شفاء صبي اصيب بالصرع

إنجيل القدّيس مرقس .30-17:9

                                        عن كتاب:تفسير انجيل الاحاد من تاليف :ميخائيل بولس

              جمع واعداد يوسف جريس شحادة

الكتاب من اصدار جمعية ابناء المخلص في الاراضي المقدسة

في ذٰلِكَ ٱلزَّمان . دَنا إِلى يَسوعَ إِنسانٌ وَسَجَدَ لَهُ قائِلاً . يا مُعَلِّمُ . قَد أَتَيتُكَ بِٱبني بِهِ روحٌ أَبكَمُ *
وَحَيثُما ٱعتَراهُ يَصرَعُهُ . فَيُزبِدُ وَيَصرِفُ بِأَسنانِهِ وَيَيبَسُ . وَقَد قُلتُ لِتَلاميذِكَ أَن يُخرِجوهُ فَلَم يَقدِروا * فَأَجابَهُ قائِلاً . أَيُّها ٱلجيلُ غَيرُ ٱلمُؤمِنِ . إِلى مَتى أَكونُ عِندَكُم . وَحَتّى مَتى أَحتَمِلُكُم . هٰلُمَّ بِهِ إِلَيَّ * فَأَتَوهُ بِهِ . فَلَمّا رَآهُ لِلوَقتِ صَرَعهُ ٱلرّوحُ . فَسَقَطَ عَلى ٱلأَرضِ يَتَمَرَّغُ وَيُزبِدُ *
فَسَأَلَ أَباهُ مُنذُ كَم مِنَ ٱلزَّمانِ أَصابَهُ هٰذا . فَقال . مُنذُ صِباهُ * وَكَثيرًا ما أَلقاهُ في ٱلنّارِ وَفي ٱلمِياهِ لِيُهلِكَهُ . لٰكِن إِنِ ٱستَطَعتَ شَيئًا فَتَحَنَّن عَلَينا وَأَغِثنا * فَقالَ لَهُ يَسوع . إِنِ ٱستَطَعتَ أَن تُؤمِنَ فَكُلُّ شَيءٍ مُمكِنٌ لِلمُؤمِن * فَصاحَ أَبو ٱلصَّبِيِّ لِساعَتِهِ بِدُموعٍ وَقال . إِنِّي أومِنُ يا رَبُّ . فَأَعِن قِلَّةَ إيماني * فَلَمّا رَأى يَسوعُ أَنَّ ٱلجَمعَ يَتَبادَرونَ إِلَيهِ . ٱنتَهَرَ ٱلرّوحَ ٱلنَّجِسَ قائِلاً لَهُ . أَيُّها ٱلرّوحُ ٱلأَصَمُّ ٱلأَبكَمُ . أَنا آمُرُكَ أَنِ ٱخرُج مِنهُ وَلا تَعُد إِلَيهِ مِن بَعدُ * فَصَرَخَ وَخَبَطَهُ كَثيرًا وَخَرَجَ مِنهُ . فَصارَ كَٱلمَيِّتِ حَتّى قالَ كَثيرونَ إِنَّهُ قَد ماتَ * فَأَخَذَ يَسوعُ بِيَدِهِ وَأَنهَضَهُ فَقامَ * وَلَمّا دَخَلَ ٱلبَيتَ سَأَلَهُ تَلاميذُهُ عَلى ٱنفِرادٍ . لِماذا لَم نَستَطِع نَحنُ أَن نُخرِجَهُ * فَقال لَهُم . إِنَّ هٰذا ٱلجِنسَ لا يُمكِنُ أَن يَخرُجَ بِشَيءٍ إِلاَّ بِٱلصَّلاةِ وَٱلصَّوم * وَلَمّا خَرَجوا مِن هُناكَ ٱجتازوا في ٱلجَليلِ . وَلَم يَكُن يُريدُ أَن يَدرِيَ أَحَدٌ *

++++++++

شفاء صبي اصيب بالصرع

حدث هذا بعد ليلة التجلي { لوقا 37 :9 } بعد ان نزل يسوع والتلاميذ الثلاثة الذين كانوا معه في  الجبل الى حيث كان التلاميذ الاخرون ينتظرون وكان مع التلاميذ جمع من الناس فيهم بعض الاصدقاء غير التلاميذ وبعض المقاومين للمسيح من الكتبة بدليل قول مرقس { 15 :9 } :" لما جاء الى التلاميذ راى جمعا كثيرا حولهم وكتبة يحاورونهم" فجاء رجل بابنه المصاب بالصرع الى يسوع وليس الى غيره، ولما لم يجده لجأ الى الرسل فعجزوا عن شفاء الصبي لانهم لم يكونوا على اهمية روحية كافية،ولان الرجل لم يكن على ثقة كبيرة بهم. مع انه سبق وتعاملوا بنجاح مع ارواح شريرة ابّان جولتهم التبشيرية { متى 10 ومرقس 6 ولوقا 9 } اما الان فقد فارقهم هذا السلطان. وعجز التلاميذ  هنا عن شفاء الصبي اعطى الكتبة والفريسيين فرصة ليجادلوهم عن مركز يسوع واخذوا يحقرون من شانهم ويهزاون بهم وبمعلمهم. وهؤلاء الكتبة بدلا من ان يمضوا في مضايقاتهم للتلاميذ لفشلهم امام الجميع لم يقوموا هم انفسهم بمحاولة طرد الارواح والشريرة من الصبي ليبرهنوا بذلك على رايهم القديم الذي يزعمونه لانفسهم لان بعض رؤسائهم كانوا يملرسون طرد الارواح الشريرة، ولقد كان هذا بالفعل ما حاجّهم به الرب ليبرر به ما يعمله هو بنفسه في هذا المجال { متى 12 }.