عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

التوبة

التوبة

                         العظة الثامنة

                   للقديس يوحنا ذهبي الفم

اسمعي أيها السموات:

لهذا السبب وعلى مدى حياتي أيضاً لم استشهد لا بهارون ولا بأي واحد آخر لأنهم جميعاً مائتون ـ لهذا فأنا أدعوكِ أيها الأشياء الطبيعية لأنك باقية. لذلك صرخ إشعياء قائلاً ’’اسمعي أيها السموات وأصغي أيها الأرض‘‘ لأن موسى يوصيني (بمثاله) أن أدعوكِ اليوم.

ولكن هناك أيضاً سبب آخر: إنه كان يخاطب اليهود: أيتها السموات اسمعي لأنكِ أنتِ التي أسقطتِ المن, أيتها الأرض, أصغي لأنكِ أنتِ التي أعطيتِ السلوى. اسمعي اسمعي أيتها السموات لأنك التي جعلتِ المن يسقط, أنتِ التي جاءت فيك هذه الظاهرة فوق الطبيعية من العلا ـ تحوّلت لحقل فائض الخصوبة. أصغي أيها الأرض لأن هنا على الأرض قد تهيأت مائدة عظمية.

لم تكن الطبيعة هي التي عملت في ذلك الزمان ولكن هناك لزوم لبذل جهد فوق الطاقة لكي ينضج الحصاد. ولم يكن هناك احتياج لطّباخ ولا أيضاً لتوصيات خاصة. المن مصدر غذاء حقيقي مقدس, كان هو البديل لكل أنواع الأغذية الأخرى. لقد تناست الطبيعة ضعفها, كيف أن ملابسهم لم تبل وأحذيتهم لم تتهرأ كل ذلك كان يخدمهم.

’’أسمعي أيتها السموات وأصغي أيتها الأرض‘‘ بالرغم من كل العجائب التي لم يُسمع بها وبالرغم من هذه الإحسانات فقد أُهين الرب, لمن سأتكلم هل لكم. لكن لم يسمعني إنسان لقد أتيت ولم يوجد أحد, لقد تكلمت ولم يسمعني أحد, لذلك فإلى الأشياء غير العاقلة أوجه كلامي حيث أن ذوي العقول قد انحطوا المستوى محزن.

لهذا السبب أيضاً فإن نبياً آخر إذ رأى السلوك غير العاقل لملكهم وهو يوقد للوثن ويهين الله والكل يرتعد خوفاً فصرخ: ’’يا مذبح يا مذبح اسمعني‘‘ (1مل 13: 3) ما هذا أتخاطب حجراً أيها النبي. نعم لأن هذا الملك قد صار عديم العقل أكثر من الحجر.

’’أسمعني يا مذبح أسمعني, هذا ما يقوله الرب‘‘ والمذبح أيضاً انشق والحجر سمع وانفلق وذُرى الرماد في كل جهة. ومع ذلك فإن الملك ظلّ أصم وإزاء هذه الكلمات, إذ مد يده بشدة لكي يمسك النبي, لكن الله تدخل ويبّس يده.

أترون إحسان الله في هذا الفعل وتدركون مدى خطأ العبد؟ إن الله لم ييبّس تلك اليد من البداية. لعل مشهد المذبح المنشق يقتاد الملك إلى الصواب. وبالفعل لو لم يكن الله قد أجرى هذه المعجزة (انشقاق المذبح) لكان عفا عن الملك, لكن حيث أنه لم يقدّم سلوكه لدى رؤيته المذبح المنشق فقد صب الله غضبه عليه.

لقد رفع الملك يده ليضرب النبي فيبست تلك اليد في موضعها. هكذا انتصبت راية النصر, فلا الجنود المسلحين ولا الحرس الموجود بأعداد غفيرة استطاعوا أن يشفوا هذه الضربة, وظلت اليد يابسة تشهد بانحطاط الإثم وتعلن انتصار التقوى وتُظهر الضلال الجنوني للملك, ولكن (في نفس الوقت) تشهد بالإحسان الإلهي تجاه البشر, وهكذا لم يستطيع شيء أن يعيد الصحة إلى هذه اليد.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com