عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E سير قديسين

25/7/2009
القديس انطونيوس الجزء الرابع

عرضنا في الاجزاء الأولى مراحل حياة أنطونيوس الأربع: الابتداء (تنسكه بجوار منزله), التعمق (اعتزاله في قبر), النمو وهبة الأبوة الروحية (ذهابه إلى قلعة قديمة في الصحراء) وأخيرا الانطلاق إلى أبعد (الصحراء الداخلية) والرسالة: "دحض بدع الهراطقة". وقد لاحظنا ما رافق تلك المراحل من صراع في معركته ضد قوى الشر جعله ينمو شيئا فشيئا في ما نود أن نسميه التمييز الروحي وهو موضوع بحثنا في هذا المساء .   

أولا ما معنى كلمة تمييز؟

بحسب المنجد في اللغة العربية المعاصرة:

مَيَّزَ: عرف الفرق بين شيئين مختلفين, فاضل بين شيئين وفرَّق بينهما, أقام وزنا صحيحا:

"ميز بين الخير والشر", " ميز بين الضار والنافع"

تمييز: مقدرة على المقابلة وحسن الاختيار بين شيئين مختلفين بحسب كتاب الرياضات الروحية للقديس أغناطيوس دي لويولا، يتضمن التمييز عنصرين:

التمييز الروحي: حيث يختبر الإنسان تأثرات روحية كالانبساط والانقباض وحالات نفسية كالأفكار والمشاعر والرغبات والميول... فيعي ما يحياه هكذا.

تمييز الأرواح: حيث يتساءل ما هي أسبابها ومصدرها: هل هي "تصدر عن مجرد حريتي وإرادتي"؟ أم هي "تأتي من الخارج", أي من الروح الصالح أو الشرير؟ أم من الله نفسه "بدون سبب سابق"؟.

نود أولا أن نعرض "تكتيك الشيطان".ثم نعرض ثانية قراءة أنثروبولوجية (علم الإنسان) للتجارب وذلك أخيرا في سبيل الوصول إلى خاتمة.

تكتيك الشيطان
1 -
الأفكار الرديئة و القبيحة

إنها تجارب المبتدئ, وقد رأينا كيف أن الشيطان حاول إقصاء أنطونيوس في بداية مسيرته عن مقصده بتذكيره بأملاكه وبوضعه الاجتماعي السابق وأنه قد أخطأ في تركه أخته. كما ذكّره أيضا بملذات الجسد وبصعوبة الطريق الذي ينوي المضي فيه قدما. نلاحظ أن بعض هذه الأفكار هي, ظاهريا, جيدة ولكنها لا تخلو من الفخاخ.

يركّز أنطونيوس هنا على المثابرة والصلاة المتواترة بدون النظر إلى الوراء، وهو لا يندم على اختياره. في إرشاده لتلاميذه ينصح "أبو الرهبان" ببدء كل يوم و كأننا دائما في البداية. في نظره يجب العمل بمشيئة الله كل يوم, كما لو كنا نباشر العمل كل يوم, ويجب علينا أن نصلي لننال عطية التمييز,لنكتشف حيل الشيطان.

17 - يا أولادي, يجب علينا ألا نفقد حماستنا ظانين أننا عتقنا في النسك, أو أننا حققنا شيئاً عظيماً.

18 - فكما لا يجرؤ العبد على القول: إنني اشتغلت في الأمس فلن أشتغل اليوم, بل انه لا يتوقف عن العمل (...), هكذا فلنثبت في نسكنا كل يوم.

19 - لننصرف إلى حياة النسك من دون تهامل لأن الرب يتداءب معنا . 20: بما أننا ابتدأنا بالسير ووطئنا الآن طريق الفضيلة, فلنزدد جهاداً لنتقدم إلى الأمام, فلا يرجع أحد منا رأسه إلى الخلف كامرأة لوط."

2 - الرؤى الوهمية و التخيلات أو خداع الحواس

حين كُشفت لأنطونيوس حيل إبليس الذي قاومه بالأفكار, لم ييأس عدو الخير، بل هاجم الناسك بطريقة أخرى. يتحدث أنطونيوس عن التجربة التي تحمل الرغبة في الملذات الدنسة والرؤيات والصور الرهيبة, كالتي هاجمته في القبر. ولا يحتاج المتروض إلى الخوف منها, لأنه يستطيع أن يطردها برسم إشارة الصليب وتجديد إيمانه بالله. وهناك خطة يحاول الشيطان أن يستخدمها, وهي زعمه أن يتنبأ بالمستقبل. هنا الإيمان ورجاء التوبة يهزمان العدو. وبعد أن تفشل الشياطين في تلك المحاولات كلها يستنجدون برئيسهم(23) وهو يحاول أن يلقي الخوف في الذهن. لكن أنطونيوس يؤكد أن الشيطان ليس له, في الواقع, أي قدرة على تحقيق تهديداته. فعلينا أن نحتقره لأن جميع أعماله قضى عليها المسيح بنعمته. يؤكد أنطونيوس أن مزاعم الشياطين كاذبة فيما يختص بالتنبؤ. فيقول إن التنبؤ هو عطية من الله, يهبها لمن يريد.

22 - ينبغي أن نعرف أولا أن الشياطين لم يُخلقوا شياطين, لأنهم يحملون هذا الاسم, فالله لم يخلق أي شر.

 خلقهم الله صالحين, لكنهم سقطوا وابتعدوا عن الحكمة الإلهية, فأخذوا يدبون في الأرض. والآن هم يحاولون خداعنا, إذ يحسدون المسيحيين.إنهم يريدون أن يعيقونا عن الارتفاع إلى السماوات, لكي لا نرتفع إلى المكان الذي سقطوا منه. (...) وهكذا نحتاج إلى الصلاة الكثيرة والنسك, لكي نحصل من الروح القدس على موهبة تمييز الأرواح, وعلى معرفة خصائصها: أي روح أقل شراً وأي روح أكثر شراً؟ ما هو سعي كل واحد منها؟ وكيف يطرد ويهزم؟ (...) يجب على كل واحد منا أن يصلح الأخر وفقا لخبرته مع الشياطين".

3. ملائكة نور

أخيرا, كلما تقدمت النفس, تأخذ الشياطين شكل أشخاص أتقياء و كأنها ملائكة. في أحد الأيام, وقد كان أنطونيوس صائما, أتى إليه المخادع في شكل راهب حاملا إليه خبزا وهميا :

40 - (...) وكنت مرة أخرى صائما فأتى إلي ذلك المخادع كراهب يحمل في يديه خبزا خياليا ونصحني قائلا: كل وكف عن العذابات الكثيرة, أنت إنسان وسوف تمرض. لكنني أدركت حيلته, ولذلك نهضت للصلاة." أو على العكس من ذلك, فقد يشجع المخا

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com