الخميس الحادي والثلاثون من زمن السنة : Lc 15,1-10

تعليق على الإنجيل
القدّيس بطرس خريزولوغُس (نحو 406 - 450)، أسقف رافينا وملفان الكنيسة
العظة 168

"افرَحُوا مَعِي، لأنّي وَجَدْتُ خَرُوفِيَ الضَّائِع"

هذا الرجل الذي له مئة خروف هو المسيح الراعي الصالح، الراعي الرحيم الذي أقام الخليقة البشريّة جمعاء في نعجة وحيدة هي آدم. ووضع هذه النعجة في الجنّة الساحرة في موقع مراعي الحياة. لكنّها بسبب تركيزها على سماع عواء الذئاب، نسيت صوت الراعي وفضّلت الطريق المؤدّي إلى حظيرة الخلاص ووجدت نفسها تتخبّط في جراح مميتة. وجاء المسيح إلى العالم يبحث عن هذه النعجة فوجدها في خضن العذراء. لقد أتى وولِد في الجسد البشري ووضع النعجة على الصليب وحملها على كتف آلامه. ثمّ، في غمرة فرحه بالقيامة، رفعها في صعوده وصولاً إلى المقام السماوي.
فجمع أصدقاءه وجيرانه، أي الملائكة وقال لهم: "افرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِيَ الضَّائِع". وفرحت الملائكة وتهلّلت مع المسيح لعودة خروف الربّ. هم لم ينقموا لأنّ الخروف جالس أمامهم على عرش جلاله. لأنّ الحسد لم يعد موجودًا في السماء بعد أن نُفي مع الشيطان. وبفضل النعجة الإلهيّة التي ألغت خطيئة العالم، فإن خطيئة الحسد لن تستطيع أن تدخل السماوات بعد اليوم.
أيّها الإخوة، نزل المسيح إلى الأرض بحثًا عنّا؛ فلنبحث عنه في السماء. لقد حملنا معه في مجد ألوهيّته؛ لذا، علينا أن نحمله في أجسادنا من خلال قداسة حياتنا.