عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

الاسرار لصاحب الغبطة

سرار المقدّسة وشرح الرموز الطقسيّة للمطران لطفي لحّام

( البطريرك غريغوريوس )26

 

فالمسيحُ الظاهرُ في دنيا البشرِ وزمنِهِم ميتاً يكفّنُهُ يوسفُ وصحبهُ، نراهُ خارجَ الزمنِ يَعلِنُ الغلبةَ على الموتِ في عالمِ الموت؛ فالمسيحُ مُذّ أسلمَ الرّوحَ على الصليبِ قهرَ ممالكَ الجحيمِ وأنهضَ منها الراقدين. إنّ راحةَ السيّدِ في اليومِ السابعِ أنشأََتْ انتصارا" خرجَ من جوفِ الأرضِ من عند الأمواتِ وانبلجَ متفجّراً في بهاءِ اليومِ الثانٍ ونوّره ، حينئذ أهلّتَ هذا السّبتَ لمجدِكَ وبهائِكَ وبركتِكَ الإلهيّة…ففي كلّ مرّة أشارك بهذه الصلاة يشمَلُ الرّعشَةُ والإندهاشُ عقلي وقلبي أمامَ هذا الحدثِ الرائع؛ فأشعر بأني صرتُ فجأةً خارجَ الزّمنِ أشهدُ لما لا يُرى ولا يُفسَّر. وإذا كان الإندهاشُ هو لسانُ حالِنا أمام هذا الدّفنِ المحيي، فإن لسانَ حالِ الجحيم هو الخوفُ والرّعبُ في هذهِ اللحظةِ الثلاثيّةِ الأيام وتُعيدُنا قطعةُ المجد والآنْ الأخيرة، هذه القطعةُ الرائعةُ، إلى حزنِ من رافقوا يسوعَ وبالأخصِّ إلى حزنِ يوسفَ الراميِّ الذي، مع علمِه أنَّ المائِتَ هو ربُّ العالمين، نراهُ ملزَماً بتحنيطِه ودفنِه؛إنه لعمري موقفٌ حرجٌ من أصعبِ المواقفِ الوجدانيّةِ واللاهوتيّةِ، يفيضُ في النّفس دموعَ الحبِّ والتسليمِ والاعترافِ بمن أخذَ قضيَّتي والتزَمَ بها حتى الموت. ولكنْ أملَ الحُبِّ يعبقُ في قلبِ يوسفَ فيدعو المسيحَ هو أيضا" إلى القيامة."فأسبِّحُ دفنَكَ وقيامتَكَ..."

وهنا أتوقّفُ عند شخصيّةِ يوسفَ الراميّ وأقابلُها بشخصيّةِ يوسفَ آخرٍ هو خِطّيبُ مريم. واليوسفان لعبا دوراً حاسماً في إعلانِ سرِّ تنازلِ الإلهِ حتى درجةِ العجزِ. فالطفلُ يسوعُ العاجزُ أمامَ حنقِ هيرودس، يَكِلُ أمرَه ليوسفَ والدِه بالتبنّي، الذي هربَ به فضمنَ سلامتَه ونموَّه وبلوغَه؛ ويسوعُ المائتُ والعادمُ النسمةِ يكلُ أمرَهُ ليوسفَ الراميّ  الذي يُدخِلُه في راحتِه ممهِّذاً لإعلانِ الغلبةِ على الموتِ من خلالِ القبرِ الفارغ؛ هذا ما يتناولُه قانونُ سحرُ  السّبتِ العظيمِ في التسبيحةِ الخامسةِ فيقول:"…إنّ يوسفَ الوجيه المشير أتمّ قصدَ أبيك. الذي جدّدنَا كما يليق بعظمته."
 
وعندَ الترتيلِ بهذهِ القطعةِ الأخيرةِ المطوَّلة، تُفتَحُ الأبوابُ المقدَّسةُ وتُسرجُ الشموعُ في أيدي المؤمنين ويطوفُ الكهنةُ(أو بعضُ الأتقياء) بالإبيطافيون، أي رسمِ وضعِ المسيحِ في القبرِ، يتبعُهُم المتقدّمُ حاملاً الإنجيل؛ فالمدفون هو كلمة اللّه. ثم يضعونَهُ على طاولةٍ تعلوها قبّةٌ في وسطِ الخورس والإنجيلُ فوقَه وتُنثرُ عليهِ الورودُ ويُرشُّ بالعطورِ ويتقدّمُ المؤمنون للسجود له "لاتريّا" كما وردَ في البَّتيكونات القديمةِ أي ليقدِّموا له عبادة السجودِ اللائقةِ باللّهِ وحده . وتنتهي الصلاةُ بالأناشيدِ الختاميّةِ التي تُعلنُ القيامةَ "إنَّ الملاكَ وقفَ عند القبر. وهتفَ بالنسوةِ حاملاتِ الطيب. إنَّ الطيوبَ تليقُ بالأموات. لكنَّ المسيحَ قد ظهر غريباً عن البلى"

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com