عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

آراء ارثوذكسية شكرا لقدس الاب الياس خوري

آراء أرثوذكسية في الكنيسة

مجموعة من المؤلفين { 9 }

الكنيسة

للأب سرج بولغاكوف

 

* الأسقف والجماعة

ولكن القداس الإلهي تقيمه الجماعة ولا يقيمه فرد. هذه الجماعة يؤمّها الأسقف أو مندوبه الكاهن. ولكن في الأصل القداس يقيمه الأسقف, ولهذا ليس أحد متروكاً لمزاجه بأن يكون مع الأسقف أو لا يكون مع الأسقف. الأسقف قائم لأن الكنيسة قائمة. فهو إمامها, ولهذا لا يمكن لأحد أن يصلي مثلاً وراء كاهن مقطوع لأن القداس كله لا نعرف ما يجري فيه. القداس ضامنه الأسقف فقط واستمرار بركته على هذه الجماعة وعلى هذا الكاهن. ولذلك ليس متروكاً لحريتنا أن نقول أنا أطيع أو أنا لا أطيع. لا, أنا أحب الأسقف وأنا أطيعه ما دام مع الكنيسة هو وما دام مستقيم العقيدة. بعد ذلك أنا أناقشه ببنوّة. وقد ألومه, ويجب أن يصغي الأسقف إلى صوت الأتقياء. هو لا يصغي إلى صوت الوجهاء, لأن الوجيه التقي مقبول, والوجيه الفاسق مرفوض, الكنيسة ليست طائفة, ليست حزباً اجتماعياً, ليست كتلة بشرية فقط, هي امتداد المسيح, هي إطلالة المسيح إلينا. ومن أقيم في هذه الجماعة أيقونة للمسيح فأنا لا أستطيع أن أتجاهله إذا شئت أن أحيا روحياً.

* الجماعة تجتمع في مكان واحد

عندنا, إذن, مكان تجتمع فيه الجماعة وفيه تقيم عرسها مع المسيح. والجماعة تجتمع في مكان واحد, وهذا معطى في العهد الجديد. هذه العبارة في اليونانية (مكان واحد) هذه عبارة وثيقة الصلة وأساسية بكل مفهومنا للكنيسة كما ظهرت في الرسائل بنوع خاص. ولهذا, فالسؤال أذهب إلى الكنيسة أو لا أذهب إلى الكنيسة بات غير وارد, لأنك لا تستطيع أن تعيش بدون عشاء سريّ. تموت أنت روحياً بدون القرابين المقدسة. القرابين المقدسة يقول لنا العهد الجديد إنها تقام في مكان واحد, ولهذا لا مفر من أن تكون هناك حتى تكون مسيحياً. المحك الوحيد لمسيحيتي هو هذا: هل أنا في العشاء السري أو لست في العشاء السري ؟ وأما ما يقوله الناس من أني أنا إنسان عظيم وتقي وفاضل, ولكني أتنزه يوم الأحد مع عائلتي وأذهب إلى جبل لبنان أو إلى مكان آخر, هذا كلام فارغ, هذه شهادات براءة يعطيها الإنسان لنفسه كي يريح ضميره, ولكن ليس هذا بالبحث الرصين.

* المسيحي هو من يأكل العشاء السري

هذا غير قائم على الإنجيل. نحن لا نوزع براءات بالمسيحية على الناس. الإنسان المسيحي لا أجد له تحديداً كتابياً نصيّاً إذا شئتم إلا هذا: هو الإنسان الذي يأكل العشاء السري. ليس عندي تحديد آخر. الإيمان لا يمكن أن أعرفه وأن أمتحنه إلاّ إذا عبّر عنه بالمشاركة والاجتماع إلى الأخوة. ودليل ذلك أن الرهبان الذين كانوا يستوحدون أو يتوحدون أي يتنسكون في البراري خارج الأديرة كانوا يعودون من مغاورهم أو مناسكهم إلى ديرهم يوم الأحد حتماً ولم يكن لهم دليل على استقامة رأيهم إلا هذه العودة يوم الأحد إلى قداس الجماعة.

* المال في الكنيسة

انطلاقاً من هنا يُعمل كل شيء آخر. الأوقاف, المال, هذه كلها لا قدسية لها إلاّ إذا كانت موضوعة في سبيل اجتماع الإخوة في العشاء السري, إلاّ إذا كانت دعامة لعودة الناس إلى الكنيسة. أي بهذا المال نضمن راتب الكاهن ليقيم بلياقة وترتيب هذا القداس الإلهي. وإذا قامت طائفة لا تهتم لظهور الكاهن الورع المتروّض على الإنجيل, المغتذي بالمحبة, إذا كان لا همَّ لها لظهور رجل أو تبلور رجل كهذا فهذا يعني أنها لا تريد القداس الإلهي على أصوله مقاماً بتقوى وورع, ويعني أنها تقدس الأوقاف من أجل ذاتها لكي تكون هكذا موجودة وتفتخر بها هذه الطائفة.

إذا كانت أموالنا لا تنفق على تأليف جوقات ممتازة ولا تنفق على التعليم المسيحي وعلى تثقيف الأطفال والأحداث والبالغين حتى يجيئوا إلى العشاء السري, لأنهم يتعلمون التعليم المسيحي ليتمكنوا من الاجتماع إلى جسد الرب ودمه. وهذه هي الغاية الوحيدة. إذا كنا لا نعرف هذا فمعناه أننا نجزئ الأشياء وأننا ننسب القدسية لما ليس له قدسية. بعد ذلك إذا استهدفنا ذلك الاجتماع الأحدي في الكنيسة ينحدر كل شيء آخر من هذا. فلا بد أن يكون التعليم قويماً, ولذلك أن ننشئ أساتذة لاهوت وأساقفة لكي يسهروا على استقامة التعليم, لأن الإنسان إذا كان غير مستقيم العقيدة لا يحق له أن يأتي إلى العشاء السريّ. غاية التعليم ومدارس اللاهوت وما إلى ذلك هي أن تمكن هذا الشعب من صفاء إيمانه ومن صحة إيمانه لكي يكون مؤهلاً للاشتراك بجسد الرب ودمه. وإذا كانت هذه هي الرؤية الإنجيلية فمعنى هذا أن الكنيسة تنظَّم كذلك بهذا الهدف, وأنه لا يبقى مجال للتفرد بالرأي ولا يبقى مجال للانفراد عن هذه الكنيسة, إذ (حيث تكون الجثة فهناك تجتمع النسور).

* الصلاة الفردية والصلاة الجماعية

فإذا أنت تغذيت من هذه القرابين وأصيغت إلى كل هذه الصلوات وارتفع قلبك بها وتطهر, فيمكنك أن تعود إلى بيتك وتختلي في بيتك ستة أيام. طبعاً على قدر ما تعمِّق صلاتك في بيتك فأنت بحاجة إلى الجماعة, وتعود إليها, ثم تجيء منها إلى بيتك, ولكن ليس من فاصل ممكن بين صلاتك في بيتك وصلاتك في الجماعة.

* نتكامل بالمواهب

هناك تغلُّب ممكن على الفردية, على هذا الانعزال الممقوت الذي يجعل الإنسان نفسه فيه, وهو أن ينفتح على الجماعة المؤمنة التي يتكامل وإياها.

إن الإخوة أساسيون لكي أتنفس. ليس أحد منا مقطوعاً هكذا من حجر وملقى وحده في الوجود. نحن أخوة, فهذا له موهبة وذاك موهبة أخرى. في الكنيسة هذا واعظ وذلك معلم وآخر مرتل والرابع عامل اجتماعي. كل منا له موهبة, ولكن نحن لا نكتمل إلا في هذا التلاقي الحبي العميق العظيم فيما بيننا. ولهذا إذا تكاملنا بالمواهب, بسبب اشتراكنا بجسد الرب, يبرز هذا الجسد الواحد الذي هو الكنيسة غنياً متشعباً. هذا الجسد الواحد يلتقط كل مواهب الروح القدس ويوزعها, وعندئذ تصح كلمة معلم: (بهذا يعرفون أنكم تلاميذي إذا كان لكم حب بعضكم لبعض).

* من الكنيسة نذهب إلى العالم ومنه نعود إلى الكنيسة

ولكن هذه المحبة الأخوية تبدأ من الكأس المشتركة. فإذا نحن جئنا إليها نذهب منها إلى العالم ويصبح العالم كله مائدة الرب.

إن مائدة الإنسانية الواحدة يجب أن تقام في الكون. ولكن من الكنيسة نحن نذهب إلى الدنيا, وفي الدنيا نقف أمام مذبح الفقير كما قال يوحنا الذهبي الفم: لا تنسوا بعد تقديم قرابينكم أن هناك مذبحاً أعظم وهو مذبح الفقير. إذاً, نترجم مائدة الرب موائد محبة في المجتمع البشري الذي ننتمي إليه, وبعد أن نحقق المشاركة البشرية في المجتمع الوطني الذي ننتمي إليه نعود أيضاً إلى الكنيسة حاملين مساعينا معنا وبصورة أسرارية, بصورة الصلاة المشتركة, نقول للدنيا: المشاركة الحق هي المشاركة بجسد المسيح ودمه. فَمَن تركز على هذه المشاركة في القداس الإلهي ذهب على العالم ليقيم فيه شركة العدل والحب, وإذا نفَّذ شركة العدل والحبّ في المجتمع يعود ليصوِّرها بصورة أبهى في كنيسة الله.

نظرة رعائية إلى الكنيسة

لغبطة البطريرك اغناطيوس (هزيم)

هذا المقال هو نص محاضرة ألقاها غبطته سنة 1967 في بيروت (وكان آنذاك مطراناً على اللاذقية).

وقد نشر أولاً في مجلة النور, عدد 3, سنة 1967.

لم يُطرح في التاريخ سؤال: ما هي الكنيسة ؟ ليجاب عنه بتحديد أو تعريف. ذلك لأن الكنيسة ليست حدثاً جامداً يبقى هو هو على مر الأزمان ولكنها واقع يتكيف حسب العصور ويتطور حسب الحاجات ويتغير فيه مركز الثقل كلما دعا إلى ذلك داع موجب. فماهية الكنيسة هي, في النهاية, كيفيتها, حياتها الواقعية, حياتها الرعائية في التعليم والتدريب. ماهية الكنيسة ليست شيئاً تحصره المفاهيم أو التحديدات. واللاهوت في هذا الموضوع جاء على أثر الهرطقات في الكنيسة والشقاقات. وقد جاء ليميّز الكنيسة الحقيقية من الكنيسة المزيفة. وتعريف الكنيسة تعريفاً لاهوتياً لم يتبلور إلا في حقبات متأخرة. ولذا فهو بطبيعته دفاعي ووليد ظرف خاص وأوضاع خاصة. ولذلك هو أيضاً لا يكفي. واقع الكنيسة الرعائي هو تعريفها وليس من لاهوت للكنيسة يتجاهل ذلك الواقع إلا وكان مبتوراً أساساً.

والكلمة نفسها أعني (الكنيسة) قلما وردت في الكتاب المقدس. وهذا أيضاً من أسباب صعوبة إدراكها نظرياً واكتناه مضمونها. وإن قول المخلص: (أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها) يضع الباحث أمام كيان عجيب غريب. فهو أحياناً مزدهر وأحياناً لا, يتكلم بالروح ويقوم عليه ولكنه لا يعكس ذلك الروح دائماً. وهو الوجود الحي المندفع أبداً إلى الأمام ولكنه في أحيان كثيرة تفوح منه رائحة القبر ويتشح بلباس الموت الشاحب. كل هذا دعا إلى حيرة اللاهوتيين كلما شاءوا التطرق إلى الموضوع الذي نحن بصدده. كما كان هذا أيضاً سبب تعدد الآراء فيه.

+ ادارة الموقع والجمعية تشكر قدس الاب الموقر الياس خوري لارساله هذه المادة لمنفعة المؤمن، فليباركه الرب بشفاعة والدة الاله.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com