عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

مرتا ومريم في جسد المسيح

الثلاثاء السابع والعشرون من زمن السنة : Lc 10,38-42

تعليق على الإنجيل
القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة
مقالة عن إنجيل القدّيس لوقا 7: 85-86

مرتا ومريم في جسد المسيح الواحد

في مَثَل السّامري الصّالح، كان هنالك حديث عن الرحمة؛ لكن لا توجد طريقة واحدة فقط ليكون المرء صالحًا. ثمّ يأتي مَثَل مرتا ومريم؛ نرى الواحدة منهمكةً بعَملِها، فيما تبدو الأخرى مُصغيةً بتقوى إلى كلام الله. إن كان هذا الإصغاء ينسجم مع الإيمان، فهو أفضل من الأعمال، وفقًا لما كُتِب: "اختارَتْ مريم النصيبَ الأفضلَ، ولن يَنزعَهُ أحدٌ منها". إذًا، فلنَبْذُلْ نحن أيضًا الجهدَ لنَمتلكَ ما لا يستطيعُ أحدٌ أن يَنتَزعَه منّا؛ لِنُصغِ بطريقة غير ساهية، إنّما متنبّهة... لنكُن مثل مريم التوّاقة إلى الحكمة: هنا يكمن العمل الأهمّ، الأكمل من غيره... إذًا، لا تَنتَقدْ أولئك الذين يتوقون إلى الحكمة ولا تحكمْ عليهم بأنّهم كسالى.
مع ذلك، لم تُنتَقد مرتا على حُسن أعمالِها، حتّى لو اختارت مريم النصيبَ الأفضل. في الواقع، يملك يسوع ثرواتٍ كثيرة، ويوزِّع هباتِه الكثيرة بسخاء. كذلك الرُّسل لم يعتبروا "أنّه يليق بهم أن يُهملوا كلام الله ليهتمّوا بأمور المعيشة" (أع6: 2). لكنّ الأمرين هما من أعمال الحكمة؛ أمّا إسطفانُس الذي كان ممتلئًا حكمةً، فقد اختير كخادم. إذًا، فليَقمْ ذاك الذي يخدم بإطاعة الذي يُعلِّم، وليَقُم ذاك الذي يُعلِّم بتشجيع الذي يخدم. واحدٌ هو جسدُ الكنيسة، حتّى لو كانت الأعضاء كثيرة؛ فكلُّ واحدٍ يحتاجُ إلى الآخر. "فلا تَقدِرُ العينُ أن تقولَ لِليَدِ: لا أحتاجُ إليكِ. ولا الرأسُ لِلرِّجلَين: لا أحتاجُ إليكما!" (1قور12: 21). لا تستطيعُ الأُذُُُن أن تقول إنّها لا تشكِّلُ جزءًا من الجسد. ثمّة أعضاء أكثر أهميّة؛ إلاّ أنّ الأعضاء الأخرى ضروريّة.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com