عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E صلوات وتاملات

1/8/2009
افكار قليلة معظمها مغلوط _ الاب د.بيتر مدروس

"أفكار قليلة ، معظمها مغلوط!"

(بقلم الاب د. بيتر مدروس)

هكذا وصف الروائي الايطالي الشهير الييساندرو  مانزوني "السيدة براسيده" في كتابه "الخطّيبان" أي العازمان على الزواج. ويبدو ان هذا القول يتحقق في عدد من الناس "لا يأخذون الامور من مصادرها" ويصدّقون ما يسمعونه من سلبيات عن المسيحية بشكل عام أو "الكنيسة" بشكل خصوصي ولا يكلّفون نفوسهم عناء البحث والتدقيق. وان فعلوا ، استخدموا مصادر معادية أو ملوّثة أخرى تشوّه صورة الكنيسة ولا تعترف بأي فضل لها! ويتعب المرء  في التصحيح ويكاد يصاب بالاحباط ولكنه يذكر كلمات السيد له المجد :"ان ابواب الجحيم لن تقوى عليها" أي الكنيسة (عن متّى 16 : 18 وتابع) ، "ثقوا ، اني غلبتُ العالم!" وأيضا :"اذا كانوا  قد دعوا  ربّ البيت  "بعل زبوب" ، فما سيكون حال أهل بيته؟"

هذا العنوان والمقال لا يأتيان من فراغ بل من واقع اليم لظلم عظيم، والظلم ابن الظلمة أي التعتيم  على الخير واعلان الشرّ ، الموجود أو المفترض وجوده.  ويحلو للمرء من هذا المنبر أن يوضح  أمورا للفائدة العامة ،  ازهاقا للباطل واحقاقا للحق ودفعا لسوء الفهم  وتجنبا لسوء المعاملة! فالتصرف ابن الفكر. وستشرع هذه المقالة بايضاح بعض النقاط من غير اولوية  عقيدية  ولا ترتيب محدد، وهي تعكس في ذلك فوضى الحياة وعفويتها!

 

مغفرة الخطايا في المسيحية

لا  يعلّم الانجيل الطاهر ولا التقليد الكنسي ان المرء يحصل على مغفرة خطاياه بدفع مبلغ من المال. ما كان هذا يوما تعليم الكنيسة ولا أثر لمثل هذه الفكرة في أي من الكتب اللاهوتية. مغفرة الاثام تأتي بعد الاستغفار والندامة الحقيقية الصادقة والقصد الوطيد بعدم العودة الى الخطيئة وأسبابها. وأعطى السيد المسيح رسله وخلفاءهم سلطة الحل والربط ، بعد الحكم على استعداد الناس للتوبة (عن يوحنا 20 : 22- 23) واعترف كثيرون من الذين آمنوا بأخطائهم أمام الرسل وجمهور المؤمنين (أعمال الرسل 19 : 18).

أمّا اللفظة "غفران" فلا تعني العفو عن الخطايا مقابل مبلغ من المال بل هي نقل (غير موفّق) للكلمة اللاتينية "ايندولجنسيا" التي لا تعني المغفرة  بل التعويض (بالتوبة وبرد المسلوب والتعويض عن الاضرار) – نعم ، التعويض عن الخطايا المغفورة  التي ندم عليها الخاطيء. ولتجنب أي سوء فهم وأي تجاوز، قررت آخر جلسة للمجمع التريدنتيني رفض كل تبرع مالي وعدم ربطه بالتعويض عن الخطايا ، قاطعة بذلك الطريق على المتقولين ان "الكنيسة تبيع أراضي في السماء ، مقابل المال"  ، كأن في السماء أراضي وكأن المال يشتري العفو الالهي!

 

"الاكليروس يريد أن يبقى الشعب جاهلا!"

شائعة ثانية لا  صحّة فيها على الاطلاق. ولا مصلحة "للاكليروس" بشعب جهول تنطلي عليه الخدع والبدع فيشطّ عن الايمان ويترك الكنيسة ويتورط بانحرافات عن العقل السليم والايمان القويم! فأية مصلحة لمعشر الاساقفة والكهنة في اعتناق بعض الناس – وهم من سذّج القوم – لمباديء غريبة ضارة قاتلة ، مثل تلك التي ترفض كل علاج طبي أو ترفض زرع الاعضاء أو التطعيم أو نقل الدم ، ولا تكفّ عن انتقاد الاكليروس نفسه؟ فالجاهل عدو نفسه وعدو الناس ، ولا أحد يحب أن يكثر حوله الاعداء خصوصا من أبنائه الروحانيين السابقين!

 

خاتمة

لا تبرير للخطأ  ، بغض التظر عمّن صدر ، ولا يجوز  تجريم البريء وتشويه الحقائق وزرع الزؤان  بدل القمح وتفسير الخير بظلمة الشر وظلامه. فالعدل مطلوب من كل انسان بما ان كل انسان يطلبه لنفسه من غيره.  فلينتشر النور ليبدد الديجور ، ولتعمّ العدالة لتنفي الضلالة ولتزد المعرفة لتمحو الجهالة! ولتعمر القلوب بالمحبة والوداد بعد أن تصفو الافكار  بين العباد!

 

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com