عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

20/8/2009
نقل الكتاب المقدس للعربية_يوسف جريس شحادة

نقل الكتاب المقدس الى العربية

 حتى البعثة

                                                                                       يوسف جريس شحادة

قضية نقل الكتاب المقدس الى العربية حتى البعثة تبقى غامضة رغم زخم ودسمة الأدلة العقلية والنقلية لوجودها, وعدم وجود بينة كتابية ليس بالدليل على عدم وجودها إذ أن عدم وجود ألفاظ لمسميات ليس بدليل عدم وجود مسمياتها وإنما عدم استحداث اللفظة, ووجود اللفظة ما هو إلا دليل لمعرفة الشيء ـ المسمى أو وجوده .

في هذه المقالة سنسرد الخلفية الداعمة لفريضتنا ـ بوجود ترجمة عربية للكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ولو جزئية,وساندين الفرضية بدلائل قطعية على وجود هذه الترجمة, لطرحنا جواباً لمسألة عدم عثورنا لأي أثر كتابي بحسب المرويات والمصادر الإسلامية التي بها نجد الدليل الشافي لشفاء غليل التساؤل عن عدم وجود أي أثر كتابي للترجمة حتى البعثة . سكن العرب قبل ظهور الإسلام مناطق نجد والحجاز واليمن وحضر موت وظفار وشرق شبه الجزيرة العربية وشمالها ومناطق غرب الفرات وأقاموا ممالك وإمارات في حمص وتدمر والبتراء وجنوب الشام وبراري حوران وانشاوا مجتمعات إمتد تواجدها من عاد وثمود وسبا وحمير أقصى جنوب شبه الجزيرة العربية وشمالها, قامت تجمعات في مدن مثل مكة والطائف ويثرب ودومة الجندل وتيماء وغيرها  . إن كون الديانة المسيحية ديانة عالمية تبشيرية لا قومية ولا عرقية ونص الكتاب المقدس (متى 28 : 19 , غلا 1 : 17 , أع  11 : 2  ) هو دليل واضح وإشارة أكيدة الى وجود عرب أيام المسيحية الأولى وإعتنق الكثير منهم المسيحية أيما إعتناق ذكر المؤرخ جواد علي (  المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام بيروت  1970 , 681 : 6  ) إن جرجس أسقف القبائل العربية كان معاصراً ليعقوب الرهاوي وكتب تعليقات على الكتاب المقدس, ويرى الباحث شبرنجر Sprenger  أن في كتاب محمد بن إسحاق ( هو أبو الحسن علي بن سهيل ويعرف بإبن ربّن الطبري طبيب وحكيم والأرجح أنه ولد سنة  136- 158  للهجرة كتاب الدين والدولة تحقيق عادل نويهض بيروت  1973  ) فقرة مترجمة للإنجيل تمت قبل ظهور الإسلام, وهذه الفقرة من إنجيل يوحنا  27- 23 : 15 , وفي مؤلفه نصوص من إنجيل يوحنا .(  الدين والدولة  ص 189- 184  ) . لقد تم إنتشار المسيحية في بلاد العرب بطرق عديدة, ففي نجران إنتشرت إنتشاراً شاسعاً ويعزو البعض ذلك الى رجل صالح إسمه فيميون أظهر عجائب,( إبن هشام, السيرة النبوية تحقيق مصطفى السقا ـ إبراهيم الأبياري, عبد الحفيظ شلبي د. ت  ص 31- 34  ) ادت الى ايمان الناس بالمسيحية أو الى تاجر إسمه حنان ـ حيان بين السنين  399- 420 م  في عهد يزدجرد الأول ( جواد علي 614 : 6 ) أما في سوريا فقد سكن العرب قبل الإسلام بمدة طويلة وكانت المسيحية قد إنتشرت بكثافة في سوريا بعد أن اعتنق المسيحية القيصر قسطنطين سنة 313 م  وذكر مؤرخو المسيحية أسماء مطارنة عرب في بداية القرن الثالث الميلادي كما نوّهوا الى المساعدات التي كانت كنيسة روما تقدمها إلى كنائس الديار العربية. ( جورج قنواتي , المسيحية والحضارة العربية بيروت د. ت ص 45 وشيخو لويس النصرانية وأدآبها بيروت 1989 ص 31  الحداد يوسف : دروس قرآنية بيروت 1982 . ص 489 : "  الحارث الثاني بن جبلة الذي عمل في القسطنطينية سنة 563 م على تنصيب يعقوب البرادعي أسقفاً على الكنيسة السورية العربية ) .ووصل أحد العرب ـ فيليبس,فيليب العربي إلى عرش إمبراطورية روما سنة  244 – 249 م  وقصته مشهورة مع بطرك أنطاكية بابيلاس عن عدم مناولته القربان المقدس إلا بعد أن يعترف أمام الكاهن .

قد حضر مطارنة عرب جميع المجامع التي عقدت لبحث شؤون الديانة المسيحية ولعب الأساقفة الغساسنة دوراً هاماً في نشر الديانة المسيحية في ديار العرب من بناء أديرة في مناطق جنوب سوريا وشمال الحجاز من دمشق وحتى تخوم الجزيرة العربية وأرسلت الكنيسة والأساقفة الغساسنة عشرات رجال الدين الى بلاد العرب المتاخمة للجزيرة العربية للتبشير بالمسيحية وسمي هؤلاء الأساقفة " أساقفة الخيام  " أو "  الوبر " ويروي جواد علي ( 626 : 6 والحداد ص 59 " أساقفة المضارب " ) أن من جملة ما اسهم فيه رؤساء الديارات في إقليم العربية نص رسالة دستور الإيمان موجهة الى يعقوب البرادعي رداً على رأي يحيى النحوي في قضية تثليث الجوهر بين السنين  570- 578 م  موقعة من قبل  137 رئيساً الى  137  ديراً من شرقي بلاد الشام الى الفرات .

القبائل العربية

قبائل عربية كثيرة إعتنقت المسيحية, منها قبيلة قضاعة وسليح وغسان وتنوخ وتغلب وربيعة ولخم وإياد وبهراء وكلب وجذام والسليحيون من طيء وكندة وبكر وشيبان واللات وبني عجل وقوم من قبيلة قريش من بني أسد بن عبد العزي.( المسعودي أبو الحسن بن الحسين : مروج الذهب ومعادن الجوهر تحقيق قاسم الشماعي الرفاعي بيروت 1989 , 421 : 1  وإبن حوقل أبو القاسم محمد بن علي : صورة الأرض ط2  1967 ص 19  والإصطخري إبراهيم بن محمد : مسالك الممالك , ليدن 1967 ص 14  وإبن خلدون عبد الرحمن : العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر بيروت 1981 , 572 : 2 , نولدكة : عصر السريان الذهبي حلب 1991 , ص 117 أمراء غسان بيروت 1933 ـ ص 21 ) . وسردنا هذه الأسماء بهدف إظهار مدى تغلغل وعمق جذور وإنتشار الديانة المسيحية في ديار العرب قبل الإسلام أو حتى البعثة. لم يقتصر تغلغل الديانة المسيحية على القبائل ومن البديهي أن تنتشر في المدن جراء عمل المبشرين ( جمع العلامة يوسف السمعاني في مكتبته الشرقية ج 3 قسم 2 شواهد كثيرة من كتبة اليونان والسريان والعرب التي تثبت كرازة الرسل في ديار العرب وقد نقل هذه الشواهد المؤرخون المسلمون ( الطبري في تاريخه 737 - 738 : 1 أبو الفداء تاريخه 38 : 1  المقريزي الخطط 483 : 2  إبن خلدون تاريخ العبر 47 : 2 والمسعودي مروج الذهب 127 : 1 ) والديارات والتجارة وأسباب أخرى, ومن بين هذه المدن على سبيل المثال: مدينة يثرب وما روى لنا الأزرقي في قصة  " مريم العذراء والدة الإله وصورة السيد المسيح " ( أبو الوليد محمد الأزرقي ـ تحقيق رشدي الصالح ملحس : أخبار مكة دار الأندلس 1996 , 165 : 1 ) . تروي لنا المصادر العربية ( أبو فرج الأصفهاني بيروت ط1 , 1986  113- 116 : 1  , وإبن هشام  223- 192 – 189 : 1 , أسد الغابة في معرفة الصحابة تحقيق إسحاق البنا ـ محمد عاشور ـ محمد قايد القاهرة  1970 , 238 : 2 ) على أنه كان في مدينة مكة جماعة من العرب المسيحيين وعلى رأسهم القس ورقة بن نوفل ومدينة نجران وأحداث هذه المدينة لهي دليل حاسم على مسيحية المدينة ومدى توغل وولوج المسيحية بالمدينة, سميت هذه الأحداث " شهداء نجران " وبها " كنيسة الشهداء " و " كعبة نجران " ( عرفان شهيد: المسيحية عبر تاريخها في المشرق بيروت 2002 , ص 220 – 438 , وماري بن سليمان ـ عمرو بن متى : أخبار فطاركة كرسي المشرق رومية الكبرى 1896 ص 27- 28 , الطبري: تاريخ ـ تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم بيروت 1967 , 119 – 123 : 2  وعن قصة شهداء نجران راجع رسالة شمعون أسقف بيت أرشم , في ألإضطهاد الذي حل في المسيحية سنة 524 للمسيح( عربها عن اللغة السريانية يوحنا عزو ) وهذه الكعبة الذي عناها الأعشى ـ بيعة ـ بناها عبد المدان ومن سماها  " دير نجران " ودلالة الإسم مسيحية صرفة والمصادر العربية نسبت بناء دير نجران الى المسيحيين نظير عبد المسيح بن دارس بن عداي بن معقل والى صهره يزيد بن عبد المدان بن الديان الحارثي (  الأغاني  17 : 12  ) وقد نشرت المسيحية تعاليمها بين العرب وكان من يميل الى الرهبنة وبناء الأديرة ورجال الدين يردون أسواق العرب ويعظون ويبشرون مما يدل على مدى توسع إنتشار هذا الدين بين العرب . (  أحمد أمين : فجر الإسلام بيروت  1979 , ص 27  ) . لم يكن اللخميون وحدهم في الحيرة فقد كان هناك بنو تنوخ وبعض إياد ووائل ومن قادتهم المشهورين حنظلة بن ثعلبة بن بكر بن وائل وهناك شيبان كعب بن علي التانوخي من مسيحيي الحيرة كان اسقفا على مدينة الحيرة  ( البلاذري ابو الحسن ـ فتوح البلدان بيروت 1991 , 538 : 2 ) .دخلت المسيحية الى الحيرة في اواسط القرن الرابع الميلادي واوائل القرن الخامس ونشطت كنيسة الحيرة نشاطا تبشيريا شاسعا وارسلت المبشرين الى مناطق عديدة إلى البحرين وهجر وحضرموت واليمن وغيرها وشيدوا الأبنية من بيع واديرة في اجمل المناطق ( البلاذري 542 : 2 ) .

ومن اهم الأديرة ذات السيط الساطع "دير هند الكبرى" وهو بالحيرة بنته هند بنت عمرو بن المنذر بن ماء السماء ونقش عليه: " ملك ملك الأملاك خسروا " بنت هذه البيعة هند بنت الحارث بن عمرو بن حجرالملكة بنت الأملاك وام الملك عمرو بن المنذر امة المسيح وام عبده وبنت عبيده في انو شروان في زمن مار افرايم الأسقف فالإله الذي بنت له هذا الدير يغفر خطيئتها ويترحم عليها وعلى ولدها ويقبل بها وبقومها الى اقامة الحق ويكون الله معها ومع ولدها الى دهر الداهرين " . ( البلاذري 542 : 2 ) .وقد خرج من مدينة الحيرة عدد من رجال الدين مثل ايليا والقديس حنا نيشوع من عشيرة الملك النعمان والقديس مار يوحنا وشمعون الذي وقع على اعمال مجمع يهبالا الذي انعقد سنة 486 م. وشمعون بن جابر الذي نصّر الملك النعمان الرابع في سنة 594 م ( جواد علي 597 : 6 ) .

الحجاز ونجد

سكنت الحجاز ونجد قبائل عربية كثيرة. فقبيلة طيء كانت تسكن جبلي اجا وسلمى. وطيء من اشهر القبائل العربية وكان بنو الحارث يقطنون الجنوب الشرقي لمدينة الطائف وبنو وائل وبنو حنيفة في اليمامة وخزاعة في الحجاز والاوس والخزرج وغيرهم . انتشرت المسيحية بين سكان الحجاز ونجد قبل ظهور الإسلام وتم ذلك نتيجة الهجرة والتبشير والتجارة حيث كان الحجازيون والنجديون مهيمنين على مقاطع هامة من طرق التجارة بين المحيط الهندي وجنوب الجزيرة العربية . من بين قبائل نجد والحجاز بني شيبان ومنهم الشاعر النابغة الذبياني وكانوا في اياد ومنهم قس بن ساعده الأيادي ويقال انه كان اسقف نجران والبعض يقول انه اسقف مكة وهو اول من قال : " اما بعد " وكان خطيب العرب كافة .( جواد علي 466 : 6 ). اعتنق المسيحية قوم من قريش من بني اسد بن عبد العزيز منهم عثمان بن الحويرث ابن اسد الذي قدم على قيصر فتنصر وحسنت منزلته عنده ومنحه لقب بطريق واراد تنصيبه ملكا على مكة( ابن هاشم السيرة 243 : 1 ) . ومنهم ايضا ورقة بن نوفل بن اسد وكان ورقة قد تنصر وقرأ الكتب وسمع من اهل التوراة والإنجيل وكان يكتب الكتاب العربي والكتاب العبراني من الإنجيل .( ابن الأثير الكامل في التاريخ بيروت 1978 , 238 : 2  ورواه اليعقوبي 289 :1 والحداد يوسف دروس قرآنية لبنان 1982 , 42 , 47 ـ 48 ) . ان الديانة المسيحية توطدت وترسخت في ديار العرب ونتيجة حتمية لذلك وجود رجال دين برتب كهنوتية مختلفة وهذه الكراسي لا تقوم ولا تنشأ بين ليلة وضحاها إلا إذا وجدت رعية مؤمنة تؤدي واجبها المقدس من الصلاة وغيرها من اسس  الإيمان المسيحي . شهادة المؤرخ الجليل يوسابيوس القيصري ( تاريخ الكنيسة ترجمة القمص مرقس داود القاهرة 1960 :6 ف 37 ) : " ونحو هذا الوقت قام آخرون في بلاد العرب منادين بتعليم غريب عن الحق , إذ قالوا ان النفس البشرية في الوقت الحاضر وتبيد مع الجسد ولكنهما يتجددان معا في وقت القيامة . وفي هذا الوقت اجتمع مجمع كبير , دعا اليه اوريجانوس ايضا فتكلم في الموضوع بكل قوة حتى تغيرت آراء الذين سبقوا ان يسقطوا  ".وهذه شهادة موثقة على مدى توطد المسيحية في ديار العرب ورقيها الى درجة راسخة بين المؤمنين , وعدد كبير من الأساقفة العرب الذين حضروا المجامع ومنها , مجمع نيقية سنة 325 م. والمجمع الرابع في خلقيدونيا سنة 451 م. حضره اكثر من عشرة اساقفة وهذا من المستحيل ان يتم دون وجود رعايا وشعب بعدد يستحق أسقفا أو كاهنا ونصا مكتوبا بلغة القوم والأمة.( الحداد يوسف ص 42 , عرفان شهيد ص 219 ـ 220 , 431 وجواد علي 625 : 6 ) . وكان بين اساقفة القدس اسقف من اصل عربي اسمه الياس 494 ـ 513 م. ( الحداد ص 48 ) . رسم مطرانا على قبائل غسان منذ 347 م. اسمه موسى . ان عادة استخدام اسم اضافي واتخاذ اسم قديس او اسم مستوحى من الكتاب المقدس    فان  هذا الأمر متبع منذ عهد الرسل وليس لنا ان نفهم من الإسم العجمي عدم عروبة حامل الإسم او حجب الهوية العربية . ووردت في بعض المخطوطات اشارة الى الكاهن وصف : " كاهن ذي العزة والمحب للمسيح البطريق المنذر الحارث ".(بطرس الكلداني . ذخيرة الأذهان في تواريخ المشارقة والمغاربة السريان 132 : 1 ) .

+ يتبع

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com