عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الاسرار لصاحب الغبطة

الأسرار المقدّسة وشرح الرموز الطقسيّة للمطران لطفي لحّام

( البطريرك غريغوريوس )30


وبالعودةِ  إلى الممارسةِ الحاليّة ، فقد تقلّصتْ سهرةُ الفصحِ وغابتْ عنها المعموديّة ، فأصبحتْ تقامُ ظهرَ السّبتِ كغروبٍ للقيامة نتبعُها بقدّاسِ باسيليوس ، وبهِ ينتهي كتاب زمنِ الصوم (التريودي) عمليّاً.

لنتأمل بهذه الخدمة عن قرب:
تسبقُ صلاةَ الغروب، رتبةُ تقديسِ النّور . وهذه الرتبةُ مشتقّةُ من طقسِ كنيسةِ القيامةِ وهي حديثةُ العهد في كنيستِنا. ففي القدس ينطَلقُ طوافٌ من الجلجلةِ مرورا" بالمكانِ الذي جُهّزَ فيه جسدُ المسيحِ للدفنِ وصولاً إلى القبرِ المقدّس.يرتد المحتفلونَ حللاً خمريّة وبأيدي الجميعِ شموعٌ منطفئة. يرمزُ هذا الطوافُ إلى انحدارِ المسيحِ إلى الجحيم وكرازتِه للنفوسِ المضبوطةِ هناك، واعتاقِها من أسرِ الموت . وتبلغُ هذه الدراما ذروتَها عندما يدخلُ البطريركُ وحدُه إلى داخلِ القبرِ المقدّسِ ويسودُ صمتٌ رهيبٌ فيباركُ البطريركُ النورُ المسرجُ دائماً على القبر ويشعلُ منه شمعةَ الفصحِ ثمّ ينتشرُ النورُ بسرعةٍ مذهلةٍ من داخلِ القبرِ إلى كلِّ أنحاءِ كنيسةِ القيامةِ على ترنيمِ استنيري استنيري؛ ويُنقَلُ النورُ إلى القرى والمدن في أنحاءِ العالم. تقامُ هذه الرتبةُ في القدس بعد ظهر السبتِ ومن هنا نشأ التقليدُ الشعبيُّ الذي
يعتبرُ أنّه في الساعةِ الثالثةِ من بعد ظهر  السّبت العظيم يحدثُ "فيضانُ النور" أي أنّ القيامة قد تمّت .فتُقرَعُ الأجراسُ  ويذهبُ البعضَ حتى إلى تناولِ حلوياتِ العيدِ مِنهينَ صيامَهم .
ثمّ تبتدئُ صلاةُ الغروبِ، بعد أن يكونَ المحتفلونَ قد استبدلوا حللَهم الخمريَّةَ بحللٍ بيض ، بافتتاحيّة القداس الإلهي:  " مباركة مملكة الآب..." تتناولُ قطعُ مزاميرِ الغروب (الأربعة الأولى) القيامةَ التي أُعلنَت للعالمِ من صهيونَ المقدّسةِ "أمِّ الكنائس"، داعيةً الشعوبَ إلى الإلتفافِ حولَها كما دعتهُم سابقاً في عيدِ الميلادِ إلى الإحاطة بالأمِّ صهيون؛ وتتخطى كلمة " صهيون" المفهومَ التيبولوجيِّ المباشرِ لتشملَ الكنيسةَ التي اعتاد الآباءُ على تسميَتِها بصهيون السريّة ولتبلغَ في النهاية " أورشليم السماويّة أو العلويّة"
 
وتعيدُنا القطعُ الأربعة الأخيرة مع قطعةِ المجد إلى حدثِ النزولِ إلى الجحيمِ يوم السّبت، وتدميرِ مملكةِ الموت. فنتذكّرُ للمرّةِ الأخيرة معنى يومِ السّبتِ العظيم، ونقابلُه براحةِ اللهِ من الخلقِ في اليومِ السّابع؛ فهذه الراحةُ ليست راحةٌ انكفائيّةٌ بل هي تعبيرٌ عن أقصى حدودِ التنازلِ الإلهيّ الذي تمّ بواسطة "سرّ التدبير".

"تُقرأُ في الليلةِ المقدّسةِ خمسَ عشرةَ قراءةً" من العهدِ القديم، تتناولُ ثلاثةَ مواضيعَ مستقاةٍ من حدثِ النهار:
أ-المعموديّة والإستنارة والبرارة :
     *
القراءة الأولى من سفر التكوين ، وهي القراءةُ التي نتلوها في عيدَي الميلادِ والظهورِ الإلهيّ، وتتوقفُ عند اليومِ الرابعِ يومَ خلقَ اللهُ الشمسَ والأنوار.
     *
القراءةُ الثانيةُ من سفرِ أشعيا، وتتكلّمُ عن نورِ أورشليمَ ومجدِ الرّبِ المشرقِ عليها، وفيها يضمنُ الربُّ أنَّ أبوابَ أورشليمَ ستكونُ مفتوحةً إلى الأبدِ لأنّها مدينةُ الربّ.

*القراءةُ التاسعةُ من سفرِ أشعيا أيضاً وتُخبرُ عن حالةِ البرارةِ و الابتهاجِ الذي يضفيها الربُّ على أورشليم؛  لأنهُ يُسرُّ بها سرورَ العريسِ بالعروس.
      *
القراءةُ الحاديةَ عشرةَ من السفرِ ذاتِه، يصفُ أشعيا فيها حالةَ جيلِ التجديدِ والذريّةَ التي باركَها الربُّ بفعل مسيحِه فالمعمّدونَ أصبحوا هم أيضاً جيلاً مختاراً، أمّةً مقدّسةً، وكهنوتاً للربّ كما تقولُ النبوءة.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com