من وحي الاحد

 انجيل القدّيس لوقا .39-26:8

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف www.almohales.org

في ذلك الزَّمان. لمَّا أَتى يسوعُ إِلى بُقعةِ الغَدَرِيِّينَ. ٱستَقبَلَهُ رجُلٌ من المدينةِ بهِ شَياطينُ مِن زمانٍ طويل. ولم يكُن يَلبَسُ ثَوباً ولا يَأْوي إِلى بيتٍ بل إِلى القُبور *فلمَّا رأَى يسوعَ صاحَ وخَرَّ له وقالَ بصَوتٍ عظيم. ما لي ولكَ يا يسوعُ ٱبنَ اللهِ العَلِيّ. أَطلُبُ إِليكَ أَلاَّ تُعذِّبَني *فإِنَّهُ كانَ يَأْمُرُ الرُّوحَ النَّجِسَ أَن يَخرُجَ مِنَ الإِنسان. إِذ كانَ قدِ ٱستَحوَذَ عليهِ من زمانٍ طويل. وكانَ يُربَطُ بسَلاسِلَ وقيودٍ ويُحرَس. فيَقطَعُ الرُّبُطَ ويَسوقُهُ الشيطانُ إِلى البَراري *فسأَلَهُ يسوعُ قائلاً. ما ٱسمُك. فقال. جَوقَة. لأَنَّ شياطينَ كثيرينَ قد دَخَلـوا فِيهِ *وطلَبُوا إِليهِ أَن لا يَأْمُرَهُم بالذِّهابِ إِلى الهاوِيَة *وكانَ هُناكَ قَطيعُ خَنازيرَ كثيرةٍ تَرعى في الجَبَل. فطلَبوا إِليهِ أَن يَأْذَنَ لهم بالدُّخولِ فيها. فأَذِنَ لهم *فخرَجَ الشَّياطينُ مِنَ الإِنسانِ ودَخلوا في الخَنازِير. فوَثَبَ القَطيعُ عنِ الجُرُفِ إِلى البُحَيرةِ ﻓﭑختَنَق *فلمَّا رأَى الرُّعاةُ ما حَدَثَ هَرَبُوا وذهَبوا. وأَخبَرُوا مَن في المدينةِ وفي الحُقول *فخَرَجوا ليَرَوا ما حَدَث. وأَتَوا إِلى يسوع. فوَجَدوا الإِنسانَ الذي خَرَجَت منهُ الشياطينُ جالساً عندَ قدَمَي يسوع. لابساً صحيـحَ العَقل. فخافوا *وأَخبَرَهُمُ الناظِرُونَ كيفَ أُبرِىءَ المُعتَرى *فسأَلَهُ جميعُ جُمهورِ بُقعَةِ الغَدَرِيِّينَ أَن يَنصرِفَ عنهم. لأَنَّهُ ٱستَحوَذَ عليهِم خَوفٌ عظيم. أَمَّا هوَ فرَكِبَ السفينةَ ورَجَع *فجعَلَ يطلُبُ إِليهِ الرجُلُ الذي خرَجَت منه الشياطينُ أَن يكونَ معَهُ. فصرَفَهُ يسوعُ قائلاً *إِرجِعْ إِلى بيتِكَ وحَدِّثْ بما صنَعَ اللهُ إِليك. فذهَبَ وهو يُنادي في المدينةِ كلِّها بما صنَعَ إِليهِ يسوع *

+كورة: من اليونانية، وتعني مجموعة قرى ومدن في اقليم معين { ناحية}.الجرجسيين والجدريين  + كورة الجرجسيين: وفي بعض النسخ " جدريين " . قال العلامة اوريجانوس ان  " جَرْجَسَّا " كانت مدينة على شاطىء بحيرة طبريا الشرقي. ولهذا فهي داخلة في ولاية مدينة " جديرا " {גדר _جدير او חמת גדר _ حمات جدير وهي مدينة ام قيس اليوم في المملكة الاردنية}. و "جديرا " هي احدى المدن العشر { الديكابوليس} وتقع على بعد 10 كم جنوب شرق البحيرة على نهر اليرموك واكثر سكانها من غير اليهود _ من الامم.

وتتحكم في الاراضي الموصلة الى شاطىء البحيرة من جهة شرق الاردن كما يقول المؤرخ يوسيفوس.وفي الاناجيل الازائية وردت قراءات متباينة فلقد ذكرها مرقس { 1 :5 } ولوقا { 26 :8 }" الجدريين " وربما يشيران الى مدينة " كرسي _Kursi " الحالية على الشاطىء الشرقي ،وليس الى المدينة الرومانية " جَرجَسا " التي تبعد 50 كم عن البحيرة. فلا " جديرا " ولا " جرجسا " كانتا على شاطىء البحيرة. وكان الكل ضمن الاقليم الاداري " اقليم جرجسا " الذي كان مركزه مدينة " جراسا " في جلعاد. والموقع كان يشكّل " جرفًا " أي منحدرا شديدا { متى 38 :8 }. وهو الهاوية ، والهاوية هي שאול شِيئول _ عند اليهود وهي الجحيم.

+ فيه شياطين:الشيطان روح نجس أي مجنون.اذ كانوا يعتقدون ان الجنون يسببه الشيطان الذي جسد المصاب. كان الجنون يعتبر من اشر الامراض لانه تعلّق بعالم آخر من الخلائق الروحية  التي  تسمّت احيانا  " ارواحا نجسة " بمعنى روحي لكونهم فاسدين مفسدين، وهم خدمة ابليس الذين سقطوا بسقوطه وكانت معاملتهم للناس في ايام المسيح اكثر ظهورا واشدّ فعلا ممتدة الة العقل والجسد. فالشياطين ليسوا هم الامراض بل علّتها وحركاتهم الزائدة في مدّة خدمة المسيح مع قلة ذكرهم فبلها وبعدها ناجة عن كون تلك المدّة هي مدّة الحرب الشديدة بين نسل المراة ونسل الحيّة { تكوين 5 :3 }.

فاستعمل الشيطان كل ما فيه من طاقة لفعل الشر كي يقاوم المسيح واذن له الله الاب بذلك كي يجعل غلبة المسيح له اشد وضوحا { قارن مع رومية 20 :16 } فاخراج الشياطين من الناس كان غلبة على الشيطان واعجب اعمال الشفاء وبرهان كون يسوع مسيحا والها.

+ هذه المادة من كتاب " دراسات مسيحية  _الجزء الثالث ، تفسير اناجيل الاحاد" للاستاذ الفاضل ميخائيل بولس.هذه السلسلة من اصدار " جمعية ابناء المخلص في الاراضي المقدسة".