احتراماً لسرية الحدث وغموضه وقداسته ولكونه يفوق العقل، فقد صارت هذه الخدمة الشريفة محجوبة عن أعين المؤمنين وتُتمم داخل قدس الأقداس. إلا أن في إتمامها يكمن كل اللاهوت الأرثوذكسي الشريف : التجسد، ذبيحة الفداء وأحداث الخلاص التي تمت على الصليب، القيامة، الصعود، وعودتنا واشتراكنا مع القديسين في حياة النعمة حول عرش المسيح، ووحدة الكنيسة التامة عبر كل العصور راقدين وأحياء، مؤمنين وقديسين وملائكة. الكل يشترك في الحدث ويأخذ مكانه حول الحمل.
كان يسمح في الكنيسة الأولى لأولئك الذين عُمّدوا وتأسسوا في جدّة الإيمان أن يحضروا تقدماتهم للكنيسة. يرمز الخبز والخمر إلى أولئك الذين اتحدوا بالمسيح في المعمودية، فكما أنه يجب سحق الكثير من الحبوب وحبات العنب ليتكون لدينا عناصر جديدة هي الخبز والخمر، هكذا يكون المعمّدين الذين أسلموا حياتهم للمسيح طوعاً قد أُعطي لهم أن يكونوا مع المسيح الذي هو خبزنا الذي به نصبح في حياة جديدة إلهية. القداس الإلهي هو تقدمة الله للإنسان وتقدمة الإنسان لله في آنٍ معاً . |