عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

احد جميع القديسين _من كتاب إنجيلك نور لحياتي

الأحد الأوّل بعد العنصرة: أحد جميع القدِّيسين

تعليق
من كتاب إنجيلك نور لحياتي
سنكسار أحد جميع القديسين

إنَّ آباءنا الإلهيين أمرونا أن نكمّل هذا العيد بعد انحدار الروح القدس. كأنهم يوضحون لنا بطريقةٍ ما، وهي أن حضور الروح الكلّي قُدسه قد فعل بواسطة الرسل هذه الأفعال مقدّساً ومحكِّماً الذين هم من عجنتنا ومقيماً إياهم كي يملأوا تلك الطغمة الملائكية الساقطة ومرسلاً إياهم لله بالمسيح. بعضهم بالشهادة والدم وبعضهم بالسيرة المفضّلة والتصرّف. وصارت أشياء تفوق الطبيعة، فالروح انحدر بشكل نار مع ان له الميل إلى العلو طبعاّ. وأما التراب وعجنتنا فصعدوا إلى العلى اللذان لهما طبعاً الميل إلى أسفل. أما قبل مدّة، فإن الجسد المأخوذ لكلمة الله والمتألِّه، قد ارتفع وجلس عن يمين المجد الأبوي. وأما الآن فإنّه يجذب جميع المؤثرين، نظيرَ الرعد، وبهذا أظهر كلمة الله أفعال المصالحة، وما هي الغاية المقصودة من حضوره بالجسد إلينا وتدبيره. وهكذا قد يقتاد إلى محبة الله والاتحاد به الذين كانوا قبلاً مُقصَين أي الشعب الغير المحافظ من الأمم، بتقديم الطبيعة البشرية بعض النجوم المعتبرين فيها بطريقة سامية. فإذن لهذا المعنى نعيّد هكذا عيد جميع القديسين.
ولمعنىً ثانٍ، من حيث إن كثيرين ارضوا الله بالفضيلة القصوى وهم غير مُسمَّين عند الناس لأجل أمر من الأمور البشرية، لكنهم قد حازوا مجداً كثيراً عند الله، أو لأنَّ كثيرين تصرَّفوا بما يختص بالمسيح في الهند ومصر والعربية وبين النهرين وفريجية وفي النواحي العالية من بحر الجُزر وأيضاً في كل نواحي المغرب إلى جُزر يريطانيا، وأقول على الإطلاق في المشرق والمغرب ولم يتيسَّر إكرامهم كلهم كما يجب، لأجل عدم المعرفة بهم، كما اعتادت الكنيسة، لكي ننال من قِبَلهم كلهم معونة وغوث، في أي مكان من الأرض أرضوا الله. وأيضاً على حسب ظنّي، انه لأجل العتيدين أن يصيروا قديسين، قد فرض الآباء الإلهيون أن نعيّد عيد جميع القديسين، مكرّمين ومحتوين جميع الأولين والآخرين الطاهرين وغير الطاهرين (جميع الذين سكنهم الروح القدس وقدَّسهم) أو لمعنىً ثالث. انه وجب أن القديسين الذين يُعيَّد لهم في كل يوم على انفراد، أن يُجمَعوا في يوم واحد، كي يظهر أنهم جاهدوا عن مسيح واحد وجميعهم اسرعوا ركضاً في ميدان الفضيلة ذاته وهكذا كلّهم كعبيد إله واحد تكلَّلُوا بواجب وأنّ هؤلاء أقاموا الكنيسة وكمّلوا العالم العلوي محرّكين إيانا أن نكمّل الجهاد نظيرهم، الذي هو كثير الأنواع ومختلف بمقدار ما عند كل أحد من القوة وأن نسرع بكل نشاط.
لهؤلاء القديسين جميعهم الذين منذ الدهر عمَّر الملك لاون الكلّي الحكمة، الدائم الذكر، هيكلاً عظيماً نفيساً قرب هيكل الرسل القديسين بداخل القسطنطينية. وكما زعم البعض أنه أولاً كان قد عمَّر هذا الهيكل لامرأته الأولى ثاوفانو، لأنها أرضت الله للغاية. والأمر المعجز هو أنها كانت فيمَا بين القلق والانزعاج، وداخل القصور الملكية. فعندما كشف الملك للكنيسة ما قصده، رفضت الطاعة لإرادته أولاً، لأنها عرفت أمر الملك وثانياً لكونها احتسبت أنه ليس من الواجب أن تكرّم هكذا من الكنيسة التي كانت منهمكة أمس وأول من أمس بالخيالات الملوكية، حتى إنها تتجمَّل بهيكل عظيم الاحتفال، بديع الجمال، من دون أن يمنح لها الزمان الكرامة والاحترام. ويظهر أنها أرضت الله. فالملك الجزيل الحكمة برضى الكنيسة بأسرها أوقف هذا الهيكل الذي بناه لجميع القديسين الذين هم في كل أصقاع الأرض قائلاً: إن كانت ثاوفانو قديسة فلتعيِّد مع هؤلاء جميعهم.
وأمّا أنا فأظنّ أنه هذا هو سبب البدء بأن يُعيَّد هذا العيد، مع أنه كان أولاً. فلهذا المعنى وضع في آخر التريوديون، ليكون لجميع الأعياد غلُقاً كالسياج. لأنه وإن كانت الكنيسة منذ الابتداء ابتدأت بحسن النظام والترتيب رويداً رويداً، وأُتقنَت جيداً وكما يجب. لكنه في أيام هذا الملك، بلغَت الكمال وترتَّبت، كما هي عليه الآن من النظام والترتيب. وأما التريودي، فلكي أتكلم باختصار فانه يحتوي داخله مخبّراً بترتيل جميع ما عمله الله لأجلنا بألفاظ يُعتجز نعتها. وعن سقوط الشيطان من السماء بسبب معصيته الأولى. وعن نفي آدم وتعدّيه الوصية وعن تدبير كلمة الله بأسره الصائر لأجلنا. وكيف أننا صعدنا أيضاً إلى السماء بوساطة الروح القدس، وأننا قد ملأنا تلك الطغمة الساقطة النت قد تُعرف بوساطة جميع القديسين.
وليُعلَم أننا نعيّد الآن لجميع ما قدَّسه الروح القدس بعطيةٍ صالحة. وهذه العقول الفائق سموُّها المقدسة. هي التِسع طغمات الأجداد ورؤساء الآباء والأنبياء، والرسل الأطهار والشهداء، ورؤساء الكهنة والشهداء الكهنة الأبرار والأبرار الصدِّيقين وجميع مصافّات النساء القديسات وجميع القديسين الآخرين الذين لا أسماء لهم. وليكن معهم المزمعون أن يصيروا أخيراً. وقبل الكلّ وفي الكلّ ومع الكلّ، قديسة القديسين الفائقة القداسة والفائقة على كل قياس بزيادةٍ من الطغمات الملائكية مولاتنا وسيدتنا والدة الإله مريم الدائمة البتولية.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com