الاثنين من أسبوع الآلام : Mt 21,17-27

تعليق على الإنجيل
القدّيس كيرِلُّس الأورشليميّ (313 - 350)، أسقف أورشليم وملفان الكنيسة
التعليم المسيحي العمادي

"فلِماذا لم تُؤمِنوا بِه؟"

لقد تمّ أرسال الأنبياء مع موسى لشفاء إسرائيل؛ لكنّهم كانوا يعالجون بالدموع، عاجزين عن السيطرة على الشرّ، كما قال أحدهم: "وَيلٌ لي! قد زالَ الصَّفِيُّ عنِ الأرض ولَيسَ في البَشَرِ مُستَقيم" (مي7: 2). كبير كان جرح البشريّة؛ "مِن أَخمَصِ القَدَمِ إلى الرأس لا صِحَّةَ فيه بل جُروحٌ ورُضوضٌ وقُروحٌ مَفْتوحة لم تُعالَجْ ولم تعصَبْ ولَم تُليَّنْ بِدُهْن (أش1: 6). كان الأنبياء المرهقون بالدموع يقولون: "مِن صِهْيونَ مَن يأتي إسرائيلَ بِالخَلاص؟" (مز14: 7)... كما كان نبيّ آخر يتوسّل بهذه الكلمات: "أَمِلْ سَمَواتِكَ وأنزلْ" (مز144: 5). إنّ جراحات البشريّة تفوق علاجاتنا. "لأنّ بَني إسرائيلَ قد تَركوا عَهدَكَ وحَطَّموا مَذابِحَك وقَتَلوا أنبياءكَ بِالسَّيف (1مل19: 10). لا يمكننا أن نشفي بؤسنا بأنفسنا؛ نحن نحتاج إليك كي تقيمنا.
لقد استجاب الربّ لصلاة الأنبياء. لم يحتقر الآب جنسنا المريض. فقد أرسل ابنه من السماء كطبيب. "ويَأتي فَجأَةً إلى هَيكَلِه السَّيِّدُ الذي تَلتَمِسونَه، ومَلاكُ العَهدِ الذي تَرتَضونَ بِه. ها إنَّه آتٍ، قالَ رَبُّ القُوّات" (مل3: 1). إلى الهيكل حيث رَجَموا نبيّه بالحِجارَ (2أخ24: 21). كما قال الربّ بنفسه أيضًا: "فهاءَنَذا آتي وأَسكُنُ في وَسَطِكِ. فتَنضَمُّ أُمَمٌ كَثيرَةٌ إلى الرَّبِّ في ذلك اليَوم" (زك2: 14-15). الآن، جئت لأجمع جميع الأمم من اللغات كلّها، لأنّه "جاءَ إلى بَيتِه. فما قَبِلَه أهلُ بَيتِه" (يو1: 11).
لقد أتيتَ؛ وماذا ستعطي الأمم؟ "حانَ أَن أَحشُرَ جَميعَ الأُمَمِ والألسِنَة، فتأتي وتَرى مَجدي. وأَجعَلُ بيَنَهم آيَةً" (أش66: 9-10). في الواقع، نتيجة معركتي على الصليب، أعطيت لكلّ واحد من جنودي أن يحمل الختم الملكي على جبينه (رؤ7: 4). قال نبيّ آخر: أَمالَ السَّمَواتِ ونَزَل والغَيمُ المُظلِمُ تَحتَ قَدَمَيه (مز18: 10). لكنّ نزوله من السموات بقي مجهولاً عند البشر.