عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الاسرار لصاحب الغبطة

الأسرار المقدّسة وشرح الرموز الطقسيّة للمطران لطفي لحّام

( البطريرك غريغوريوس )27

 

ب سحر السبت العظيم المقدّس
 
إنتهى بنا زمنُ البشرِ (الخرونوس) إلى الوقوفِ أمامَ المسيحِ موضوعاً في قبر . ويُدخلُنا وقتُ اللهِ (الكيروس) إلى عمقِ سرِّ التدبير،إلى حيثُ نزلَ المسيحُ بعد موتِه بنفسِه ليطلبَ آدم. إنَّ صلاةَ سَحرِ السبتِ المقرونةِ برتبةِ جُنّازِ المسيح هي في الواقع احتفالٌ بوقتِ اللِه المرضيِّ هذا؛ إنَّه الاحتفالُ بفصحِ الراقدينَ ودخولهم مع المسيحِ الحياة الجديدة؛إنه احتفالٌ  ببزوغِ فجرِ اليومِ الثامنِ الذي لا مساءَ له. لهذا يغلبُ على أناشيدِ هذه الخدمة وقراءاتها طابعٌ لاهوتيّ صرف، بحيث يمكنُ القولُ أنَّ سحرَ السَّبتِ العظيمِ يشكّلُ مدرسةً لاهوتيّةً بامتيازٍ تعكِسُ فكرَ الرسولييِّينَ من الآباء(كإزيناوس وأثناسيوس الإسكندري) حولَ انتصارِ المسيحِ على الجحيمِ بسبب إتحادِ جوهرِ الكلمةِ بطبيعةِيسوعَ البشريّة اتحاداً لم يقدرِ الموتُ على فكِّ عراه.

إعتادَ الرومُ الكاثوليك، حتى أواسطِ القرنِ الماضي، على فصلِ رتبةِ الخبّازِ السيّدي عن صلاةِ السّحر. واقتصر الجُنّاز فقط على العناصر التالية: -تباركَ إلهنا- حالا" التقاريظ تتخللها آيات المزمور118- ثم المجدلة الكبرى والدورة بالابيطافيون وتلي الطروباريات الختاميّة والإنجيل والحل والسببُ في هذا هو من جهّة أنّ رتبة الجنّاز كما ينصّ عليها كتابُ التريوذي كانت تقامُ باكراً صباحَ السبت  ويتعذّرُ على غالبيّةِ المؤمنين حضورُها، ومن جهّة أخرى لم تكن قد ظَهرتْ بعدُ الرتبةُ المسائيّةُ المعروفةُ حاليّاً وذلك بفضلِ التعديلِ الذي أجريَ على تيبكون الكنيسةِ العُظمى(القسطنطينيّة) في أواسطِ القرنِ التاسعَ عشر والذي تبنّاه رسميّا" كتاب التيبكون الكاثوليكي 1909 مع الأرشمندريت كيرلس رزق وعليه جرت كلُّ الكتبِ اللاحقة.

(لمن يريد الإطلاع على الرتبة بحسب كل من التقليد القديم أو الجديد فليرجع إلى كتاب الصلوات الطقسيّة)

ب1 يغلبُ على هذهِ الخدمةِ الطابعُ القياميّ؛ طابعُ الغلبةِ والإنتصار. فالأناشيدُ، إن تكلّمت  عرضا" عن آلام السيّد؛ فهي غالبا" ما تربطُها مباشرةً بمفاعيلها أي بانحدارِ المسيحِ إلى مملكةِ الظلامِ وانتصارِه على سيِّدِها، وتحريرِه لأسراها وقيادتِهم إلى السماء بموكبٍ ظافر(ابط 3؛ 18-19، 4، 6) ويشمَلُ النورُ الكنيسةَ كلَّها؛ فالكهنةُ والخدّامُ يرتدون الحللَ الذهبيّةَ البرّاقة، والمصابيحُ  تضاءُ كلّها  والزهورُ والورودُ تملأُ صحنَ الكنيسةِ حيث القبّةُ (الصمدة) التي يرقدُ تحتها المسيحُ بالجسد، أمّا نفسُه فتفجِّرُ الحياةَ في الجحيم.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com