عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

تلاقي المشيئة الالهية_قدس الاب انطونيوس ابراهيم

تلاقي المشيئة الالهية "يسوع المسيح"

بالرغبة الانسانية " زكا العشار"

لو19/1-10

 

الاب انطونيوس مقار ابراهيم

راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان

 

1ودَخَلَ أَريحا وأَخَذَ يَجتازُها. فإِذا رَجُلٌ يُدْعى زَكَّا وهو رئيسٌ للعَشَّارينَ غَنِيٌّ قد جاءَ يُحاوِلُ أَن يَرى مَن هُوَ يسوع، فلَم يَستَطِعْ لِكَثَرةِ الزِّحَام، لِأَنَّه كانَ قَصيرَ القامة، فتقدَّمَ مُسرِعاً وصَعِدَ جُمَّيزَةً لِيرَاه، لأَنَّه أَوشكَ أَن يَمُرَّ بِها.فلَمَّا وصَلَ يسوعُ إلى ذلكَ المَكان، رَفَعَ طَرْفَه وقالَ له: (( يا زَكَّا انزِلْ على عَجَل، فيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ)) فنزَلَ على عَجَل وأَضافَه مَسروراً.فلمَّا رَأوا ذلك قالوا كُلُّهم متذَمِّرين: (( دَخَلَ مَنزِلَ رَجُلٍ خاطِئٍ لِيَبيتَ عِندَه)) فوَقَفَ زَكَّا فقال لِلرَّبّ: (( يا ربّ، ها إِنِّي أُعْطي الفُقَراءَ نِصفَ أَموْالي، وإِذا كُنتُ ظَلَمتُ أَحداً شَيئاً، أَرُدُّه علَيهِ أَربَعَةَ أَضْعاف)) فقالَ يسوعُ فيه: (( اليَومَ حصَلَ الخَلاصُ لِهذا البَيت، فهوَ أَيضاً ابنُ إِبراهيم.  لِأَنَّ ابْنَ الإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه ))

مــــــــــقــــــــــــدمـــــــــــــــــة :

يقدم لنا الانجيل المقدس ثلاث عشارين وهم العشار الذي صعد الى الهيكل مع الشخص الفريسى وقد وقف العشار على باب الهيكل وقال يارب إرحمني أنا الخاطيء فعاد مبرراً الى بيته  والعشار الثاني هولاوي "متى" الذي كان جالساً على مائدة الجباية وقد دعاه يسوع قائلا له إتبعني ومن تلك اللحظة ترك كل شيء وتبعه، صار رسولا وتلميذ للمسيح والعشار الثالث هو زكا موضوع حديثنا اليوم وهذا الآخير قد حصل على الخلاص عندما قال له المسيح اليوم صار خلاصاً لهذا المنزل"اخوتي الاحباء كثيراً ما اتهم اليهود المسيح بأنه محب للخطأ وللعشارين  ( متى 11- 19) (لوقا 7- 34) . كما يصف لنا الانجيل بان العشارين والخطأة كانوا يقتربون من يسوع ليسمعوه ( لوقا 15- 1 ) لذلك العشارون هم خطأة شانهم شأن كل إنسان خاطيء، جاء إليهم يسوع المسيح فأحبهم وقبلهم ، فتحاً لهم باب التوبة والعودة الى الله ( متى 21: 28- 32) 

حديثنا عن لقاء زكا بيسوع

فتقدّم مسرعاً وصعد إلى جمّيزة لينظر يسوع

" يُبين لنا النص الانجيلي شخصتين بارزتين بين الجموع الكثيرة المحتشدة وبين هاتين الشخصتين يوجد تناقض كبير وفرق شاسع كالفرق بين الظلمة والنور وبين الشر والخير وبين الامانة والخيانة،فرق بين شخص يجمع أموال ويكدسها وشخص يبحث عن الاخرين ويقدسهم

شخصية زكا:

إسم زكا يعني "الانسان الطاهر و الزكيّ أو الذي يتزكي" وهورجل يهودي الاصل وقصير القامة وكان رئيس العشَّارين. والعشَّارون يُقصد بهم في الكتاب المقدس " جباة الضرائب".كما  كانت مصلحتهم تقوم في التزوير وظلم الناس وسلب اموالهم ،و كان في نظر الناس بأنه انسان ظالم وخاطئ لابل أكثر من ذلك كان يعتبرونه عميل للسلطة الرومانية ويجمع الضرائب لصالحهم لذا فزكا كان غير محبوب من الناس ومكروها مرفوضا ومرذولا من اهله وشعبه

- يقول عن ذاته بالرغم من أن معنى اسمي الطاهروالزكي ولكن لم أشعر يوماً واحداً بأني هكذا طاهراً او زكياً, أشتريت وظيفتي ودفعت الكثير من المال  حيث كانت هذه المهن تطرح في السوق الروماني في مزاد علني ومن يدفع أكثر ينالها. لذا صرت اجمع الضرائب والاموال بالنفوذ والسلطة التى كنت امتلكها بين يدي ولاسيما دعيت برئيس العشارين في مدينة أريحا، وكثيراً ظلمت الناس ولم أشعر براحة ضمير بل كنت في  قلق مستمر وبحث دائم عن  الأفضل  من جهة وضعي الديني والأخلاقي.

شخصية يسوع:

هو ابن الله الحي مخلص العالم ،قد سمع عنه زكا بأنه  مُحِبّ للخطأة، خادم، يأكل مع العشَّارين، رجل يحمل أوجاع البشر، رجل قدرة، وأنَّ كلامه ليس ككلام سائر الناس. أعاد يسوع البصر لأعين أعميَين عند مدخل أريحا. كان يجول القرى والمدن يعمل خيراً يشفي المرضى ويقيم الموتى ويفك أسر المكبلين ويدعوا الخطأة للتوبة والعودة الى الله

 امام يسوع وقف زكا وقد إهتز كيانه وتغيرت حياته  حيث كان قبل اللقاء يعتمد على حياة   السلب والظلم والاستغلال والاستعباد،وقف أمام شخص تميز بحياة البذل والتضحية والعطاء والموت من أجل الاخرين

هذا التلاقي كان فاتحاً لقلب زكا على معنى الحياة الحقيقة لقاء فجر في قبله النور مبدداً الظلام الدامس لحياةٍ مبنية فقط على تكديس الاموال

 لقاءزكا ابالمسيح لقاء ناجح جداً بسبب  صدق زكا مع ذاته من جهة، ومن جهة أخرى قبوله أن يخرج من عالمه لينفتح على عالم أخر. فوقف زكا مع ذاته  بعدما راجع حساباته الخاصة وعندما شاهد النور،وذاق طعم الحياة الحقيقة رافضاً العيش على حياة الظلم والاستغلال وقال مخاطباً كل واحد منا " حكايتي مع يسوع  كانت كحلم يراودني  وجعلته موضوع تفكيري واهتمامي  وعندما كنت في أريحا سمعت ورأيت الناس منهمكين ومشغولين وسألت ما الذي حدث قالةو لى أن يسوع يمر من هنا  وتسألت كيف لى أن أره في وسط الازدحام الشديد وانا قصير القامة  فتخطيت ذاتي ومكانتي ومهنتي وصعدت الى شجرة وعندما أقتربيسوع منى كانت لى الدهشة والفرحة الكبرى وخصوصاً لما نادني باسمي قائلا يازكا  أسرع وإنزل لأنه ينبغي لي اليوم ان اكون في بيتك ، ما أجمله يسوع  قد قبلني وهداني وفتح لى باب الرحمة والخلاص، نزلت مسرعا الى منزلي كي استقبله فيه واقمت له وليمة " ها أنا واقف على الباب أقرع، من يفتح لى أدخل واتعشى معه"وعندما دخل يسوع الى بيتي إعترفت له بكل خطاياي علناً فلنت المغفرة وتحولت حياتي من الظلمة الى النور ومن الظلم الى العدل ومن الشر الى الخير" من ظلمته سأدر أربعة أضعاف" ومن البخل والانانية الى العطاء والمشاركة "سأوزع نصف اموالي على الفقراء والمساكين"

هكذا اخوتي الاحباء حالة كل إنسان منا يلتقي مع المسيح ويريد أن يرى من هو المسيح ويدركه فيسوع يكمن لك حباً عظمياً وما عليك إلا أن تغير في طريقة تعاملك معه وتتحرر من الشكليات والطقوس والمظاهر وتصعد الى جميزة حيث ترى النور والعظمة وتكتشف أن الحياة هي في يسوع المسيح كبولس الرسول "إن الحياة لى في المسيح يسوع "وتعرف أنه أخرجك من الظلمة ودعاك الى النور فنحن بالمسيح صرنا ابناء النور وورثة الملكوت،مشوارنا مع يسوع هو مشوار الصلاة والخدمة والالتزام مشوار العطاء والتضحية،مشوار اللقاء بين الرغبة الانسانية والمشيئة الالهية مشوار العتيش في حياة النعمة بالتوبة الصادقة والابتعاد عن الخطية ، هلم الآن جميعاً أن نصعد الى جميزة اللقاء لنراه لأننا بحاجة ملحة لسماع صوته ينادينا "ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك" ينبغي أن أسكن  في قلبك، أرافقك في كل أمور حياتك، ألاّ تعلم بأني أنا حافظك" عيني عليك من أول السنة إلى أخرها، أحفظ دخولك وخروجك، كما أحفظ ذهابك وإيابك".

لأنه يفتش عن كل واحد منا ويريد ان يتقابل معه شخصيا ليمنحه الحياة الأوفر والسعادة الحقيقية والخلاص . وتأكد أخي الحبيب أن يوم أن تفتح قلبك للنعمة كما فعل ذلك بأنك ستعود إلى إبوّة الله لك، وبنوتك أنت له " هذا أيضاً إبناً لإبراهيم، فبفضل النعمة التي دخلت قلب زكا الذي كان غارقاً في جمع الأموال وظلم الناس وحياة الخطيئة والظلمة إنفجر فيه نوراً قوياً كالنور الذي أشرق على الجالسين في الظلمة وظلال الموت نور الايمان بقدرة الله الخلاصية للبشر والتي تجلت بوضوح في شخص المسيح يسوع الذي جاء من أجل المرضى والخطأة باحثاً عنهم مانحاً إياهم الخلاص هذه هي خبرة من يفتح فلبه للتفاعل مع نعمة الله من خلال مسيرته تجاه ىالعودة الى الله بالتوبة والاعتراف وإعادة تصحيح مسار العصيان والتمرد الذي خلفه آدم الأول.

خلاصـــــــــــــــة:

إخوتي الاحباء من خلاص لقاء يسوع المسيح "الارادة الالهية " وزكا "الرغبة البشرية" نكتشف بأن خلاص الله هو لجميع الناس ولاسيما الخطأة والبعيدين "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به"وهذا الخلاص هو ماتح لجميع الناس "لأن الله يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يُقبلون"إذا الخلاص مُقدم من الله وعلى الانسان أن يقبله من يد الله بتغير حياته وإرتداده للسلوك في  درب الحياة الجديدة حياة الملكوت السعيد". هذه هي عظمة سراللقاء بيسوع علينا ان نغيير حساباتنا وان نصعد على الجميزة أي أن نعود الى الانجيل كلمة الحياة وفيه التوبة، والبرارة والقداسة والفرح والعطاء المجاني والتواضع وفيه أيضاَ  نرى وجهه المشرق النور الحقيقي ، لان هذا النور هو الحياة هو الفرح وهنا يقول مار افرام السرياني " أشرق النورعلى الابرار والفرح على مستقيمي القلوب".


 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com