عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الكنسيات بين الشرق والغرب

الكنسيات بين الشرق والغرب

خبرة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك

المطران لطفي لحّام (البطريرك غريغوريوس الثالث حاليًا)

• انتهج البطريرك مكسيموس الخامس حكيم (بطريرك منذ سنة 1967) نهج سابقه نفسه فأكد على معنى الشركة في رسالته بعد انتخابه بطريركًا وطلب الشركة الكنسية كما كان مرعيًا في التقليد في الألف الأول من تاريخ الكنيسة إذ كان البطاركة يتبادلون رسائل الشركة، خصوصًا مع روما. وجاء جواب البابا بولس السادس العظيم متماشيًا تمامًا مع خط التقليد الشرقي القديم. كما أرسل البابا نفسه رسالة مماثلة لبطريرك السريان الكاثوليك إغناطيوس الحايك المنتخب جديدًا في السنة 1968، حيث يقول فيها: "إننا نقبل بكل حبور طلبكم الشركة الكنسية...". ولكن بكل أسف بقي ذلك كله مجرد كلام. فالشركة مع روما بقيت تعني بالنسبة للعقلية الرومانية الخضوع، وقد هضمت روما دائمًا حقوق البطاركة الملكيين (وسائر البطاركة الشرقيين) وامتيازاتهم وسلطتهم لأنها تعتبر أن هذه البطريركيات هي من صنع يديها. وهناك عدة أمور لا تزال عالقة مع روما في عهد البطريرك مكسيموس الخامس، نذكر منها:
-
في انتخاب الأساقفة، تفرض روما على المجمع البطريركي أن يقدم لها لائحة بأسماء "القابلين للأساقفية"، لكي توافق عليها مسبّقًا. وهذا يحد من حق المجمع البطريركي في انتخاب أساقفته الذي هو من مهامه الخاصة وليس من مهام روما.
-
إن سلطة البطريرك في بلاد الاغتراب محدودة جدًّا، وهذا هو موضوع الساعة حاليًّا.
-
مسألة رسامة المتزوّجين كهنة هي من صلب تقليدنا الشرقي، ولا منازعة عليها، ومع ذلك فإنّ روما تمنعنا من ممارستها في بلاد الاغتراب حيث يعيش أبناؤنا الشرقيّون ويشكلون رعايا وأبرشيات، عدد أفرادها يتجاوز نصف عدد أبناء كنيستنا عامة.
-
إن الحق القانوني الجديد (1991) الذي حل محل الحق القانوني الذي أصدره البابا بيوس الثاني يحدّ كثيرًا من السلطة البطريركية.

 • لقد نازع جميع البطاركة والأساقفة تقريبًا روما في مفهوم الكنسيات. ورغم ذلك فإن الكنيسة الملكية بقيت وستبقى مخلصة للشركة مع روما.
 
تُظهر لنا خبرة الكنيسة الملكية شؤون الكنسيات بين الشرق والغرب وشجونها، إذ فيها تندرج العلاقات بين الكنائس المحلية، بما فيها كنيسة روما، ككنائس أخوات، وفيها تظهر كيفية تحقيق أولية روما والحفاظ على استقلالية الكنائس الأخرى، وكيفية خلق تناغم كنسي في مختلف الأمور...
 
بهذا المعنى صرّح هرفيه لوغران قائلاً: "إننا ندرك تمامًا أن العقبة الكبرى في طريق الحركة المسكونية هي موضوع البابوية. لقد قال الكردينال فيلبراندس بهذا الشأن في السنة 1975: "إن الفرصة الكبرى التي يمكننا أن نمنحها للحركة المسكونية مستقبلاً هي بلا شك المفهوم الكنسي المعمّق للشركة. وفي الواقع، فإن لاهوت الشركة بقي أسير مسألة الأولية-الجماعية، الغربية في المجمع الفاتيكاني الثاني. وقال الأب روبير أيضًا: "لا تزال الكنيسة الرومانية الكاثوليكية غير مستعدة لقبول مفهوم (الشركة) بين كنائس مستقلة في الشرق". وأنا أقول إن الكنيسة الكاثوليكية لا تزال غير مستعدة للمضي قدمًا في موضوع "الكنائس- الأخوات" الذي طُرح في المجمع الفاتيكاني الثاني!...تقتضي هذه التسمية في الواقع تغييرًا جذريًّا في العلاقات بين الكنائس، لأنها تعيد إلى الأذهان مبدأ الأخوّة الذي فقدته لمدة طويلة. وكما يقول لوغران: "لا تستطيع كنيسة روما أن تنصّب نفسها ‘أمًّا ومعلمة (Mater et Magistra) لكنيسة الشرق، فهي فقط أخت لها. وهذه فعلاً هي الطريقة التي  يقترحها البابا يوحنا بولس الثاني على بطريرك القسطنطينيّة ديمتريوس الأول إذ يقول: "إني أسأل الروح القدس أن يهبنا نوره الإلهي وأن يُنير جميع الرعاة واللاهوتيين في كنائسنا، علّنا نستطيع أن نصل معًا إلى الصيغة التي تجعل من الوظيفة (البطرسية) خدمة محبة يعترف بها كلا الطرفين". يؤكّد لوغران أن التعابير التي يستعملها قداسته لا تخرج عن نصوص المجمع الفاتيكاني الأول، يقول: "عبّر المجمع الفاتيكاني الأول عن نواياه البليغة بالنسبة إلى أولية الولاية الجامعة بطريقة جلية واضحة عندما قال إن علينا أن نفهم هذه التحديات في ضوء إيمان الكنيسة الجامعة القديم والمستمر، والمعبّر عنها في شهادة، أعمال المجامع المسكونيّة والقوانين المقدّسة، والتي عاشتها الكنيسة باستمرار من خلال عرفها، وترجمتها في إعلانات المجامع المسكونيّة، خصوصًا تلك التي كان يلتقي فيها الشرق مع الغرب في وحدة الإيمان والمحبة. فالمجمع الفاتيكاني الأول نفسه يعتمد مقاييس تقليد الكنيسة القديمة ومجامعها، وبالتالي يتحتّم علينا أن نفسّر مقولاته في أفق الكنيسة القديمة ومعطياتها. بهذا المعنى يمكننا أن نقول إنّ الكنيسة الكاثوليكيّة بحوارها مع الأرثوذكس لا يمكنها أن تفرض تفسيرها الخاص بها للأولية الرومانيّة وذلك تحت طائلة خيانة مقاييس المجمع الفاتيكاني الأول نفسه. فطريق الحوار حول الأولية وحول المجمع الفاتيكاني الأول ليس مسدودًا إذًا، ولا بدّ لنا من تفسيره بالتوافق مع مجمع فلورنسا، بل بالتوافق مع قوانين سرديقا التي تعترف لأسقف روما بإمكانيّة استشارة حَكَم آخر عندما يلجأ إليه، وهكذا فإن سلطة البابا الحقيقيّة تُستمد من الشركة. بهذا الروح يترتب علينا أن نفسّر سويّة مضمون أوليّة البابا في الكنيسة".

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com