عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

العين سراج الجسد _ ميخائيل بولس

 

العين سراج الجسد

ميخائيل بولس

كفرياسيف _www.almohales.org

قالَ ٱلرَّبّ: «سِراجُ ٱلجَسَدِ ٱلعَين. فَإِن كانَت عَينُكَ بَسيطَةً، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكونُ نَيِّرًا.
وَإِن كانَت عَينُكَ شِرّيرَةً، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكونُ مُظلِمًا. وَإِذا كانَ ٱلنّورُ ٱلَّذي فيكَ ظَلامًا، فَٱلظَّلامُ كَم يَكونُ مُدلَهِمًّا.لا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يَعبُدَ رَبَّين. فَإِنَّهُ إِمّا يُبغِضُ ٱلواحِدَ وَيُحِبُّ ٱلآخَرَ، أَو يُلازِمُ ٱلواحِدَ وَيَرذُلُ ٱلآخَر. لا تَقدِرونَ أَن تَعبُدوا ٱللهَ وَٱلمال.فَلِهَذا أَقولُ لَكُم: لا تَهتَمّوا لِنَفسِكُم بِما تَأكُلونَ وَبِما تَشرَبونَ، وَلا لِجَسَدِكُم بِما تَلبَسون. أَلَيسَتِ ٱلنَّفسُ أَفضَلَ مِنَ ٱلطَّعامِ، وَٱلجَسَدُ أَفضَلَ مِنَ ٱللِّباس؟ أُنظُروا إِلى طُيورِ ٱلسَّماء: فَإِنَّها لا تَزرَعُ وَلا تَحصُدُ وَلا تَجمَعُ في ٱلأَهراءِ، وَأَبوكُمُ ٱلسَّماوِيُّ يَقوتُها. أَفَلَستُم أَنتُم أَفضَلَ مِنها؟ مَن مِنكُم يَقدِرُ بِٱهتِمامِهِ أَن يَزيدَ عَلى قامَتِهِ ذِراعًا واحِدَة؟ وَلِماذا تَهتَمّونَ بِٱللِّباس؟ تَأَمَّلوا زَنابِقَ ٱلحَقلِ كَيفَ تَنمو! إِنَّها لا تَتعَبُ وَلا تَغزِلُ، وَأَنا أَقولُ لَكُم: إِنَّ سُلَيمانَ نَفسَهُ في كُلِّ مَجدِهِ لَم يَلبَس كَواحِدَةٍ مِنها. فَإِذا كانَ عُشبُ ٱلحَقلِ ٱلَّذي يَكونُ ٱليَومَ وَغَدًا يُطرَحُ في ٱلتَّنّورِ يُلبِسُهُ ٱللهُ هَكذا، أَفَلا يُلبِسُكُم بِٱلأَحرى أَنتُم يا قَليلي ٱلإيمان؟ لا تَهتَمّوا قائِلين: ماذا نَأكُلُ، أَو ماذا نَشرَبُ، أَو ماذا نَلبَسُ؟ فَإِنَّ هَذا كُلَّهُ تَطلُبُهُ ٱلأُمَمُ، وَأَبوكُمُ ٱلسَّماوِيُّ يَعلَمُ أَنَّكُم تَحتاجونَ إِلى هَذا كُلِّه. بَلِ ٱطلُبوا أَوَّلاً مَلَكوتَ ٱللهِ وَبِرَّهُ، وَهَذا كُلُّهُ يُزادُ لَكُم.

+++++++++++++++++

العين سراج الجسد _ استواء النيّة

+ 22 _ "قال الربّ سراج الجسد العين.فان كانت عينك بسيطة فجسدك كلّه يكون نيّرًا ".

+ " بسيطة " هذه الصفة لا ترد الا هنا وفي لوقا { 34 : 11 } وهي تعني " سليمة " أي تخالف الصفة " مريضة " او " شرّيرة ". والكلمة تدل على البساطة في التعامل، وهي تظهر مواقف مختلفة في العهد القديم، وتوحي بها رسائل بولس { راجع رومية 8 :12 وكورنثوس الثانية 13 و11 :9 و 3 :11 وافسس 5 :6 وكولوسي 22 :3 ورسالة يعقوب 5 :1 }.

+ "سراج الجسد العين ":أي أن العين هي " نافذة " يدخل النور الجسد خلالها، فالجسم كله يصبح نيّرا وتنتفع به كل الاعضاء والقوى. وبواسطة العين يكتسب الانسان اكثر معرفته بالامور الخارجية ولولاها بقي الجسد كله في ظلمة. فإذن خير الجسد مرهونن بصحة العين وسلامتها التي هي بمثابة الضمير للنفس فكما يحتاج الجسد الى جلاء البصر لارشاده ومنفعته هكذا تحتاج النفس الى نقاوة القلبلكي ترى كل شيء كما هو، أي ترى الله كما هو وترى الحق والامور السماوية والنسبة الحقيقية بين الامور الزائلة والابدية. فمن كانت عينه بسيطة يجب ان ينظر الى الله ويتّكل عليه وحده ويحبّه فوق كل شيء ويتامّل في الامور الالهية كما قيل في كولوسي 1 :3 :" فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله". وقيل في فيلبي { 13 :3 } :" ايها الاخوة انا لست احبّ نفسي اني قد ادركت ولكن لفعل شيئا واحدا اذ انا انسى ما هو وراء وامتدّ الى ما هو قدّام". وجاء في الرسالة الى العبرانيين 2 :12 :" ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينًا بالخزي فجلس عن يمين عرش الله". لذلك فإنّ العين هي في الاساس كناية عن الحياة التي كرّست تماما لخدمة الرب والولاء التام غير الموزّع. فالعين البسيطة تعني الطاعة التّامة للرب وحده. وتعني التجرّد من الاهتمامات المادية ومن ثمر السماء والكرْم { راجع رومية 8 :12 وكورنثوس الثانية 2 :8، 13و 11 :9 بالمقارنة مع رسالة يعقوب 5 :1 }.

+" نيّرًا " أي حائزا كلّ المنفعة الناتجة من النور والبصر لانها تمتدّ الى الجسم كلّه. وهكذا متى كانت عين النفس صحيحة يدرك العقل المعرفة الحقيقية وتشعر العواطف بالانفعالات الروحيّة ويكون الايمان قويًّا وطيدًا وتهتدي الافكار والاعمال الى صواب الطريق.

يشبّه القديس يوحنا الذهبي الفم اعين بالقائد الذي اذا سقط اسيرا ماذا ينتفع الجند بالذهب؟ وربان السفينة الذي ان بدأ يغرق ماذا تنتفع السفينة بالخيرات الكثيرة التي تملأها؟ حقًّا كثيرون قد جمعوا ذهب الصدقة والصلاة والصوم وظنوا ان سفينتهم مشحونة بالاعمال الصالحة ولكن بسبب فساد قلبهم وظلمة بصيرتهم الداخلية يبقون بعيدًا عن الميناء الآمن وتغرق السفينة بكل ما تحمله.

ويفسّر القدّيس اوغسطينوس العين  البسيطة بنيّة القلب الداخلي التي تقرّر كل تصرفاتنا، اذ يقول:" نفهم من هذه العبارة ان جميع افعالنا تكون نقيّة ومرضيّة في نظر الله ان صنعناها بقلب بسيط، أي ان كان هدفنا فيها سماويًّا متطلعين الى تلك الغاية التي هي المحبّة ،لأنّ " المحبّة هي تكميل الناموس " { رومية 10 :13 } ومن ثم فلنفهم " العين " هنا على انّها " النيّة  التي نصنع بها افعالنا ". فان كانت نيّتنا نقيّة وسليمة أي ناظرين الى  السماويات، فتكون جميع اعمالنا صالحة ، هذه التي لقّبها الرب " جسدك كلّه " لانه عندما حدثنا الرسول عن بعض اعمالنا القديمة دعاها ايضا " اعضاء لنا " اذ علّمنا ان نصلبها قائلاً :" فاميتوا اعضاءكم التي على الارض الزنا  والنجاسة ... الطمع" { كولوسي 5 :3 وما على شاكله ذلك }.

ان كان " البسيط  هو عكس المركّب او المعقّد" فانّ العين البسيطة انما هي لا تنظرفي اتجاهين ولا يكون لها اهداف متضاربة، بل لها اتجاه واحد وهدف واحد.

كما يقول القديس بارفيلوكسينوس:" لقد اعطانا ربّنا مبدأً سهلاً في بشارته ألا وهو الايمان الحق البسيط، فالبساطة ليست هي المعروفة في العالم بالبلادة والخرافة بل هي فكر واحد بسيط فريد".

+23 "وان كانت عينك شريرة فجسدك يكون مظلمًا ..واذا  كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون".

+ "شريرة " أي المريضة التي لا يدخلها نور كافٍ. فالعين الشريرة هي التي اعمتها الانانية ومحبة المال فلا تعطي ضوءًا يبيّن الطريق لخدمة الله.{ راجع تثنية 9 :15 وامثال 22 :2 }.

+ " واذا كان النور الذي فيك ظلامًا " أي ان كان ما قُصد به ان يكون نيّرًا قد صار ظلاما فما

++ {هذه المادة مقتبسة من الكتاب:تفسير اناجيل الاحد من تاليف ميخائيل بولس ، اصدار جمعية ابناء المخلص في الاراضي المقدسة}

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com