عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الاثنين العظيم المقدس

الاثنين العظيم المقدَّس : Mt 24,3-16

تعليق
من كتاب إنجيلك نور لحياتي
سنكسار الاثنين من الصوم العظيم

تذكار يوسف الصدّيق العفيف والتينة التي لعنها المسيح
من هذا اليوم تبتدئ آلام ربنا يسوع المسيح. الذي يؤخذ رسماً له يوسف الكلي الحسن. هذا كان ابناً أخيراً ليعقوب أب الآباء مولوداً له من راحيل فحسده اخوته لأجل الأحلام وأخفوهُ أولاً في حفرة جب وغشُّوا أباهم بحيلة بواسطة الثوب الملطّخ بالدم أنَّ وحشاً افترسه ثم بيعَ للاسماعيليين بثلاثين من الفضة وهم باعوه أيضاً لبينتفريس رئيس خصيان فرعون ملك مصر. فلمَّا هامت بالفتى مولاتهُ وزأرت عليه بجنون لأجل عِفَّته لكونه ما أراد أن يرتكب الفاحشة ترك ثوبهُ وهرب. وأمّا هي فسعت به إلى مولاه فسجنهُ وقيَّدَهُ بقيود مُرَّة. ثم أُخرج من السجن بواسطة تفسيره للأحلام ومُثِّل لدى الملك وصار سيّداً لكل مصر. ثم اعتلن لإخوته بواسطة توزيع القمح وبعد أن استسار كل حياته بسيرة حسنة جداً مات في مصر وقد عُرف عظيماً لأجل عِفَّته مع بقية مناقبه الفاضلة. ثم ان هذا قد حصل تمثالاً للمسيح لأنَّ المسيح أيضاً حُسِدَ من بني جنسه اليهود وبيعَ من التلميذ بثلاثين من الفضة وسُجن في الجبّ المظلم أعني القبر ثم خرج من هناك بسلطان ذاتي وصار ملكاً على مصر أعني على كل الخطيئة وغلبها بالكليّة وساد على كل العالم وبمحبته للبشر ابتاعنا بتوزيع الخبز السرّي بما انه دفع ذاته لأجلنا وقد يعولنا بخبز سموي بجسده الحامل الحياة. فلهذا السبب إذاً يوضع الآن تذكار يوسف الكلي الحسن.
ثم مع هذا نصنع تذكار التينة التي يبست لأن الإنجيليَّيْن المتأَلِّهَين متَّى ومرقص بعد خبر الشعانين يوردون أمَّا مرقص فيقول: "وفي الغد لمَّا خرجوا من بيت عنيا جاع ونظر تينةً من بُعْد فيها ورق فجاء لعلَّهُ يجد فيها شيئاً فلمَّا جاء إليها لم يجد فيها إلاَّ ورقاً لأنه لم يكن زمان التين فقال لها لا بأكل أحد منكِ ثمرة إلى الأبد". وأمَّا متَّى فيقول: "وفي الغداة لمَّا كان راجعاً إلى المدينة جاع ونظر تينة على الطريق فجاء إليها فلم يجد فبها شيئاً إلاَّ ورقاً فقط فقال لها لا تكن فيكِ ثمرة إلى الأبد ويبست التينة للوقت". فالتينة هي محفل اليهود الذي إذ لم يجد عليه المخلص الثمر اللائق سوى ظل الناموس فقط انتزع هذا منهم وبطَّلهُ بالكلية. فإن قال أحد لِمَ يبَّسَ العود الغير المتنفِّس إذ أخذ اللعنة ولم يخطئْ. فليعلم أن اليهود بحيث كانوا ينظرون المسيح يحسن إلى الكل ولم يصنع لأحد البتة شيئاً محزناً كانوا يظنون أن له قوة الإحسان فقط ولا يستطيع أن يضرَّ أحداً. فبمَا أنه محبٌّ للبشر ما أراد أن يظهر بإنسان أنَّ له الاستطاعة وعلى ذلك أيضاً. فلكي يقنع الرهط العديم الشكر ان له قوة كافية للعقوبة ولكن بما أنه صالح لا يشاء ذلك صنع العقوبة مع طبيعة فاقدة النفس والحس. ثم مع ذلك قد يوجد أيضاً قول سرّي متَّصل إلينا من شيوخ كما يقول ايسيذوروس البيلوسيوتي وهو ان عود المعصية كان هذا الذي استعمل ورقهُ المتجاوزان الوصية للتستُّر لذلك لُعِنَ من المسيح بحسب محبته للبشر لئلاَّ يعود يحمل ثمراً مسبَّباً للخطيئة لأنه قديماً لم يصبهُ ذلك. ومضارعة الخطيئة للتينة هو أمرٌ جليٌّ لوجود حلاوة اللذَّة ودبوقة الخطيئة والعفوصة والقبض أخيراً بواسطة الضمير. فوضع الآباء ههنا حكاية التينة للتخشُّع كما وُضع يوسف لأنه حامل رسم المسيح. ثم ان كل نفس خالية من الثمر الروحي هي تينة. فلمَّا في الغداة أعني في الحياة الحاضرة لا يجد الرب راحة عليها ييبِّسها باللعنة ويُرسلها إلى النار الأبدية وتُثبَّت كعمود يابس مرتعدة من عدم فعل الفضيلة اللائق.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com