عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E أخبار الرعايا

26/7/2009
لقاء مع المطران بولس يازجي
   

ولد المتروبوليت بولس يازجي عام 1959 في مدينة اللاذقية الساحلية في سورية. عاش ودرس في مدارس المدينة، حيث تابع دراسته الجامعية في كلية الهندسة المدنية في جامعة تشرين. أثناء دراسته، بدأ دوراً قيادياً في خدمة الشباب وتولى تدريب جوقات ترتيل الموسيقى البيزنطية. تابع سيادته هذا الدور الريادي في خدمة الشباب من خلال إقامة برامج الرياضات الروحية كما فتح صفوفاً لتعليم الموسيقى البيزنطية ورسم الأيقونات.
*
درسَ سيادته اللاهوت في جامعة تسالونيك في اليونان حيث حاز على كل من درجة الماجستر عام 1989، والدكتوراه في اللاهوت عام 1992، وتخرج بدرجة ممتاز. نُشرت في اليونان أطروحة الدكتوراه المكتوبة باللغة اليونانية تحت عنوان : علم الأخلاق والاسختولوجيا (Eschatology & Ethics)، الأسس الأخروية للحياة بالمسيح حسب القديس يوحنا الذهبي الفم (تسالونيك، عام 1992). أثناء دراسة اللاهوت، حصل على شهادة في الموسيقى الكنسيّة وتعلّم أيضاً فنّ رسم الأيقونات البيزنطيّة.*سيم شماساً عام 1985 وكاهناً عام 1992 في أبرشية اللاذقية على يد المطران يوحنا منصور. منذ عام 1992 قام سيادته بتدريس الأخلاقيات الآبائية والمسيحية في كلية اللاهوت بجامعة البلمند. أصبح عميداً للكلية ورئيساً لدير البلمند منذ عام 1994 وحتى آب 2001.
*
انتخبه المجمع الأنطاكي المقدس، في 2 تشرين الأول 2000، مطراناً على أبرشية حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أما الرسامة الأسقفية فتمت يوم الجمعة الواقع في 20 تشرين الأول 2000 في كنيسة المريمية بدمشق، في القداس الذي ترأسه صاحب الغبطة البطريرك أغناطيوس الرابع يحيط به لفيف من مطارنة المجمع المقدس والكهنة وحشد من المؤمنين أتوا من أماكن مختلفة، بشكل خاص من حلب واللاذقية. أما التنصيب فقد جرى بعد يومين، يوم الأحد في 22 تشرين الأول، في كاتدرائية النبي الياس في حلب، بمشاركة عدد من السادة مطارنة المجمع الأنطاكي، وحضور المونسنيور بيار دوبرييه، الرئيس سابقاً للمجلس البابوي لشؤون وحدة المسيحيين في الفاتيكان.
*
سيادته عضو في لجنة أمانة السر ولجنة العلاقات الخارجية ولجنة كلية اللاهوت للبلمند، ضمن لجان المجمع المقدس. كما يمثّل بطريركيةَ أنطاكية وسائر المشرق في لجنة الحوار اللاهوتيّ الرسميّ بين الكنيسة الأرثوذكسيّة والكنيسة الكاثوليكيّة. تربط سيادته علاقات مسكونيّة قويّة مع أخوية Saint Egidio في روما ومنظّمة Focolary
*
بالإضافة إلى النشاط الداخلي على مستوى حلب، كان له أيضاً حضور خارجي على مستوى التواصل المسيحي عامة أو الأرثوذكسي واللاهوتي خاصة. شارك في مؤتمرات عالمية عدّة، أرثوذكسيّة ومسكونيّة، في اليونان، يوغوسلافيا، قبرص، إيطاليا، إنكلترا، ألمانيا، تركيا ولبنان ، وقدّم فيها مداخلات علميّة ولاهوتيّة عديدة باللغات اليونانيّة، الفرنسيّة والانكليزيّة، عبّر فيها عن شهادة مسيحية عربية مشرقية في تفاعل وتواصل حيّ وبنّاء مع محيطها.
*
لسيادته أربعة كتب في أناجيل ورسائل الآحاد ("سفر الكلمة"، "برج وجسد") بالإضافة إلى كتاب "دليل الواعظ"، كتاب "السائحان بين السماء والأرض"، كتاب "مصاعد القلب"، كما له العديد من المقالات في المجلات العربية والأجنبية والجرائد الرسمية.
سيادة المطران بولس يازجي هلا تحدثونا عن أبرشية الروم الأرثوذكس بحلب، مسؤولياتها ونشاطاتها على الأصعدة كافة؟
مطرانيه الروم الأرثوذكس بحلب هي من المطرانيات العريقة والقديمة جدا في حلب، لكن العام 1724 تعرضت إلى حدث تاريخي أليم هوا لانشقاق الذي قسم الرعية إلى طائفتين: الروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك، مما أضعف من طائفة الروم الأرثوذكس لأن الكثيرين من أبنائها أصبحوا من طائفة الروم الكاثوليك، لكن بعد فترة من الزمن، وبسبب الوفود المسيحي من اللواء، وكون مدينة حلب مركزاً للعلم والتجارة، وفد الكثير من أرثوذكس القرى والمدن المجاورة إلى حلب، فتدعمت الطائفة فيها، وأصبح عدد أبنائها حوالي 18 ألف نسمة اليوم – هذا في إحصائياتنا العائلية- وربما هناك أعداد صغيرة نجهلها.
تمتد مطرانية حلب، وتسمى سورية الأولى على شمال سورية من محافظة اللاذقية إلى الداخل. هناك رعايا تابعة لها في محافظة الحسكة والثورة، وهناك أيضاً من رعايا في منطقة اللواء. وفي العام 2000 بعد سيامتي مطراناً على حلب كلفني غبطة البطريرك أن أرعى مناطق الأرثوذكس في تركيا (أنطاكية والقرى المجاورة) وهم سبع رعايا ويبلغ عددهم حوالي 10 آلاف مسيحي عربي. والآن بعد مرور السنوات، لم يعد الجيل الجديد يجيد اللغة العربية، ولكن صلواتنا في الكنائس تقام باللغة العربية، ونزورها بشكل دوري .

* يلاحظ أن هناك تطوراً ملحوظاً طرأ على طائفة الروم الأرثوذكس بحلب بعد سيامتكم مطراناً على الأبرشية، كنيسة وأخويات، الأمر الذي جعل من ارتباط الناس والشباب بالكنيسة قوياً ... ما هي أسباب هذا التطور ونتائجه؟
أشكرك على هذه الملاحظة وأتمنى أن تكون صحيحة. أعتقد أن كل مطران في كل الكنائس يأتي ليضيف حجرةً صغيرة على ما قدّمه المطران الذي سبقه، وهذا شيء طبيعي ومطلوب ومنتظر. قدم المطران الأسبق أشياء كثيرة. منذ مجيئي إلى حلب، ثبّت نظري على بعض المواضيع. وهي أولاً التفاف الشعب حول الكنيسة، في اللجان والأخويات وإعطاؤهم مسؤوليات. فبالرغم من أن لجاننا صغيرة إلا أني حاولت زج كل الناس فيها ممن يريد أو لا يريد، واكتشفت أن الجميع يريدون، جعلتهم يعملون ضمن الكنيسة،  وكان النداء الأول "كلنا مسؤولون في الكنيسة" و" لنا جميعاً دور في الخدمة". كانت هناك صعوبة في الواقع، خاصة أن الأغلبية من الطبقة المثقفة، وأن عدد رجال الأعمال ليس بالقليل، فحاولت إيجاد فرص عمل في الخدمة، كتوسيع اللجان ومجلس الأبرشية إلى أن بلغ 50 شخصاً. نجتمع كمجلس أبرشي مع المجلس الاستشاري يبلغ عددنا حوالي 90 مجتمعاً، نفكر ونجتمع لنعمل سوية. تمّ هذا بعون الله وبفضل محبة الشعب لكنيسته، فالجميع مسؤولون والجميع مدعوون. صحيح أننا لا نرى طريقنا إلى العمل فوراً خلال سنة أو سنتين، إلا أننا كنا نفكر لنخلق أعمالاً. ففي حلب مثلاً لدينا عملياً كنيسة أو كنيستان ولكن عندنا حوالي تسعة مجالس رعايا، والكنائس الأخرى هي بيوت عربية صغيرة نستخدمها للتعليم الديني وغيره، فهذا يعطي نوعاً من التضخيم في العمل الإداري في الأبرشية، وقد يكون غير واقعي نوعاً ما، ولكننا في مجالس الرعايا التسعة استطعنا أن نكون حوالي 800 شخص يعملون ويفكرون في شؤون الأبرشية، فالنقطة الأولى كانت هي جمع الشمل ودعوة الجميع ليكونوا مسؤولين وخادمين في الكنيسة، بدأنا بالعمل وسنتابع سوية.الأمر الثاني هو الإكليروس، والحمد لله، إنّ أغلب كهنتنا شباب متعلمون مثقفون يجيدون لغات عدة، ونشيطون وأغلبهم يحملون شهادات عليا، ومنهم خمسة أو ستة يحملون الدكتوراه. هذا الأمرخلق ثقة أكبر من الشعب المؤمن بكهنته. منذ كنت عميداً في كلية اللاهوت في البلمند كنت أقول للطلاب كلمة أكررها الآن لكهنتنا: "أنت أب يعني أنك سوف تتخرج وتنخرط في المجتمع وتقول للوزير يا بني، ويجب أن يقبلها! هكذا نعد الإكليروس. هذا الإكليروس المتعلم الروحاني المثقف النظيف الشريف والمتفاني الذي يخلق الثقة في نفوس الشعب ليتبعه، وفي الحقيقة عندما يقال إن هناك نشاط في الأبرشية والأمور في تطور وتحسن، أقول أن الفضل ليس لي أنا شخصياً وإنما الفضل للإكليروس كله الذي تكرّس ليقدم خدمات كبيرة جداً.
 
واليوم لدينا مجموعة من الأخوات الراهبات ويبلغ عددهم ثمانية، يمكن أن يزيد أيضاً، ويحملن الشهادات الجامعية ويتقنّ لغات أجنبية عدة ، وقد خضعن لتربية روحية في أهم أديار في اليونان .
نصلي ونأمل أن يتحسن العمل الرعوي دائماً ويزيد الالتحام بين الشعب والإكليروس، فهم في النهاية جسد واحد.
والشيء الأخير وهو تهمة أُتّهم بها ولكني أعتز بها، وهي محبتي للشبيبة، فرعايتي لهم شيء مطلوب وخاصة فيما يتعلق بالتعليم الديني .إن الشباب هو عمر الثورة ورفض الرواسب وتبنّي القضايا، وهل من مسألة أهم من الخدمة والمحبة تستحق قلوب شبابنا؟ يلتصق الإكليروس بشبيبتنا التصاق رفقة ومحبة وتبني أبوي ساهر. الشبيبة هي الشريحة التي تتطلب اهتماماً ورعاية أسبق وأولوية. ولا نقصد بالرعاية مجرد الاهتمام والحنان! بل تحميلهم مسؤولية محبة الكنيسة والحلم بها والعمل لصيرورتها كما يحبونها أن تكون.

هذه هي النقاط الثلاث التي لعبت دوراً كبيراً في الأخويات وفي جمع شمل الكنيسة، ومما يثلج صدري أن عدد والدعوات بين الكهنة الشباب في تزايد مستمر وأنا متفائل أكثر، مما يعني أن الله سيفعل بأياد أكثر.

 *منذ فترة قام مجلس رؤساء الطوائف المسيحية بحلب بتنظيم احتفالية بمناسبة مرور 1600 عام على رقاد القديس يوحنا الذهبي الفم، حبذا لو حدثتمونا عن هذه الاحتفالية، وهل برأيكم كتب النجاح لها من حيث التنظيم وتعاون الطوائف ومشاركة الشعب المسيحي فيها؟
اسمحي لي أن أبدأ بشرح كلمة "عمل مسكوني": منذ أن جئنا إلى حلب، أي منذ حوالي ثماني سنوات، حاولنا إقامة ندوات ولقاءات ونشاطات واحتفالات مسكونية، ولعبت طائفتنا دوراً أساسياً في العمل، لأننا نرغب في العمل المسكوني. أن نعمل مسكونياً لا يعني أن نلغي طوائفنا، فعلى كل طائفة أن تحب الطائفة الأخرى من كل قلبها. العمل المسكوني لا يعني أن نمحو صفة أو صيغة كل طائفة، ولكن يلغي التعصب والحساسيات الطائفية، لذلك أكد مجمع البطاركة الشرقيين (الكاثوليك) مع مجلس البطاركة الأرثوذكس، يجب أن ينطلق العمل المسكوني من القاعدة الشعبية والرعوية. يجب أن نعمل سوية وفي النهاية هذه هي عملياً الكنيسة كلّها معاً ، ولذلك أؤمن ومعي الكهنة أيضاً، بأن تلك النشاطات هي التفسير العملي والأوضح لنكون مسكونيين مع بعضنا البعض، نكون كنيسة واحدة عملياً بغض النظر عن الجذور التاريخية وبعض الخلافات في احتفالية قزما ودميان كان لنا نشاط ملحوظ واليوم طرحنا مشروع يوحنا الذهبي الفم على مجلس المطارنة فوجد أنه مناسب جداً لأنه من واجبنا أن نكون معاً. القديس يوحنا الذهبي الفم قديس شرقي يوازي أوغسطين في الغرب، وهو مشترك بين كل الطوائف. كل المطارنة والشعب المسيحي رحبوا بهذه الفكرة وانطلقت الاحتفالية، كانت الغاية منها أولاً العمل المسكوني، وثانياً تعريفَ شعبنا على التراث العميق الروحي والعلمي والكتابي لهذا القديس. فهل نجح هذا العمل؟ إنّ أغلب النشاطات التي خُططت نفذَّت، ولكن هل هناك ضعف في التنفيذ؟ أقول نعم.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com