عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

10/8/2009
فلسفة توما الاكويني

مختصر :العلاقة بين العقل والإيمان محددة تحديداً دينامياً (مع القديس أنسلم وبيلار) وتحديداً سكونياً مع القديس توما.

*على حين أن العلاقة بين العقل والإيمان لدى هذين الأخيرين (القديس أنسلم وأبيلار) كانت محدَّدة، إذا اجترأنا على القول، تحديداً دينامياً، إذ كانت حقائق الإيمان تطرح نفسها على العقل كحقائق تطالب بنفاذه الى كنهها في تقدُّم لا حدود له، نرى تلك العلاقة عينها محدَّدة لدى القديس توما تحديداً سكونياً : فثمة حقائق فلسفية متاحة للعقل البشري، وثمَّة حقائق إيمانية تُجاوز قدرته، وليس لأي تقدُّم أن يتأتى من هذه الى تلك أو بالعكس. ولئن بقي الإستدلال في مضمار الإيمان ممكناً مع ذلك، فأنما لأن قوام الإستدلال كله استنباط النتائج من حقائق الإيمان المنزلَة منزِلة المقدمات، بدون أية محاولة للبرهان على هذه الحقائق عينها : فعلى هذا النحو يمكن البرهان على ضرورة النعمة الإلهية بحجة أنه لولاها لكان مصير الإنسان الخارق لطبيعة بحكم المستحيل؛ ولكن لا مندوحة أولاً عن أن يتكشَّف لنا وجود هذا المصير الخارق للطبيعة بالوحي. 

إميل برهييه، تاريخ الفلسفة، العصر الوسيط والنهضة، ص173 (5)

ترجمة جورج طرابيشي، الطبعة الأولى، الجزء الثالث، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، 1983، 328ص.

 

- مختصر : الحقيقة لا تناقض الحقيقة وحقيقة الإيمان هي الحقيقة الحق.

*إن مبدأ هذا التصوُّر للعلاقات بين العقل والإيمان بالذات يُلغي واحداً من أقوى محرِّكات الفكر الفلسفي في القرون السالفة؛ نقصد تلك التناقضات بين العقل والإيمان التي تتمخَّض، في محاولة للمواءمة بينهما، عن مجهود نحو الوفاق هو للفكر الفلسفي بمثابة المولِّد. فالقديس توما ينطلق من هذا المبدأ الذي ينصُّ على أن الحقيقة لا يمكن أن تكون مناقضة للحقيقة؛ مما يلزم عنه أنه ما من حقيقة من حقائق الإيمان يمكن أن تُبطل حقيقة من حقائق العقل، أو بالعكس. ولكن بما أن العقل البشري هزيل موهن، وبما أن عقل أعظم الفلاسفة، إذا قيس الى عقل ملاك من الملائكة، أخفض بكثير من عقل الفلاح البسيط إذا قيس الى عقل ذلك الفيلسوف عينه، يلزم عن ذلك أنه متى ما بدت لنا حقيقة من حقائق العقل وكأنها تنقض حقيقة من حقائق الإيمان، فلنا أن نكون على ثقة أن حقيقة العقل المزعومة تلك إن هي إلاَّ خطأ وضلال.

 نفس المرجع السابق ص174.

 

- مختصر : الفلسفة خادم اللاهوت وهي تعجز عن إثبات شيء مناقض للإيمان.

*تبقى الفلسفة إذاً خادمة الإيمان، لا لأن الإيمان يستنجد بها لينير ذاته وليفهم نفسه، ولا لأنه ينسج لحمة إثباتاته من سوى البراهين العقلية (فالفلسفة مستقلة أتمّ الإستقلال بذاتها من حيث هي نهج في المعرفة)، وإنما لأن اللاهوت يسيطر عليها ويسودها بإعلانه عن عجزها عن إثبات أي شيء مناقض للإيمان.(8)

نفس المرجع السابق ص 175.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com