عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

رقاد سيدتنا والدة الاله

الأحد الثالث عشر بعد العنصرة : Mt 21,33-42

تعليق

من موقع أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك الرسمي

رقاد سيدتنا الدائمة البتولية مريم

العناصر الأساسية للعيد معبّر عنها بوضوح في الخدمة الليتورجية. والدة الإله ذاقت الموت، رقدت، وأودعت القبر، لكنها لم تعرف فساداً لأنها انتقلت إلى السماء. في كاثسما سَحر العيد نخاطبها على هذا النحو: "أما في ميلادك فحبل بغير زرع، وأما في رقادك فموت بغير فساد". وفي الأودية التاسعة من صلاة السحر نقول: "إن المولد بتولي والموت قد صار عربوناً للحياة". من جهة أخرى، في صلاة الغروب، في برصومية على يا رب إليك صرخت "أن ينبوع الحياة قد وضعت في قبر واللحد قد صار سلماً مصعدة إلى السماء". هكذا انتقلت من حياة إلى حياة (الغروب. قطعة الليتين). انتقلت من الأرض إلى السماء (برصومية على يا رب إليك صرخت). وقد كان انتقالها بتمجيد وبحال تفوق الوصف على يدي ابنها وسيّدها (الغروب. قطعة الأبوستيخا). كل الأرض والسماء معنية برقادها. لذلك نشدّد "أن السلطات والكراسي والرئاسات والأرباب والقوات والشاروبيم والسارافيم المرهوبين يمجّدون رقادك.
ويبتهج الأرضيون مزينين بمجدك الإلهي وتسجد الملوك مع رؤساء الملائكة والملائكة يرنمون..." (برصومية على يا رب إليك صرخت. صلاة الغروب). كذلك في صلاة السحر أن رقادها كان حدثاً كونياً إذ "انتقلت برقادك الموقر إلى الحياة الخالدة محفوفة بالملائكة والرئاسات والرسل والأنبياء وسائر الخليقة" (صلاة السحر. قطعة الإينوس الثالثة) من هنا مخاطبتنا لها باعتبارها الطاهرة الحية على الدوام مع ابنها اللابس الحياة (قطعة المجد والآن على يا رب إليك صرخت. صلاة الغروب). بهذا صار لها من حيث هذه المعية، دور مشارك في خلاص البشرية. رقادها جعلها مساهمة في خلاص العالم على أوسع نطاق. في إحدى طروباريات الأودية التاسعة نعبّر عن هذا المعطى الجديد بالكلمات التالية: "يا والدة الإله بما أنك منطلقة إلى الأخدار السماوية نحو ابنك فأنت تخلصين ميراثك دائماً".
في هذا السياق، الذي حدّدته الخدمة الليتورجية، كتب القديس غريغوريوس بالاماس يقول: "اليوم محتفل برقادها أو انتقالها المقدس إلى حياة أخرى. فإذ هي دون الملائكة قليلاً، لمواتيتها، فإنها، بدنوها من إله الكل، قد سَمَت على الملائكة ورؤساء الملائكة وكل القوات السماوية الأرفع منها".
وفي عظة للقديس ثيودوروس الستوديتي في رقاد والدة الإله هذه الالتماعات: "إذ نحمل على ظهورنا ثوب الفضائل نحتفل بعيد دفن وعبور الكلية القداسة إلى السماء. فإن السماء على الأرض، لما اتشحت بثوب الخلود، انتقلت اليوم إلى الخدر السماوي الأبدي. اليوم والدة الإله، التي أطبقت عينيها الجسديتين، تقدّم لنا أنواراً مقدسة مشعّة، كانت، إلى عهد قريب، غير مألوفة وهي السهر على العالم والضراعة من أجله أمام وجه الله. اليوم، وقد أضحت خالدة، ترفع يديها إلى الرب من أجل خلاص العالم. لأنها سمت إلى القمم، فإنها، كحمامة نقيّة، لا تكف عن الذود عنا ههنا. أما وقد ارتفعت إلى السماء فإنها تطرد الأبالسة لأنها صلاة الشفاعة، من جهتنا، لدى الله. الموت، قبلاً، بسط سلطانه من خلال أمنا حواء، لكنه، حالما مسّ ابنتها المغبوطة، مات بموتها لأنه انغلب من ذاك الذي استمددت منه والدة الإله قوتها. والدة الإله رقدت _ وأقول رقدت لا انطفأت، لأنها منذ أن عبرت إلى السماء لم تكف، هناك، عن الذود عن الجنس البشري. بأي كلمات نصف سرك؟ فإن الذهن ينحني واللسان يستبين عاجزاً لأن مجد هذا السر يفوق كل ذهن. لا شيء يضاهيه ويتيح لنا أن نفسره على نحو أو على آخر: كل ما هو منك يتخطانا. فقد عدّلت ما للطبيعة بميلادك الذي لا يوصف. من سبق أن سمع بعذراء تحبل بغير زرع؟ يا للعجب! هذه الأم التي تلد هي، أيضاً، عذراء عفيفة، فإن من يولد منها هو الله. هذا الأمر وحده يجعلها مختلفة عن الجميع. لذا تقتبلين، عن حق، في رقادك المحيي، خلود النفس والجسد (...) هل سبق لنا أن سمعنا عن وفاة كالوفاة التي أهلت لها والدة الإله؟ كم ذلك عادل لأنه لا أعلى من التي هي أعلى من الكل؟ إن نفسي تدهش متى ارتحل عقلي إلى رحيلك الفاخر، أيتها العذراء! نفسي تعجب إذ تهذ في رقادك العجيب! لساني يُعتقل متى تكلمت على قيامتك السرية؟ من تُراه، في الحقيقة، أهلاً لسرد كل عجائبك؟ أي ذهن، مهما سما يقدر، وأي لسان مهما كان فصيحاً، يحيط بقيمة أفعالك ويعرض ويقيم أسرار مجدك وعيدك ومديحك؟ كل لسان ينضب ويهن إن حاول، لأنك تفوقين وتسمين بغير قياس، على القمم السماوية الشاهقة، وبهاء نورك أكثر ألفاً من الشمس، وقد حزت على ما يزيد عظمة عن الملائكة وكل القوات الروحية غير المتجسمة".
هذه المعاني الفائقة لوالدة الإله، وخصوصاً لرقادها، وردت في التراث على نحو قصصي. فقد قيل إن الرب يسوع أعلم والدة الإله برقادها، بملاك، قبل حدوثه بثلاثة أيام. هذا ملأها فرحاً لأنها اشتهت أن تصعد إلى ابنها وإلهها. لذلك توجهت إلى جبل الزيتون لتصلي في سكون، كما كانت عادتها. وقد ورد أنها لما بلغت القمة خضعت لها الأشجار. بعد ذلك عادت لترتب أمرها وأذاعت على النسوة اللواتي أتين إليها خبر ارتحالها إلى السماء. وإثباتاً لذلك استودعتهن غصن النخيل، رمز الغلبة وعدم الفساد، الذي زودها به الملاك. وإذ حزنَّ لخبر فراقها أكدت لهن أنها ولو رحلت إلى السماء فإنها لن تكف عن الذود عنهن وعن كل العالم، بصلاتها.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com