب اسحاق 1966 , الفهرست تحقيق يوسف الطويل بيروت ص 35 ـ 38 , الطبري محمد بن جرير : تاريخ الأمم والملوك لبنان 106 : 2 هيكل حسنين محمد : حياة محمد ص 74 ):"وخاطب البغدادي في كتاب التقييد , ويذكر ان النبي لام عمرا على كتاب من اهل الكتاب ولام ايضا صحابيا ترجم كتاب دانيال وان الطبري روى عن هشام بن محمد لما ذهب اليمني يستنجد النجاشي على ذوي نواس وانبأه بما فعل نصير اليهودية بالنصارى في نجران واليمن واراه الإنجيل قد احرقت النار بعضه , كتب النجاشي الى قيصر في ذلك وبعث اليه بالإنجيل المحرق  " . اشك ان هذا الإنجيل بالعربية , فمسيحيي نجران والألوف المؤلّفة منهم مئات الرهبان والقسيسين العرب والكنائس والأديرة لا يمكن ان تقوم وتنشأ إلا بوجود ترجمة عربية للإنجيل , لأن قراءة الإنجيل كنص مكتوب غير متناقل شفهيا من صلب الصلوات, فهذه الأدلة تقضي بوجود ترجمة عربية للإنجيل بالرغم ان في النص اعلاه لم تذكر اللغة , إذ لا يعقل ان يكون كتابا موجها بغير لغتها . اضف الى ذلك الإقتباسات الدقيقة لبعض نصوص من الكتاب المقدس نظير الثعلبي احمد بن محمد النيسابوري : قصص الأنبياء القاهرة ص 214 ـ 215 يقتبس اقتباسا دقيقا للغاية لسفر العدد 13 : 14  ومحمد بن جرير الطبري تاريخ الرسل والملوك , ليدن 1964 ص 639 , 636 ـ 640 , 658 يقتبس من سفر حزقيال 10 ـ 3 : 37 وسفر ارميا 5 ـ 4 : 1 ترجمة دقيقة جدا ويقتبس بشكل حرفي لنص تك 19 : 20 وايضا احمد بن واضح اليعقوبي التاريخ ليدن 1883 , 1 : 1 يقتبس اقتباسا غير دقيق تك 3 : 21 :" ויעש יהוה אלוהים לאדם ולאשתו כתנות עור וילבשם " " وكان لباس آدم وحواء من نور " كما ورد في  בראשית רבה  20 : 29  ولكن 1 : 26 يأتي بترجمة دقيقة للغاية للوصايا العشر , وابو نعيم بن احمد بن عبد الله الأصبهاني , دلائل النبوة حيدر اباد  1950 , ص 375 , 381 يورد ترجمة دقيقة لمزمور -1- وذكر العالم الصوفي مالك بن دينار من القرن الثامن يذكر بكل وضوح وجلاء مكتبة الدير المسيحي . من المؤلفين والمؤرخين الذين ذكروا وشهدوا برؤية نص ما او اقتباس غير دقيق وبخلاف ما ترجم الفيومي ـ רס"ג ـ فمن بين هؤلاء نذكر علي بن ربن الطبري ـ كتاب الدين والدولة منشستر 1923 , ص 73 يذكر مرقس الترجمان وتفسيره وعلي بن محمد علاء الدين الباجي : على التوراة في نقل التوراة اليونانية طبعة احمد حجازي السقا القاهرة ـ 1980 ـ يذكر في المقدمة : " إني نظرت في توراة موسى عليه السلام المعربة التي بيد النصارى الملكية  " . ومحمد بن اسحاق النديم كتاب الفهرست فلوجل  1871 Fluegel   يذكر اسماء مترجمين قبل سعاديا الفيومي مثيل : احمد بن عبد الله بن سلام كمترجم كتب كثيرة نظير التوراة والإنجيل والمؤرخ علي بن الحسين المسعودي ـ التنبيه والإشراف ليدن 1843 ص 112 يذكر ابو كثير من طبريا وترجمة حنين بن اسحاق من القرن التاسع , والكركساني ـ كتاب الأنوار والمراقب ـ نيويورك  1939 , 145 : 1 يتحدث عن ترجمة الإشكنازي العربية للتوراة وترجمة الرملي وابراهيم بن نوح ومن المؤرخين والمؤلفين الذين يشهدون بقراءة نص من التوراة , عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ـ كتاب المعارف القاهرة 1934 ـ ص 9 , 6 :"وجدت في التوراة" " قرأت في التوراة " واسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي ـ البداية والنهاية في التاريخ ـ القاهرة 1932 , 115 , 95 : 1 : " رأيت في التوراة  " وفي ص 281 يسرد ترجمة حرفية للوصايا العشر ومحمد بن محمد بن ظفر الصقلي : خير البشر بخير البشر القاهرة 1863 ص ـ 5 ـ:" نسخة أخرى وترجمة أخرى ". وعبد الحق محاولا جاهدا بتحريف النص بمسعى اثبات المقولة ان الكتاب المقدس محرف وهو مزوّراً ومحّرِفاً نصا مغتصبا حسابا جمعا لإثبات ما لا يمكن تصديقه إلا لمن يؤمن ويفكر بقلبه , ففي نص هوشع 6 ـ 5 : 9  : " תקברם מחמד לכספם  " فيحرف عبارة ـ מחמד ـ עיניך " وملوك 1 , 22 : 35   " מעמד במרכבה  " ويستخدم حساب الحرف " ייחלו " أشعياء   42 : 4  كقيمة رقمية عددية ـ 64 ـ كما مبين : 10+10+8+30+6 = 64 وهي تساوي " أحمد "  1+8+40+4 = 53 +5 صلوات +6 يوم الجمعة  = 64 ؟  وكذلك  " והנה " تك 1 : 31 للمزيد إقرأ  : ח. לצרוס ـ יפה : תרומתו של מומר יהודי ממרוקו לפולמוס המוסלמי נגד היהודים והיהדות  תש" נ  90 -83  ,A.jewish convert   alislami hak -al  cabd : M. perlman  . 191-171 pp - 1940 . 31 j.q.r   . هل هذه الإيرادات دقيقة كانت أم غير دقيقة, تفيد على وجود ترجمات عدة للكتاب المقدس ؟ أم نتيجة التناقل الشفهي والإختلاف ناتج عن فهم وسماع كل مؤرخ ؟  أو منوط بمصدره ؟  أم هل استخدام عبارة ترجمة "  تفي معنى عملية نقل من لغة الى أخرى  תרגוםTranslation  , أم بمفاد  " جمع مواد  " Compilation  . مهما كانت الإجابات لهذه التساؤلات فكلها في واحدة وواحدة في مجملها تصب بتصديق الفرضية بوجود ترجمة عربية للكتاب المقدس ولو جزئية , وقضية , أن هذه الترجمة كانت في متناول يد المؤرخين المسلمين ام لا , تبقى قيد الشك إلا أننا نؤيد بوجود هذه الترجمة وان كان إختلاف من مؤرخ لآخر فربما لم ترق هذه الصيغة لهذا المؤرخ أو لذلك المؤلف محاولا التبديل والإستفسار من اليهود والمسيحيين كما ذكر إبن حزم عندما يسأل ابن النغريلة  أو يغير عند النقل كي يتخذ أسلوبا ونمطا خاصا به فالاختلاف بين نص وآخر من ناقل لآخر لا تدل بالضرورة على عدة مصادر ولا تنفي أيضا وجودها.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com