عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الراقد على رجاء القيامة الاب منير منصور

قدس الأب منير باسيليوس منصور

الراقد على رجاء القيامة

1954. 07 . 25    _   2005. 08 . 04

كاهن رعية كنيسة المخلِّص للروم الملكيين الكاثوليك كفرياسيف

1993 _ 2005

أيها الكاهن:" فاقتدوا انتم بالمسيح كما اقتدى هو بابيه".

يقول يشوع بن سيراخ : " لا تخش قضاء الموت واذكر الذين قبلك والذين بعدك هذا هو القضاء الذي قضاه الربّ على كل ذي جسد، سواء أعشت عشر سنين أم مئة أم ألفًا فليس في مثوى الأموات توبيخ على العمر".

ويقول ابن سيراخ أيضًا:" ويل للقلوب الهيّابة وللأيدي المتراخية وللخاطئ الذي يمشي في طريقين. ويل للقلب المتواني إنّه لا يؤمن ولذلك لا حماية له. ويل لكم أيها الذين فقدوا الصّبر وتركوا الطرق المستقيمة ومالوا إلى طرق السوء".

أجل أيها القارئ الكريم، فقدس الأب منير باسيليوس منصور الراقد على رجاء القيامة مشى في طريق الحزم والجزم لأنّ لا تهاون بتعاليم رب السلام ولا محاباة ونفاق في الكنيسة وليس مهمّة الكاهن إرضاء هذا النفر أو ذاك على حساب تعاليم الرب والآباء القديسين وليس مهمّته أن يميّز بين طلب هذا الشخص أو الآخر ومعلنا انه على استعداد لتلبية كل طلب ومن ناحية أخرى يرفض الإعلان عن ... على سبيل المثال فلم يكن الراقد  هكذا بوجهين.

الراقد على رجاء القيامة كان مثل :" القاضي الحكيم يؤدّب شعبه وتدبير العاقل يكون مرتّبًا كما يكون قاضي الشعب يكون الخادمون وكما يكون رئيس المدينة يكون جميع سكانها".{ هذا يكفي دون تعليق أو تعقيب أو تبديل الألفاظ بحسب اللقب الديني أو غيره }؟!.

فكان المؤمن يدخل لبيت الرب بصمت وخشوع ويجلس بهدوء وسكينة دون همس أو وشوشة  أو غمز ودون إجراء حديث وتبادل التهاني  خلال القداس الإلهي ومن تجاسر على مثل هذه الهفوات من الكبار أو غيرهم انتهره وأدّبه عاملا بقول الكتاب المقدس:" أدب ابنه واجتهد في تهذيبه لا يسقط فيما يُخجل". والأحبة الصّغار لافتا نظر الأهل بعد القدّاس الإلهي على انفراد لعلمه بمبنى الكتاب المقدس:" دعوا الأطفال يأتون إليَّ".

بل كان النظام بكل ما للكلمة من معنى ومدلول يصطفّ المؤمنون بإيمان وورع ومخافة ونظام وهذا يشهد له القاصي والداني، لانَّ الراقد لم يتوان على التأديب والتوبيخ والتوجيه والتعليم والشرح والتفسير. وذلك لانّ الراقد آمن بقول ابن سيراخ :" ينبوع الحكمة كلمة الله في العلى ومسالكها الوصايا الأزلية.مخافة الربّ مجدٌ وفخرٌ وسرورٌ وإكليل ابتهاج. مخافة الرب تلذّ للقلب وتعطي السرور والفرح وطول الأيام".

قدس الأب الراقد على رجاء القيامة لم يكن جاهلا لا في كبيرة ولا في صغيرة كان مرجعا بالليترجيا متملّكا بمبنى القداس الإلهي يخاف الرب يحضر صباحا { قبل ساعة من بدء القداس الإلهي } باكرا لتهيئة الذبيحة الإلهية ولم تسجّل انتهاكات ليترجية لاهوتية دينية كبيرة كصغيرة البتّة طوال خدمته عاملا كقول الكتاب المقدس :" يا بُنيَّ إن أقبلت لخدمة الرب الإله فاثبت على البرّ والتقوى" فهو هكذا. وكما يقول القديس مكسيموس:" على الكاهن أن يتصوّر وهو يُكمل الخدمة انه واقف مع الملائكة في السماء أمام الله لأنه لولا مؤازرة نعمة الله لما استطاعت نفس بشريّة أن تصمد أمام نار تلك الذبيحة الإلهية الهائلة ".

كرِه النفاق وليّ الحقائق ووبّخ المنافِق ولم يشتك لأحد حين ضايقوه عاملا كقول النبي:" أرشِد قلبك واحتمل. أمِل أذنك واقبل أقوال العقل" فطوبى للراقد على رجاء القيامة الأب منير :" لأنه لم يسلك في مشورة المنافقين وفي طريق الخطأة لم يقف. وفي مجلس الساخرين لم يجلس". لأنّ المنافق المتهاون بتعاليم رب الكون والخائن لناموس الرب والنابذ الرافض لتعاليم الإله العليّ فولد :" للَّعنة ومَتَى مات فاللعنة هي نصيبه" {ابن سيراخ}. ويقول القديس مكسيموس:" يوجد بعض كهنة لا يسلكون بمقتضى القوانين والشرائع الإلهية لا قولاً ولا فعلاً ولا فكرًا لكنّهم مشغوفون بمحبّة الشرف والمجد ولا همّ لهم إلا أن يحترمهم الناس ويبجّلونهم " والراقد نقيض هذا ولم يبتغ الوجاهة وحب الظهور والخطابة بالكلام الخالي من الفحوى.

ربما البعض لم يوافق قدس الراقد على الأسلوب المواجه المباشر الحازم إلا أن مبدأ قدس الأب منير : من خطئ لم يخلص فكم بالحري الاكليريكي إن خان تعاليم رب المجد ! فعمِل كقول سفر الأمثال:" من وفّر عصاه فهو يُبغض ابنه والذي يحبه يبتكر إلى تأديبه. والذي يحب التأديب يحب العلم والذي يبغض التوبيخ بليدٌ ". أو كقول القديس مكسيموس بوصيته للكاهن:" فمن يخدم من غير استحقاق هو يهوذا ثانٍ. وهو خائن. لان داتان وابيروم قد انشقّت الأرض وابتلعتهما حيّين لأنهما تجرأا على التبخير في هيكل الرب عن غير استحقاق".

قدس الأب منير باسيليوس منصور عمل بوصية القديس مكسيموس:" الكاهن الصالح الحقيقي يجب أن يكون تقيًّا حكيما محبًّا للتّعليم والتعلّم متواضعًا ضابطا نفسه ولسانه رحيما محبًّا وعلى الخصوص للغرباء". فهو هكذا كان يتعاون بشكل كامل مع المؤمنين لما في صالح الجماعة ولم يقِف مع جماعة ضدّ أخرى لأنه لم يُقِم فئات وجماعات ولم يميّز بين هذا وذاك في إعلان خبر ما بغض النظر مَن الطالب فلم يرفض للصغير ولا لخادم الكنيسة ولم يحرّض على القيّمين على خدمة بيت الرب لمآرب شخصيّة.

ونختم:" لا تخش قضاء الموت. اذكر اوائلك وأواخرك هذا هو قضاء الرب على كل ذي جسدٍ. انه ليس في الجحيم حساب العمر".

نتضرع لرب المجد والمحبّة أن يسكن الأب الفاضل في جوار الرب ويلهمنا على تحمل المشقات كما كان الراقد على رجاء القيامة.

 

يوسف جريس شحادة

مدير عام جمعية أبناء المخلص في الأراضي المقدسة

والموقع الديني  www.almohales.org


 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com