عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E سير قديسين

18/8/2009
القديسة ريتا _الاب انطونيوس مقار ابراهيم

ريتا تلميذة موهبة في جامعة المصلوب[1]

القديسة ريتا التي جعلت من المستحيل امراً ممكناً

الاب انطونيوس مقار ابراهيم

راعي كنيسة القديس انطونيوس للاقباط الكاثوليك في لبنان

مزار كنيسة مار انطونيوس الكبير المارونية في جديدة المتن..

تاريخنا البشري مليء بالصفحات المجيدة الناصعة البياض والمشرفة لشخصيات عديدة برزو على الساحة بمحبتهم وسخائهم وقداسة سيرتهم، هذه الصفحات والسير توارثتها الآجيال عبر العصور وعلى مر التاريخ. هؤلاء كانوا علامات مضيئة في عالم مظلم، وإشارات في طرقات فقدت لنظام السير الصيحيح، وهبوا ذاتهم، إلى المنتهى كالشمعة التي تذوب لتبدد بنورها  الخافت  الظلام الدامس، وهنا أرسو قواعد الحياة السليمة المليئة بالعطاء والحيوية والايمان والسيرة الحسنة في عالم الحياة بالروح والعيش بروحانية تميزت بنقاروة القلب وصفاء الضمير والحب الخلص، وظهروا كنموذج ومثال في التضحية وتحمل الالم حُباً في الاله المصلوب من أجلهم مكرسين حياتهم له .هؤلاء الاشخاص عهلى كثرة عددهم والمملؤة باسمائهم الكتب وصفحات التاريخ المقدس والتاريخ الكنسي ، استحقوا أن يكون علامات بارزة وينالوا القاب هم جديرين بأن يحملوها .فمثلاً ابراهيم أعطى لقب خليل الله وابو الاباء (رجل الطاعة) موسى كليم الله ( محرر الشعب من العبودية) عاموس النبي ( نبي العدالة)انطونيوس الكبير( كوكب البرية وقاهر الشيطان) افرام السرياني (قيثارة الروح ) القديس منصور دي بول ( ابو الفقراء) تريزا الصغيرة( معلمة الكنيسة وشفيعة المرسلين) شربل ( سيد الطاعة والتسليم) رفقا ( حملت على كتفها الجرح السادس(زنبقة لبنان) وريتا ( شفيعة الحالات المستعصية) وغيرهم من القديسين ولاسيما من هم في وقتنا الحاضر الام تريزا دي كالكوتا( قديسة الفقراء) والأب بيار( صوت مَن لا صوت لهم ).

لماذا نال هؤلاء وغيرهم هذه الالقاب ؟للإجابة على هذا نرى امامنا النموذج والمثال على عيش  هؤلاء الاشخاص حياة اعطتهم الاستحقاق لهذه الالقاب وابرزهم القديسة ريتا التي نحتفل بعيدها اليوم فهى عاشت حياتها كسائر الناس، لكنها منذ صغرها أحبت الصليب والمصلوب، فكانت حياتها كدربٍ للصليب

المرحلة الاولى : في عمر يسوع 12 سنة تكشف عن نوايها لوالديها برغبتها في التكريس للمصلوب، على غرار يسوع الذي ذهب إلى الهيكل في مثل هذا العمر يجادل علماء الشريعة ويفسر لهم الكتب ووالديه يبحثان عنه فيقول( ينبغي أن اكون فيما هو لأبي)

المرحلة الثانية: الاهل يرفضون طلب التكريس ويعجلون في الاسراع بالزواج، وهى سندهم الوحيد في ايام شيخوختهم، لكنها لم تيأس من الرفض لرغبة العيش في الحياة الرهبانية، فلجأت إلى الصليب  تأخذ برأي المصلوب  وماذا يجب عليها أن تفعل وهناك وجدت الجواب، الطاعة لتنفيذ رغبة والديها، كم نحن بحاجة أن نلجأ إلى المصلوب ونطرح أمامه رغباتنا بطاعة تامة ؟ ( ابن الطاعة تحل عليه البركة)

المرحلة الثالثة:   يتم الزواج ويمتليء قلبها بالهدوء والسعادة وتخضع بمحبة الزوجة كخضوع  سارة لإبراهيم وخضوع الكنيسة للمسيح. ولكن سرعان ما تكتشف ريتا إنها على صليب الزوجية مع رجلٍ قاسي وحاد الطباع، لم يدرك جوهر وسر الزواج بأن دعوة إلهية وشركة مع الخالق.عند الصليب ارتمت متوسلة امام المصلوب كعادتة طالبةً منه أن ينعم على زوجها بالتوبة عن تصرفاته واعماله والمغفرة له كي يحيا حياة جديدة ( ليكن فيكم ماهو للمسيح من الافكار والاخلاق) دائماً عند اقدام المصلوب ننال الجواب على سؤالتنا طلباتنا

المرحلة الرابعة:  ريتا مجدداً تنعم بحياة ملؤها فرح التوبة والهدوء للحياة الجديدة التي نالها زوجها من توبة ومغفرة، كم نحتاج اليوم في عائلتنا الى الصلاة من اجل بعضنا البعض وطلب التوبة

المرحلة الخامسة: يد الشر لم تترك ريتا التنعم بهذا التجديد ولكنها تصدم صدمة كبيرة برؤية زوجها محمولاً على الاكتاف. ومن جديد على صليب الحزن من جهة ومن جهة اخرى عند صليب الرجاء بقيامة الموتى وامام المصلوب تصلى وتتضرع  لزوجها أن يكون في موضع الراحة والسعادة مع القديسين.

المرحلة السادسة:  ريتا تكرس حياتها لتربية اولادها ،تريبة مسيحية ولكنها تصلب من جديد لرؤية روح الانتقام لدى والديها ، فخافت عليهما من الانتقام لوالدهما فطلبت لهم من المصلوب أن يأخذهم عنده ، فمات الواحد تلو الاخر حفاظاً على برائتهم.

المرحلة السابعة : ريتا تشعر بأنها اصبحت وحيدة فراودها حلم الطفولة من جديد ، فجاءت عند الصليب تطلب من المصلوب تجديد دعوتها لعيش الحياة الرهبانية .

المرحلة الثامنة : ريتا تذهب إلى الدير وكلها شوق لتحقيق ارادة الله ولكنها تصدم بقرار الراهبات ، فالقوانين الرهبانية لاتقبل الارامل ولكنها لم تيأس تلجأ للمصلوب.

المرحلة التاسعة : الرب المصلوب يرسل قديسيه يوحنا المعمدان والقديس اغسطينوس والقديس  نقولا لمساعدة ريتا في تحقيق ارادته وحلمها. فيأخذونها بيدها وترى بعينها ابواب الدير تنفتح ويخرج من نسيم لطيف ورائحة طيبة. حينما نسلم حياتنا للرب فهو قادر ان يستجيب لنا.

المرحلة العاشر: ريتا في لقاء أول مع رئيسة الدير وهنا تبدأ الاختبارات وأول اختبار لها هوالطاعة الرهبانية وكأنها هنا تبرز ندرها الأول ، فتطلب منها الرئيسة بأن تهتم بعود  يابس وريتا هنا على صليب الخضوع للرئيسة الدير وهناك برفقة المصلوب تنبت الحياة في عود الحطب اليابس، فصير شجرة يانعة يستظل بفيها (ظلها) كل من طلب  شفاعتها والتمثل بها لحياة الطاعة.

المرحلة الحادية عشر: ريتا تدخل اكثر فأكثر لعمق الحياة الرهبانية المتطلبة الكثير من الجهد في الطاعة والتواضع والتقشف وحتى الالم هذا العمق في الحياة جعل ريتا تطلب من المصلوب علامة تكون بمثابة علامة عهد بينها وبينه فالمصلوب لم يرد أحداً خائباً بل يستجيب لكل الطلبات . حملت ريتا شوكه في جبينها كجرح سادس  يضاف إلى الجروجات الخمس ، ينبت منه الحياة ،والشفاء .

المرحلة الثانية عشر:  ريتا تنال الشوكة من المصلوب بهدف مشاركتة الالم وتبدأ في مراحل حياتها الاخيرة فتعاني الكثير من الالم وانهيار لصحتها فتأخذ من القربان المقدس جسد الرب ودمه غذاؤها ومن ايقونة المصلوب رؤيتها شاخصةً امامها بصفة مستمرة

المرحلة الثالثة عشرريتا على فراش الالم تفوح برائحة القداسة في ديريها وبين كل اخواتها الراهبات مثلاً لهنّ في التحمل ، وهنّ من حولها يصلون تسمع ريتا نداء حبيبها المصلوب بأنها ستراه وتحيا معه .

المرحلة الرابعة عشر: تدق اجراس الدير تعلن موعد اللقاء مع المصلوب وريتا في احضان يسوع مع القديسن تتنعم بالمجد الابدي وتكللّ حياتها باكليل النصر أو الظفر وتصير هي بكل استحقاق شفيعة الامور المستحيلة. هذه المراحل التي مرت بها كانت بمثابة دراسة جامعية جادة في مدرسة المصلوب استحقت في نهاية الدرس درجة الدكتوراة بامتياز ( التلميذة النجية في مدرسة المصلوب)

 اخوتي الاحباء : اليوم نحن في موعد مع الرب فهو يريد منا أن يكون هو كلّ شيء في حياتنا ونتمسك به بالرغم من كل ظروف الحياة الصعبة وبقدر ما تكون التجربة صعبة فهو قادر أن يبرهن لنا عن محبته .                                              

[1]        -  عظة ألقيت في مناسبة عيد القديسة ريتا يوم الخميس الموافق 22/5/2008 في كنيسة القديسة ريتا المارونية سن الفيل بدعوة من الاب جان  بول ابوغزالة راعي الكنيسة ، للأب انطونيوس مقار ابراهيم الكاهن القبطي الكاثوليكي والذي اقام الاحتفال بعيد القديسة ريتا للمرة الاولى في لبنان  بحسب الليتورجية القبطية

 



  

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com