عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

رسالة الميلاد لصاحب الغبطة

                                      الحلقة الثالثة عشرة

التَّجدُّد في السِّينودس لأجل الشَّرق الأوسط
إنَّ السِّينودس الخاصّ بالشرق الأوسط (روما 10-24 تشرين الأوَّل 2010)، عالج موضوع التَّجدُّد في النِّداء الختامي وفي التوصيات الصَّادرة عنه، داعيًا إلى الاطِّلاع برسالتنا في الشرق الأوسط، ومُشدِّدًا على القوَّة الخلاَّقة الكامنة في الشباب.وقد رفع آباء السِّينودس في ختامه 44 توصية، لأجل صياغة الإرشاد الرَّسولي لاحقًا. ورد في التَّوصية 30: "توصي كنائسنا في الشرق الأوسط، وسعيًا منها في تلبية الحاجة إلى تنشئة البالغين على الإيمان الحيّ، بإنشاء مراكز للتعليم المسيحيّ، حيث يقتضي الأمر ذلك. ولا بُدَّ من التشديد على التنشئة المستمرة، وعلى التعاون بين الكنائس المتنوّعة فيما يتعلّق بالعلمانيّين والإكليريكيّات والجامعات. كما يجب على تلك المراكز أن تُبقي أبوابها مشرَّعةً على جميع الكنائس. وعلى الأخصّ، يجب إعداد معلّمي التعليم المسيحيّ إعدادًا جيّدًا في سبيل تنشئة ملائمة، تأخذ بعين الاعتبار المشكلات والتحدِّيات الرَّاهنة."يجب على كلّ مسيحي، أن يقدِّم الحجّة عن إيمانه بيسوع المسيح، وأن يحمل همّ إعلان الإنجيل من دون خجل ولا استفزاز. وتطال التنشئة الاحتفال بالأسرار والمعرفة والحياة والممارسة. ولا بدَّ من إعداد العظة إعدادًا مبنيًّا على كلمة الله ومرتبطًا بالحياة. وإنّه لمن المهمّ جدًّا أن تتضمّن التنشئة، التدرُّب على التقنيّات الحديثة وعلم وسائل الاتصال. على العلمانيِّين أن يشهدوا بحزم للمسيح في المجتمع. إنّ الأسس التي تهيّء هكذا شهود، موجودة في المدارس الكاثوليكيّة، المعروفة منذ القِدم بكونها الأداة القيّمة لتوفير التربية الدِّينيَّة للكاثوليك، والتنشئة الاجتماعيّة، التي تؤول إلى فهم متبادل بين أعضاء المجتمع الواحد. وعلى المستوى الجامعيّ، نشجّع على إنشاء رابطة تضمّ معاهد التعليم العالي، مع إيلاء أهمّيَّة خاصّة لتعليم الكنيسة الاجتماعي".وفي التَّوصية 31 كلامٌ حول المنعشين في العمل الرَّعوي: "من أجل تنشئة العاملين في الحقل الرَّاعويّ في مجالاته المتنوّعة، نقترح تأسيس وتطوير مراكز تنشئة مشتركة بين كنائس البلد الواحد. ونوصي كذلك أن تستخدم هذه المراكز وسائل الاتصال السَّمع-بصريَّة الحديثة، وأن تَنشر المواد التي تُنتجها على شبكة الأنترنت، وبواسطة الأقراص المُدمجة، لتكون أوسع انتشارًا وأقلّ كلفة".وفي التَّوصية 33 ورد كلامٌ عن وسائل الإعلام حول حمل البشرى المتجدِّدة: "أشار الآباء إلى أهمِّيَّة وسائل الإعلام الحديثة في التنشئة المسيحيّة في الشرق الأوسط، كما في إعلان الإيمان. فهي تشكِّل شبكة اتصال مميَّزة لنشر تعاليم الكنيسة. ويوصون كذلك، من الناحية العمليَّة، بمساعدة البُنى المتوفِّرة في هذا المجال، مثل تيلي- لوميار، نورسات، وإذاعة صوت المحبَّة وغيرها، ودعمها بشتَّى الوسائل، لتحقِّق الأهداف التي أُنشئت من أجلها بروحٍ كنسيَّة. وقد تمنَّى بعضهم دعم إنشاء مدينة إعلاميَّة لنورسات الإقليميَّة والعالميَّة".
وفي التَّوصية 37 كلامٌ عن البشرى المتجدِّدة: "يدعو الآباء الكنائس الموكولة إليهم، إلى الدخول في آفاق البشارة الجديدة بالإنجيل، آخذةً بعين الاعتبار قرائن الواقع الثقافي والاجتماعي، الذي يعيش ويعمل ويُجاهد فيه الإنسان المعاصر. ومثل هذا الأمر يستلزم توبةً عميقة، وتجدُّدً على ضوء كلمة الله، والأسرار، ولا سيَّما سرَّيّ المصالحة والإفخارستيَّا".
خلاصة
أيُّها الأحبَّاء!
عبارة "الخليقةُ الجديدة" تختصرُ إيمانَنا المسيحيّ، وخُلُقيَّتُنا المسيحيَّة، وشرف دعوتنا البشريَّة والإلهيَّة، ورسالتنا الكبرى الفريدة، التي تُعطي معنى لوجودنا وحياتنا ومسيرتنا على هذه الأرض في طريقنا نحو الملكوت.ميلاد السَّيِّد المسيح، هو الدَّعوة الدَّائمة إلى الإنسان أن يرتفع، أن يتجدَّد، أن يتسامى، أن يرتقي، أن يتقدَّم، أن يصعد، أن يتخطَّى حدوده ومحدوديَّته وضعفه وحتَّى خطيئته. ويعرف أنَّ الله قادرٌ أن يصنع به عجائب وعظائم. وهو الذي خلقه من العدم إلى الوجود. قادرٌ أن يخلقَ فيه روحًا مستقيمًا جديدًا، ويجعل منه خليقةً جديدة، ويسمو به إلى علوِّ التَّألُّه، ومشاركة الله في حياته الإلهيَّة، فيعود ليكون كما خلقه الله في البرِّ والقداسة، على صورة الله ومثاله!وإلى هذا يُشير نشيد الميلاد الرَّائع:
المسيحُ وُلِدَ فمجِّدوه!المسيحُ أتى من السَّماوات فاستقبلوه!المسيحُ على الأرض فارتفعوا وارفعوه!إلى هذا كلِّه يدعونا عيد الميلاد المجيد. وإلى هذا أدعوكم أيُّها الأحبَّاء: إخوتي الأساقفة الأحبَّاء، وإخوتي وأبنائي وبناتي الكهنة والرُّهبان والرَّاهبات والمؤمنين والمؤمنات، من أبناء وبنات أبرشيَّاتنا ورعايانا في البلاد العربيَّة، وبلاد الانتشار والمهاجر، وفي كلِّ مكان!واقبلوا هذه التَّأمُّلات حول "الخليقة الجديدة"، وهي المسيح نفسه الطِّفل الجديد والإله الذي قبل الدُّهور، وهو كلُّ واحدٍ منَّا... إقبلوا هذه التَّأمُّلات هديَّةً ميلاديَّة، وباقةً من الدُّعاء والأماني والتَّهاني القلبيَّة لكم جميعًا. وَلْتَبقَ كنيستنا قويّةً متماسكةً واحدةً خلاَّقةً رائدة، لا تخاف، لا تتردَّد، لا تشيخ، لا تيأس. دائمًا منفتحة، في علاقةٍ مع الآخرين. دائمًا حاضرة، دائمًا مستعدَّة للتعاون والتضحية. كنيسة الحوار، والتَّضامن، والإيمان والرَّجاء. كنيسة متجدِّدة دائمًا بالرُّوح القدس. وهكذا تُشبه الرَّجل الذي امتدحه يسوع في الإنجيل المقدَّس، الذي يخرج من كنوزه جُدُدًا وعِتقًا. والذي يُمكنه أن يزرع الأمل، لكي تُعطي نِعَمُ الله ثمارًا غزيرةً لكلِّ أبناء الكنيسة، ثلاثين وستِّين ومائـة.
المسيحُ وُلِدَ فمجِّدوه!
ميلاد سعيد، وسنة هناء وسلام!
لكم صداقتي ومحبَّتي ومودَّتي وبَرَكَتي
 
مع محبَّتي وبرَكَتي
+
غريغوريوس الثّالث
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندريّة وأورشليم
للرُّوم الملَكيِّين الكاثوليك - دمشق، ميلاد 2010

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com