عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E أخبار الرعايا

27/7/2009
غبطة البطريرك تتمة

ويطيب لنا ان نستعرض هنا النصوص المنزلة التالية من العهد الجديد التي تذكر بعض مناطق أبرشيتنا التي باركها الرب، وجعلها مهداً لبشرى الخلاص. وأتم تقديسها في السيّد المسيح الذي أنعم علينا نحن أبناء هذه الأبرشية أن "نرى بنوره النور" (المزمور 35، 10)، خصوصا أبناء هذه الأرض المقدسة! ولكن من جهة أخرى لن ننسى ان كل مسيحي، بحبه وإيمانه، "وُلد في المدينة المقدّسة"، كما قال صاحب المزامير: "كل انسان وُلد فيها (أي في أورشليم)، والعليّ هو الذي ثبّتها. الرب يدوّن في سجلّ الشعوب: إن فلانا وُلد فيها" (87: 5-6). هذه بعض النصوص التي تذكر بعض أجزاء الأبرشية:
- أوصى الرب يسوع رسله وتلاميذه وتنبّأ لهم: "الروح القدس ينزل عليكم فتنالون قدرة وتكونون لي شهوداً في أورشليم وكلّ اليهودية والسامرة حتّى أقاصي الأرض" (أعمال الرسل 1: 8).
- وكان يسوع قد اعتمد على يد يوحنا ابن زكريا في نهر الأردن. وفي وقت لاحق "طاف يسوع في المدن العشر" (مرقس 5: 20) ومنها فيلادلفيا أي عمّان وجرش وبيسان، مقدّسا كل هذه الديار!
- نقرأ في أعمال الرسل: "رأى جميع سكّان اللدّ وسهل الشّارون اينياس الذي شفاه بطرس الرسول، فاهتدوا إلى الرب... وكانت في يافا تلميذة اسمها طابيثة... وكان في قيصرية رجُل اسمه قرنيليوس، قائد مائة روماني..." (9: 35-36، ثم 10: 1 وتابع).
- أمّا جزيرة قبرص، وهي أيضا قسم من بطريركيتنا اللاتينية، فقد روى سفر أعمال الرسل الكثير عن خدمة الرسل فيها، ولا سيما بولس وبرنابا: "لمّا كانا (أي بولس وبرنابا) موفدين من الروح القدس نزلا إلى سلوقية وأبحرا منها إلى قبرص. ولمّا بلغا سلامينا أخذا يبشّران... واجتازا الجزيرة كلّها حتّى بافوس..." (13: 4-6).
انها بلاد مختلفة، ولغات مختلفة. ولكنّ حبّ المسيح يجمعنا، وهو الذي "فدانا من كل قبيلة ولسان وشعب وأمّة" (رؤيا 5 :9)، "إخوة لا غرباء، أقارب لا أباعد، وقد صرنا بدم الرب الفادي أقرباء!" (أفسس 2: 13).
- العهد الرسوليّ الذهبيّ
كتب القديس لوقا ما يلي: "وكانت الكنيسة تنعم بالسلام في جميع اليهودية والجليل والسامرة، وكانت تنشأ وتسير على مخافة الرب، وتنمو بتأييد الروح القدس" (أعمال الرسل 9: 31). وكان الكتاب ذاته قد نقل إلينا صورة رائعة عن "الحياة المشتركة" التي عاشتها الجماعة المسيحية الاولى، وقال: "كان جميع الذين آمنوا يواظبون على تعليم الرسل والمشاركة وكسر الخبز (أي الافخارستيا) والصلوات... وكانوا جماعة واحدة... وكانوا قلباً واحداً ونفساً واحدة، يجعلون كل شيء بينهم مشتركا... ولم يكن بينهم محتاج" (أعمال الرسل 2: 42 وتابع، ثم 4: 22 وتابع). وهذا ما نصبو اليه في كنيستنا وأبرشيتنا، ونعمل من أجله، رغم الصعوبات التي تحيط بنا. با
5) وضع الكنيسة الحاليّ
حافظت جماعاتنا المسيحية على "وديعة الإيمان" عبر القرون. ونستطيع أن نؤكّد أن الإيمان والكيان المسيحيين ما انقطعا فيها منذ السيّد المسيح إلى أيامنا الحاضرة، رغم ما شهدته الكنيسة والبلاد من اضطرابات واضطهادات. وساهم كل ذوي "الإرادة الصالحة" من مسيحيين وغير مسيحيين في بناء حضارة هذه المنطقة التي هي قِبلة أنظار العالم من النواحي الدينية والثقافية والحضارية والتاريخية والانسانية بشكل عام. ولكنّ الدهر كان قاسيا على قطيع المسيح. ولا نستطيع أن نسبر أغوار الحكمة الإلهية، من وراء كل تلك المصاعب والتجارب، الاّ في نور الصليب، ووعد السيد المسيح! "من أراد أن يتبعني فليحمل صليبه ويتبعني" (متى 16: 24).
شهدت منطقتنا مؤخّراً مأساة كبيرة في قطاع غزّة، تركت نحو الف وخمسمائة قتيل وآلاف الجرحى. ودُمّرت المنازل الفلسطينية والمنشآت. ورأينا بأم العين هذه المعاناة حيث يدفع المواطنون البسطاء، ولا سيّما الأطفال والنّساء والمسنّون، ثمن صراعات سياسية عسكرية، لم تهدأ منذ أكثر من ستّين عاما. وزادت تلك الأحداث من عذاب الكنيسة في غزّة، مما زاد في تقلص عدد المسيحيين هناك. كما هي الحال في سائر أنحاء الأرض المقدسة.
الأهل في فلسطين يتطلعون إلى السيادة والاستقلال. وهم ليسوا في وطن المسيح غرباء. فهو وطنهم. وقد تشرّفت هذه الأرض بالتجسد والفداء. وشهدت المدينة المقدسة ميلاد الكنيسة، يوم العنصرة (أعمال الرسل 2: 1 وتابع). والمسيحي مواطن أصيل، يدين بالعبادة لله، والولاء للوطن. ولا غَرو فان الشعب الفلسـطيني، أسوة بالشعب الإسرائيلي، يصبو إلى الاستقرار. علماً بأن السـلام هو ثمرة العدل، كما جـاء على لسـان أشـعيا النـبي. "ويكون ثمر العدل سـلاماً" (أشـعيا 32: 17).
- البابا في بلادنا
لكننا وسط هذا الظلام وهذه الآلام أبصرنا نوراً عظيماً قادماً؛ إنه البابا بنديكتوس الذي زار بلادنا، وأضفى عليها من زيارته سلاما. ترقب المؤمنون هذه الزيارة الفريدة وبنوا عليها الآمال الكبيرة. إنها زيارة الأب الحاني لأبنائه المتألمين. وقد جاء ليسند بصلواته ورعايته، إيمان أبنائه. هو الذي يحمل "همّ جميع الكنائس"، قطيع الرب يسوع في هذه البقعة المييّزة من أرض البشر. ويفتح قلبه الرحب للاخوة من غير المسيحيين، ولا سيما الموحّدين بالله، الذين يتّخذون من أبي المؤمنين إبراهيم قدوةً ومثالاً. من قبله زارنا الحبران الأعظمان بولس السادس سنة 1964 ويوحنا بولس الثاني سنة 2000. مما يدل على شغف قادة الكنيسة المسيحية بهذه الأرض المقدسة، وحرصهم على وحدة هذه الأبرشية، ومشاركتهم أهل هذه الديار همومهم وآمالهم وحقوقهم في مستقبل واعد وسلام دائم وعادل: "من يتألم ولا أتألم أنا" (2 كورنثوس: 11-29).
لقد استهل الحبر الأعظم زيارته الرسولية بالأردن، مثل سلفيه بولس السادس ويوحنا بولس الثاني. حيث بارك حجر أساس كنيستنا في موقع مغطس المسيح على يد نبي الأردن يوحنا المعمدان، وبدء البشارة الإنجيلية بملكوت السماوات. كما بارك حجر أساس جامعة مادبا قبل أن يتابع قداسة البابا حجّه إلى سائر أنحاء الأرض المقدسة في فلسطين وإسرائيل، مبيّناً وحدة أبرشيتنا في الضفّتين، وسائر مناطق هذه الديار المباركة. ولقد استقبلنا بمحبّة خليفة القديس بطرس على كرسي "كنيسة روما جزيلة القداسة" (كما كتب القديس صفرونيوس بطريرك القدس في رسالته السينودية). وبرجاء الإيمان نأمل وندعو ونصلّي مع الحبر الأعظم خصوصاً في المغطس على نهر الأردن وناصرة البشارة ومهد بيت لحم وقدس الصليب والقيامة والصعود والعنصرة، لكي يأتي ملكوت المسيح على أرض المسيح، فينهل أهلنا "المياه من ينابيع الخلاص مبتهجين" (أشعيا 12: 2) وينعم وطن الفداء ونهر المعمودية وسائر المنطقة بالسلام الذي يجلبه الطفل الذي ولدته العذراء دائمة البتولية في بيت لحم (ميخ
ا 5: 1-5).

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com