عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E أخبار الرعايا

الاحد السادس _ يوسف جريس شحادة

وقفة مع الأحد السادس للأعمى

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف

في القداس الإلهي تكون الخدمة :

+ الانديفونات والايصوذيكون للفصح

+ بعد الايصودون الطروباريات الثلاث للأحد

+ شفيع الكنيسة

+ قنداق الفصح ثم قدوس الله _التريصاجيون.

+بعد "خاصة الخ" " إن الملاك " "جسد المسيح الخ " " المسيح قام الخ" " ليكن اسم الرب".{ راجع :التيبيكون ص 261 وطريق الأمان لأبناء الإيمان ص 945 ، إلا أنّ بعض الكهنة في الكنيسة الكاثوليكية يصرّون على :" انتم الذين عوضا عن التريصاجيون، بادعاء انه في كتاب الليترجية الإلهية 2002 ومن باب الإنعاش يجوز استبدال التريصاجيون ب "انتم الذين "، أي يجوز، وبالنسبة لقضية الإنعاش سننشر قريبا عرضا موسعا للسؤال: هل القداس بحاجة للإنعاش والانتعاش؟! وهل يجوز للكاهن إضافة أو شطب ما يحلو كما هو الحال أحيانا.}

مقدمة:

في يوم الأحد الموافق 2010 _05_ 09 نقرأ إنجيل يوحنا المقدس { 38 _1 :9} وستكون لنا وقفة مع الإنجيل المقدس واستعنّا في المصادر التالية:

+ بهجة الفؤاد في تفسير أناجيل الآحاد و تفسير الكتاب المقدس من إنجيل متى إلى أعمال الرسل وعظات الذهبي الفم}.

لم يرد في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد تفتيح عيني مولود أعمى على حدّ علمنا، سوى في هذا الإصحاح، ولكن ورد عن عطية النظر للعميان كأحد أعمال الرب { أش 18 :29 }:"وفي ذلك اليوم يسمع الصمّ أقوال الكتاب وتبصر عيون العمي بعد الديجور والظلام"وأيضا  {أش 5 :35 }:" حينئذ تنفتح عيون العمي وآذان الصمّ تتفتَّح".و نص اشعياء { 7 _6 :42 }:" أنا الرب دعوتك لأجل البرّ وأخذت بيدك وحفظتك وجعلتك عهدا للشعب ونورا للأمم. لكي تفتح العيون العمياء وتُخرج الأسير من السجن والجالسين في الظلمة من بيت الحبس" وما أروع نص المزمور { 8 :145_146 }: " الربّ يفتح عيون العميان.الربُّ يقوّم المنحنين.الربُّ يحبّ الصديقين".

إن هذه الاستشهادت لبنة إضافية من النبوات التي تحققت برب المجد الذي يفتح الأعين الداخلية للقلب مع العيون الجسدية الجسمية.

ومع هذه الأهمية للآية إلا أن الانجيلي يوحنا لم يذكر لنا اسم الأعمى ولم يورد تفاصيل كثيرة عنه وهدف الانجيلي ليس إبراز ما في الآية من معجزة لا بل إظهار تمتع الخليقة بعمل الرب المسيح في حياتهم وأفكارهم.

وما هو الرمز من استخدام التراب ؟ ليؤكد الرب انه الخالق المخلّص وطلبه من الأعمى الاغتسال في بركة سلوام ليؤكد الحاجة إلى مياه المعمودية.

من خلال هذا العمل يمكن أن نوجز:

+ إن هذا الشخص هو يسوع المسيح الرب { 11 :9 }.

+ انه نبي { 17 :9 }.

+ إنسان من عند الله _  الله متجسد {33 :9 }.

+  ابن الإنسان السماوي { 35 :9 }.

+ مستحق للسجود والعبادة بكونه الرب له كل المجد { 38 :9 }.

وقفة مع النص المقدس:

+ 1 :9 :" وفيما هو مجتاز رأى رجلا أعمى منذ مولده _ ولادته ".

لم يذكر الانجيلي أين مجتازا ولا أين يذهب، كان معروفا في المدينة انه مولود أعمى والرب تطلع إليه كما في اشعياء :" إني اعتلنت لمن لم يسالوا عني ووُجدت ممن لم يطلبوني.قلت هاءنذا هاءنذا لأمةٍ لم تدعَ باسمي" {1 :65 }.

إن هذا الأعمى هو الجنس البشري،لان هذا العمى وجد له موضعا في الإنسان الأول بالخطيّة فان كان عدم الإيمان هو عمى، والإيمان استنارة وحتى الرسول الذي ينسب نفسه لعائلة الأنبياء يقول :" الذين بينهم تصرّفنا نحن كلنا حينا في شهوات أجسادنا عاملين مشيئات الجسد والأفكار وكنّا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين"{ أف 3 :2 }فان كان الشر قد وجد له جذوره فينا، فان كل إنسان ولد أعمى ذهنيا لأنه إن كان يرى فعلا فلا يحتاج إلى قائد. وان كان يحتاج إلى من يقوده وينيره، فهو إذن أعمى منذ مولده{القديس اغسطينوس }وقد أغفل البشير وصف العينين العمياوين لان مجرد قوله "اعمى منذ ولادته" من شانه ان يمثل هذه الاعجوبة.

+ 2 :9 :" فسأله تلاميذه قائلين، يا معلم: من أخطا هذا أم أبواه حتى ولد أعمى".

لماذا سال التلاميذ عن علة ولادته أعمى؟! وهل خلفية السؤال  {يو 14 :5 }:" وبعد هذا وجده يسوع في الهيكل فقال له ها انك قد عوفيت فلا تخطأ بعد لئلا يصيبك أعظم" {لمّا شفى الرب المفلوج} ولكن الأعمى هو من ولادته فهل اخطأ والداه؟! وأيضا هذا لا يجوز أن يقال ولمَ؟ لان الطفل لا يتكبّد العقوبة من اجل أبويه، وحيرة التلاميذ بالسؤال يعود لنصّي حزقيال {20و4 :18 }:" النفس التي تخطا هي تموت.الابن لا يحمل إثم الأب والأب لا يحمل إثم الابن. بر البار عليه يعود ونفاق المنافق عليه يعود. وارتباك التلاميذ انه كيف يكون قد اخطأ قبل ولادته؟ وما ذنبه هو ما دامت الخطية ارتكبها احد الوالدين؟ أي أية عاهة نتيجة لخطيئة.

إن العلامة اوريجانوس يعتقد أن نفس الإنسان قد تكون أخطأت قبل أن تلتحف بالجسد ويعتقد البعض على نص التكوين  { 22 :25 }:"وازدحم الولدان في جوفها فقالت إن كان الأمر هكذا فما لي والحمل ومضت لتسال الربَّ".

إذا ما قاله التلاميذ لم يكن من وحي خيالهم، بل كان تعليما راسخا متأصلا في أذهان الكثير من اليهود.

+ 3 :9 :" أجاب يسوع : لا هذا اخطأ ولا أبواه، لكن لتظهر أعمال الله فيه".

جواب الربّ ليوجه أنظار التلاميذ إلى عناية الله الخارقة الفائقة فقد سمح بالعمى لكن يهب هذا المولود أعمى البصيرة الروحية، ولكي يشهد للحق الإلهي أمام الزعامة اليهودية آنذاك.

وبجواب الرب لم يحدد إن اخطأ الأعمى  أم لا ولا أبواه! ومعاناة هذا الأعمى ليس بسبب خطية ما، هو أو والداه  وما يليق بالتلاميذ كما بالمؤمنين أن ينشغلوا بأسرار الله ومجده.

المؤمن لم ينال وعدا بالا يحل به ضيق أو الم وقال بولس الرسول:" فقال لي تكفيك نعمتي لان القوة تكمل في الوهن فبكل سرور افتخر باوهاني لتستقر في قوّة المسيح"{ 2 كو 9 :12 }.

إن ولادته أعمى لم يكن ذلك عن خطأ فيه بل للتأجيل من اجل صنع المعجزة :" لا هذا اخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه"فإننا جميعا حين ولدنا كنا مرتبطين بالخطية الأصلية ولم نولد عميانا ولكن ولدنا عميان! والقصد عمى القلب ولكن الرب يسوع الذي خلق الاثنين يشفي الاثنين.

وقول الرب يسوع { 3 :9 } ليس مبرئا لأبويه من الخطايا ولا يجوز أن يعاقب احد إذا أخطا آخر، استنادا لقول  حزقيال النبي { 4 _1 :18 }:" وكانت إلي كلمة الرب قائلا: ما بالكم تتمثلون بهذا المثل على ارض إسرائيل قائلين الآباء أكلوا الحصرم وأسنان البنين ضرست. حيٌّ أنا يقول السيد الرب لا يكون لكم من بعد أن تتمثلوا بهذا المثل في إسرائيل. إن جميع النفوس هي لي. كمثل نفس الآب مثل نفس الابن كلتاهما لي . النفس التي تخطأ هي تموت" وسفر الشريعة {تث 16 :24 }:" لا تُقتل الآباء بالبنين ولا تُقتل البنون بالآباء بل كل امرئ بذنبه يقتل". ربما سائل يسال عن قول النبي موسى في الخروج { 5 :20 }:" لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ لاني أنا الربّ إلهك اله غيور افتقد ذنوب الآباء في البنين إلى الجيل الثالث والرابع من مبغضي " هذا الأمر ليس كلّي شامل، لأنه قيل عن أناس من الذين خرجوا من مصر. وان قلنا لماذا يعاني من اجل مجد الله؟ كما أسلفنا! أي ظلم هذا؟ لقد نال نفعا بعماه، إذ نال شفاءً لبصيرته الداخليّة! فشر الحياة الحاضرة ليست شرا ولا  الخيرات هي صلاح ،الخطيئة وحدها هي شرّ، أما العجز فليس شرًا.

والقديس جيروم { رسالة رقم 1 :68 } يقول إن القديسين يصابون بأمراض وآلام وان ظننت أن عماك سببه الخطيّة قانت تحسب اسحق خاطئا وتتهم يعقوب بالخطية الذي اظلم نظره :" وكان بعد هذه الأمور إن قيل ليوسف ا ن أباك مريض فاخذ معه ابنيه منسى وافرائيم" { تك 1 :48 }. مع انه بعينه الداخلية استطاع أن يرى المستقبل وان المسيح الرب قادم :" ثمّ دعا يعقوب بنيه وقال اجتمعوا لأنبئكم بما يكون لكم في آخر الأيام" { تك 1 :49 } :" إنّه لقد اخذ عاهاتنا وحمل أوجاعنا فحسبناه ذا  برص مضروبا من الله ومذللا. جُرح لأجل معاصينا وسحق لأجل آثامنا فتأديب سلامنا عليه وبشدخه شفينا"{اش 5 _4 :53 }

+ 4 : 9 :" ينبغي أن اعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار، يأتي ليل حين لا يستطيع احد أن يعمل".

إنها لحظة الكشف عن شخص السيد المسيح انه نور العالم وليس لإبراز قدرته على صنع العجائب بل ليمارس أعمال أبيه مُرسله ويمكن تلخيص الآتي:

+ جاء الرب يسوع لمهمة عمل تحقيق إرادة أبيه.

+ ممارسة عمل الآب كما يؤكده إنجيل يوحنا.

+ من نابع محبته والوحدة مع الاب يقول "ينبغي أن اعمل".

+ يعمل ما دام نهار ،وهبنا الله النهار للعمل:" تشرق الشمس فتنحاز وفي مآويها تربض.يخرج الإنسان إلى عمله والى خدمته حتى المساء"{مز 23 _22 :104 }.

+ دعوتنا للعمل به ومعه :" فإنّا نحن عاملون مع الله وانتم حرثُ الله وبناء الله" { 1 كو9 :3 }.

+ لفظة نهار هنا تدل على مدة أيام حياته في العالم كما تدل لفظة "يومي " على ذلك أيضا {يو 56 :8 }

+ لفظة "ليل" عنى بها موته الجسدي وانفصاله كانسان عن هذا العالم { يو 35 :12 .

وقول الرب:" لا يستطيع احد أن يعمل" بمعنى انه لا يعود يوجد إيمان ولا أعمال ولا توبة

+ يو 5 :9 :" ما دمت في العالم فانا نور العالم".

عمل الرب في النهار أي ما دام يمكننا أن نتمتع بأعماله الخلاصية ويقول القديس امبروسيويس، قال هذا لنؤمن بأنه يتحدث عن التجسد، انه في هذا العالم إلى حين ولكنه بكونه الله يوجد في كل الأزمنة  { مت28 :20 } والعلامة اوريجانوس { عظة إنجيل يوحنا 268 _267 :1 } يلقب " نور العالم " لأجل عمله ويدعى القيامة إذ ينزع عن الذين يقتربون إليه بإخلاص ما هو ميت ويقيم فيهم الحياة، وان كنا بالشركة معه نقوم ونستنير.ويسهب القديس اوغسطينوس بالتمييز بين الليل والنهار:

+ إن الرب هو النهار،وأعطى للأعمى أن يغسل عينيه في النهار ليرى النهار.

+ سيكون ليل من نوع ما، هو عدم معرفة الشخص حيث لا يكون بعد المسيح.

+ ليل الأشرار ولمن لا يعمل مشيئة الرب{ مت 27 :16 }.

+ 6  :9 :"  قال هذا وتفل على الأرض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الأعمى".

إن الطين يفسد العين السليمة، فكيف شفاه بالطين؟ ولماذا لم ينتظر الرب لينقضي السبت ليشفيه؟

+ إن الربّ يعمل بحسب فكره الإلهي وهو ربّ السبت والسبت من اجل الإنسان وليس الإنسان من اجل السبت.

+ يعلمنا أن لا نؤجل عمل الخير.

+ صنع من التفل طينا وطلى عينيه بيديه ليؤكّد سر القوّة في المسيح الرب وفي عمل يديه.

+ عندما أراد الرب أن يشفيه نزع عماه بأمر يزيد العمى، إذ وضع طينا {يوحنا الذهبي الفم عظاته 27 :67 }.

+ اخذ التراب_ وذلك بنفس الطريقة هو يخلق آدم.

+ لمَ لمْ يستعمل الرب الماء في الطين بل تفل _لعابه؟ لكي لا ينسب الشفاء إلى الينبوع، بل لكي تعرف أن القوة الظاهرة من فم الرب هي التي أبدعت وفتّحت عيني الأعمى.

والقديس افرام السرياني قال: برهن لهم بالعمل انه ابن ذاك الذي شكّلت يداه آدم الأول من التراب.

+ 7 :9 :" وقال له:اذهب واغتسل في بركة سلوام الذي تفسيره مرسل، فمضى واغتسل واتى بصيرا".

سلوام _شيلو _شيلوح שלוח " عبارة عن ينبوع تحت حصون أورشليم نحو الشرق ويرى البعض أن سلوام هي نفسها "عين روجِل المذكورة في يشوع { 7 :15 }:" ويصعد التخم إلى دبير من وادي عكور ويتوجه شمالا نحو الجلجال الذي قبالة عقبة أدميم التي على جنوب الوادي ويمر إلى مياه عين شمس وتأخذ منافذه إلى عين روجل".

كانت هذه البركة تستمد مياهها من ينبوع صادر عن جبل صهيون ومياه الهيكل :" فلتعجّ مياهها وتجش ولترجف الجبال بطمُوّها .مجتري النهر تفرّح مدينة الله قدس مساكن العليّ" { مز5 _4 :45 } وهذه المياه شافية :" وكلّ نفس حيّة تزحف حيث يبلغ النهر تحيا ويكون السمك كثيرا جدا لانّ هذه المياه قد بلغت إلى هناك فكل ما يبلغ إليه النهر يُشفى ويحيا"{ حز 9 :47 }.

إن الرجوع للعبارة العبرية تفسر النص " الذي تفسيره مرسل " العبارة باللغة العبرية " שלח " وذلك:

+ ان المياه مرسلة من عند الرب لأجل استخدام المياه في المدينة.

+ مياهها {البركة} كانت ترسل خلال قنوات لجهات متباينة.

+ يشير الاسم لنبوّة يعقوب  "حتى يأتي شيلون"{ انظر أعلاه تك 1 :49 }.

+ الرب المسيح المتجسد المرسل هاءنذا مرسل ملاكي فيهيئ  الطريق أمامي وللوقت يأتي إلى هيكله السيّد الذي تلتمسونه وملاك العهد الذي ترتضون به. ها انه آتٍ قال رب الجنود" { ملاخي 1 :3 }.

+  يكرر الرب المسيح في إنجيل يوحنا أن الآب قد أرسله.

+ الرب يرسل كل ذي نفس محتاجة للاستنارة لتذهب إليه إلى سلوام الروحية لان المسيح الرب هو الصخرة الروحية :" وكلهم شربوا شرابا روحيا واحدا فإنهم كانوا يشربون من الصخرة الروحية التي كانت تتبعهم والصخرة كانت المسيح" {1 كو 4 :10}.

+ طاعة الأعمى جديرة بالإشارة فلم يسأل لمَ الماء؟ وان كانت الحاجة لسلوام فلمَ الطين؟ فقد هيّأ نفسه لأمر واحد: وهو الطاعة.

+ بركة سلوام تشير للمعمودية وانه اعتمد بالمسيح والعصر المسيحي:" إذ قد رذل هذا الشعب مياه سلوام الجارية بسكون وفرح بِرَصِينَ وبابن رمليا" {اش 6 :8 }.

+ ورجع الأعمى يرى ما لا يُرى كما تنبأ اشعياء النبي:" أصوات رقباؤك .قد رفعوا أصواتهم وهم يرنمون جميعا لأنهم ينظرون عيانا حين يرجع الرب إلى صهيون"{ 8 : 52 }.

+ ولماذا أرسل الأعمى لبركة سلوام؟ ولمَ لمْ يعمل السيّد الرب هذا العمل على التوّ؟ ليُعرف إيمان الأعمى ويُبكم مكابرة الناس ويروه والطين على عينيه ليجتذب الناظرين إليه وهؤلاء شهودا بطرق مختلفة.

والقديس اوغسطينوس { عظات إنجيل يوحنا 2 :44 } يرى في صنع الطين بالتفل إشارة إلى أن الكلمة صار جسدا.

+ 10 _8 :9 :" فالجيران والذين كانوا يرونه قبلا انه كان أعمى قالوا : أليس هذا هو الذي كان يجلس ويستعطي؟آخرون قالوا: هذا هو وآخرون انه يشبهه،وأما هو فقال: إني أنا هو فقالوا له كيف انفتحت عيناك".

ذُهل الجيران لان شفاء أعمى منذ الولادة لأمر مستحيل حسب الفكر البشري ولكن الرب جاء لخلاص الكل. ومن قال " هذا هو " لربما هم الذين عاينوا ما حدث معه ومن لم يصدّق "انه يشبهه " لان تفتيح عينيه أعطاه شكلا مغايرا.

والسؤال كيفية الشفاء: لكي يتعرّفوا على صانع المعجزة كما يقول المزمور { 2 :110 }:" أعمال الرب عظيمة مدبّرة طبقًا لكل مراده بها".

+13 _11 :9 :" أجاب ذاك وقال: إنسان يقال له يسوع صنع طينا وطلى عيني،وقال لي :اذهب إلى بركة سلوام واغتسل،فمضيت واغتسلت،فأبصرت فقالوا له أين ذاك؟ قال لا اعلم.فاتوا إلى الفريسيين بالذي كان قبلا أعمى".

بكل بساطة قدّم الحقيقة ومبشّرا بالنعمة وصار معترفا وسؤالهم لأنه،كسر السبت والناموس ومسرّة الرب بالعطاء المجاني دون شكر أو مديح وان عاتب على عدم الشكر فمن اجل الآخرين إذ يريدهم شاكرين فرحين مسبّحين. وتواضع الرب يظهر بعدم سَيره مع من شفاه لأنه لم يطلب أن يحصد مجدا.

وعوضا عن لقاء الرب للتمتع به ذهبوا بالأعمى كأنه مشترك بجريمة وربما عبارة " الفريسيين " تعني هيئة منبعثة عن مجمع السنهدرين.

+ 16 _14 :9 :" وكان سبت حين صنع يسوع الطين وفتح عينيه .فسأله الفريسيون أيضا كيف أبصر.فقال لهم:وضع طينا على عيني واغتسلت، فانا أبصر فقال قوم من الفريسيين: هذا الإنسان ليس من الله،لأنه لا يحفظ السبت.آخرون قالوا: كيف يقدر إنسان خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات؟ وكان بينهم انشقاق".

سال الفريسيون بهدف إيجاد علّة يشتكون بها على شخص الرب. دون اضطراب ودون مخالفة لأقواله الأولى أجاب الاعمى_المبصروهنا يستخدم عبارة " وضع طينا "ولم يقل "صنع طينا " ولِم يقل " قال اغتسل" لمَ؟ لم يرد أن يذكر في مجمع رسمي شهادة تدينه وتدين الرب. فكيف رأى الرب يصنع طينا وهو أعمى؟ وصنع الطين عمل وبهذا فيكسر السبت ولنفس السبب اغفل " قال لي " ولكن بكل جرأة إيمان قال: "اغتسلت ". والانشقاق لمن يعمل بالمجد الباطل والانشقاق بين القضاة أنفسهم لان بحسب الشريعة اليهودية{ جمارا 14 } إن من يضع دواءً داخل العين في يوم السبت يحسب خطية. إن حفظ السبت من كان بلا خطية وهذا هو السبت الروحي وهذا ما امرنا الله :" وسبعة أيام تُقربون وقيدة للرب وفي اليوم السابع محفل مقدّس عمل خدمة لا تعملوا" { لا 8 :23 قارن يو 34 :8}.

+19 _17 :9 :" قالوا أيضا للأعمى :ماذا تقول أنت عنه من حيث انه فتح عينيك؟فقال:إنه نبي فلم يصدق اليهود عنه انه كان أعمى فأبصر، حتى دعوا أبوي الذي أبصر.فسألوهما قائلين :اهذا ابنكما الذي تقولان انه وُلد أعمى، فكيف يبصر الآن".

الهدف إيقاع الأعمى بالفخ ليفكر أن يسوع هو المسيح.خيّب ’مالهم فقال:" انه نبي" مثل المرأة السامرية {انظر يو19 :4 }وخاف الفريسيون كما ورد في دانيال {24 :9 }:" إن سبعين أسبوعا حددت على شعبك وعلى مدينة قدسك لإفناء  المعصية وإزالة الخطية وتكفير الإثم والإتيان بالبر الأبدي واختتام الرؤيا والنبوءة ومسح قدوس القدوسين".

والقصد من عبارة " اليهود " السلطات الدينية ولعدم إيمانهم بالشفاء استدعوا والديه وصيغة السؤال للوالدين " تقولان " يحمل الشك واتهام الأهل كأنهما يدعيان انه أعمى.

24 _20 :9 :" أجابهم أبواه وقالا: نعلم أن هذا ابننا وانه ولد أعمى. وأما كيف يبصر الآن فلا نعلم،أو من فتح  عينيه فلا نعلم. هو كامل السن اسألوه،فهو يتكلم عن نفسه.قال أبواه هذا، لأنهما كانا يخافان من اليهود،لان اليهود كانوا قد تعاهدوا انه إن اعترف احد بأنه المسيح يخرج من المجمع. لذلك قال أبواه: انه كامل السن اسألوه.فدعوا ثانية الإنسان الذي كان أعمى،وقالوا له:أعط مجدا لله،نحن نعلم أن هذا الإنسان خاطئ".

أجاب الأهل دون خجل وتصرفهما نوجزه بنص الأمثال :" خَشية البشر تلقي في شركٍ والمتكل على الرب يُجعل في معقل" { 25 :29 }.

إن الطرد من المجمع _العزل عن الجماعة المتعبدة بالعبرية "نيدوي _נידוי : تحريم، مقاطعة  نبذ من المجتمع بسبب مخالفة كبرى. واللفظة الأخرى "حيرِم _ חרם :مقاطعة أو حظر.

والاعتراف بالمسيح ارتداد عن الإيمان اليهودي وبذلك لا ينسب لشعب الله ويحرم من العبادة مع الشعب وينظر إليه كاسِر الشريعة وتصادر ممتلكاته.

اعتراف الأهل بسؤالين من ثلاثة: هل هو ابنهما؟ وهل ولد أعمى؟ وكيف أبصر؟ فلم يجيبا على السؤال الثالث.

استدعاء المبصر _الأعمى ثانية لينطق بالحق واستخدام عبارة " أعط مجدا لله " أرادوا أن يتشبهوا بيشوع.

=30 _25 :9 :" فأجاب ذاك وقال: أخاطئ هو لست اعلم،إنما اعلم شيئا واحدا إني كنت أعمى والآن أبصر فقالوا له أيضا: ماذا صنع بك؟كيف فتح عينيك؟ أجابهم : قد قلت لكم ولم تسمعوا ،لماذا تريدون أن تسمعوا أيضا العلكم انتم تريدون أن تصيروا له تلاميذ فشتموه وقالوا: أنت تلميذ ذاك وأما نحن فإننا تلاميذ موسى ونحن نعلم أن موسى كلمة الله وأما هذا فما نعلم من أين هو. أجاب الرجل وقال لهم:إن في هذا عجبا إنكم لستم تعلمون من أين هو،وقد فتح عينيّ".

نطق بالحق دون رياء. كنت أعمى والآن أبصر كما يقول بولس {اف 8 :5 } ولست أقول شيئا في صالح هذا الشخص ورد عليهم بسؤال كان كانوا يريدون أن يتتلمذوا له بكل قوة قال إجابته وهكذا الحق قوي والباطل ضعيف ورتّب نفسه من تلاميذ الربّ ومن لا يستطيع مقاومة الحق:" ألقى عدوي يديه على مسالميه ونقض عهده"{مز 21 :54 }.

متأكدون أن خدمة موسى إلهية ولا يدركون :" وقد كان موسى أمينا في جميع بيته كخادم شهادة لما سيقال.وأما المسيح فكالابن على بيته وإنما بيته نحن إن تمسكنا بثقة الرجاء وفخره حتى يثبتا إلى المنتهى" {عب 6 _5 :3 }. وما دام لم يفهموا العهد القديم فكيف يدركون المسيح الرب؟ ويعلموا من هو ! ولكنهم كما في عصر ارميا النبي:" ولم يقولوا أين الرب الذي أخرجنا من ارض مصر وسار بنا في البرية غي ارض قفار وحفرٍ في ارض قحل وظلال موت في ارض ما جاز فيها إنسان ولا سكنها بشر".

+38 _31 :9 :" من علم أن الله لا يسمع للخطاة ولكن إن كان احد يتقي الله ويفعل مشيئته فلهذا يسمع منذ الدهر لم يسمع إن أحدا فتح عيني مولودا أعمى. أجابوا وقالوا له:في الخطايا وُلدت أنت بجملتك وأنت تعلمنا فأخرجوه خارجا فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجا فوجده وقال له أتؤمن بابن الله؟ أجاب ذاك وقال: من هو يا سيد لأومن به.فقال له يسوع:قد رايته والذي يتكلم معك هوهو فقال أومن يا سيد وسجد له".

أي لا يكفي أن يعرف الناس الله بل يلزمهم أن يعملوا مشيئته "والإيمان بدون أعمال ميت " وان كان الله لا يسمع للخطاة فأي رجاء لنا؟! وأولا لم ير العمى الرب يسوع بقلبه ولكن بعد سيراه وقدم الأعمى نتيجة صادقة إلا وهي انه لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئا. قول الرب بعد أن وجده " أتؤمن بابن الله " أي " أتؤمن بالمسيح " لان هاتين السمتين لا تنفصلان{راجع يو 49 و34 :1 و36 :10 ومت 16:16 }ز

والرب دوما بالقرب منا وفقط لنجده نحن ويقول الرسول بولس: {رو 8 _6 :10 } " لا تقل في قلبك ..".

وبالإيمان نتنعم بالبصيرة الداخلية ونتنعم برؤية الرب كما يقول صاحب المزامير" بنورك نعاين النور" وقال أومن انك المسيح ليس بالقول لا بل بالفعل بسجوده لرب المجد وبشكل علني دون خوف. 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com