عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

الاسرار لصاحب الغبطة

الأسرار المقدّسة وشرح الرموز الطقسيّة للمطران لطفي لحّام

( البطريرك غريغوريوس )25

أمّا قطعة "المجد" فتقيم مقارنة بين أمانة الله من خلال إحساناته إلى بني البشر، وبين الإساءات التي قابله بها أبناء خاصّته. فالموقف يدعو إلى الأسف والتأوّه! وتضعنا قطعة "الآن" في موقف ذهول ورهبة أمام سرّ تنازل الإله. فكيف غير الملموس وفاحص الكلى والقلوب ومغلق اللجة الذي تخدمه القوّات السماويّة برعدة منتصبة أمامه، هو الجابل وديّان الأحياء والأموات ومدمّر  الجحيمِ  كيفَ يُمسكُ ويُسجنُ ويُحاكمُ ظلماً أمامَ بيلاطس، ويُلطم ويُقضى عليهِ بالموتِ صلبا" ويودعُ في قبر؟ إنَّ هذا السّرَّ  رهيبٌ ولا نملِكُ فيهِ عِلماً أو معرفةً لكن تسبيحاً لطولِ أناةِ من احتَملَ هذهِ كلِّها برأفتهِ؛ فلَهُ المجد! وكما يليقُ بغروبِ الأعيادِ الممتازةِ والكبرى، نقرأُ في الغروبِ من العهدِ القديم ولَكن أيضا من العهدِ الجديدِ أيضاً فإنَّ هذا اليوم مع كونهِ "غير ليترجي" (أي لا تقام فيه الليترجية الإلاهية) ألاّ أنّهُ يومٌ مميزٌ جداً.

سأتوقفُ فقط عند الدرسِ الأولِ المُسْتقى من العهدِ القديم من سفر الخروج (23:11). يطلب إلانسان بشخصِ موسى الذي كلّم الله وجهاً لوجه أن يرى الله ليعرفَه. إنها الحاجةُ الأزليّةُ عندَ الإنسانِ وصرختُه عبرَ العصور، ويأتي جوابُ الله لموسَى بعدمِ إستطاعةِ الإنسانِ أن يرى وجهَ اللهِ لأنَّ وجهَه لا يُرى، إلا أَََنَّ عطشَ موسى ورغبةَ قلبهِ يتحققانِ اليوم.فالسِّرُّ الفصحيُّ يكشِفُ لنا وجهَ الله-الإنسان،على الصليبِ ثم في بهاءِ القيامة ولأنَّنا رأينَا هذا الوجهَ "اليسوعي" فنحن عَرفْنا الله."من رأى الإبن فقد رأى الآب"(يوحنا 12-45  14: 7-9)

ونقرأُ من العهدِ الجديدِ قراءتين؛ أولى من الرسالةِ الأولى إلى أهل كورنتس(1/18- 2/2)يعرضُ فيها الرسولُ بولسُ الجدليّةَ المتناقضةَ الكبرى بين الحكمةِ والصليبِ.فالبشارةُ بالمسيحِ مصلوبا" لا تنتمي إلى مقاييسِ هذا العالمِ العقليّةِ أو الفلسفيّةِ، بل هي فقط لمن قبِلَ المسيحَ حكمةَ الله وقوَّتهُ.
 
والقراءةُ الثانيةُ هي فصولٌ مؤتلِفةٌ من الإنجيلِ المقدّس، نُظِّمَتْ في مطلعِ القرنِ الثاني عشر، وتستعرضُ كلَّ أحداثِ أل12 ساعة الأخيرة من الآلامِ والصَلبِ والدفن.

وفيما يلفّ الحُزنُ والأَسى الأرضَ كلَّها، يدخلُ اللّهُ-الإنسان في راحتِه الثلاثيّةِ الأيامِ السريّة؛ ينحجبُ عن البشرِ ليظهرَ للذينَ في الجحيم هذا ما تنشدهُ قطعُ آخرِ الغروبِ التي ترافقُ رتبةَ إنزالِ المسيحِ عن الصليب. "يا فادي الجميع.إنَّ الجحيمَ الساخرةَ لمَّا أبصرْتكَ موضوعاً في قبرٍ… خافَتْ وتحطّمَتْ أمخالُها وسُحِقَتْ أبوابُها.والقبورُ تفتّحَتْ والأمواتُ قاموا. حينئذ هتفَ لكَ آدمُ فرحاً وشاكراً: المجدُ لتنازلِكَ يا محبّ للبشر"

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com