عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

بارامون عيد الميلاد

بارامون عيد ميلاد المسيح : Lc 2,1-20

تعليق

والكلمة صار جسداً
عظيمة هذه الكلمة التي بها أستهلَّ الرسول يوحنا إنجيله.
فهي ديباجة رائعة، إنما تحوي في طيّاتها إشراقات كثيرة.
فقد جمع في كلمةٍ: الحياة والنور والمجد والظلمة، والله والعالم، والنعمة والحق، والشهادة للنور، والتجسّد الإلهي، وقلَة إيمان البشر به، وإيثارهم الظلمة على النور، والتبنّي الإلهي، وموسى والمسيح، والشريعة والنعمة. فقد شدَّ الأوتار وجمع الأنوار بلحمة واحدة وهي تجسد إبن الله الأزلي.
ديباجة إنجيل يوحنا هي كديباجة موسى في سفر التكوين.
الكلمة صار بشراً أي القدرة صارت ضعفاً، والله انحدر إلى عمق جبلتنا الضعيفة ليرفعنا ويؤلهنا ويدرّبنا على الحياة الإلهية منذ هذه الدنيا.
وهكذا ما تاق إليه الفلاسفة وحلم به الشعراء بأن يروا الآلهة ينحدرون إلى الأرض ليضعوا نظاماً فيها، قد تحقق الآن.
والعبور من السماء إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء صار ممكناً.
وأصبح الكلمة العروة الوثقى التي تشدّ السماء إلى الأرض والأرض إلى السماء.
يسوع المولود على الأرض هو العهد الجديد الذي أبطل العهد القديم الذي عقده الآب مع البشرية.
يسوع المتجسّد يزيل الحواجز ويلغي المسافات ويقرب الأبعاد.
فكل الخير والمحبة والجودة والجمال التي كان البشر يحلمون بها تتجسد جميعها بلحمٍ ودمٍ، بتجسد الكلمة.
إن رسالة التجسّد أظهرت عظيم رحمة الله وغنى محبته.
وأظهرت أن الخلاص لن يتم منذ الآن فصاعداً بالناموس، بل بنعمة الفداء المجانية المعطاة للبشر بالمسيح.
هو نور، وهو لطف ورفق وتواضع، وهو حب وعطاء، هو رأفة ورحمة، وهو نور وحياة.
"
إننا من امتلائه نحن كلنا أخذنا نعمة مكان نعمة لأن الناموس أُعطي لموسى، وأما النعمة والحق فبيسوع المسيح حصلا." (يو 1/16).

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com