عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

آراء ارثوذكسية في الكنيسة_ نشكر قدس الاب الياس خوري

آراء أرثوذكسية في الكنيسة

مجموعة من المؤلفين { 4 }

الكنيسة

للأب سرج بولغاكوف

 

 

إن المفهوم البولسي لجسد المسيح أمعن النظر فيه وشرحه آباء الكنيسة بطرق مختلفة في الشرق والغرب بوقت واحد ثم أهمل بل هجر. وقد حان الوقت الآن لنرجع إلى خبرة الكنيسة القديمة التي تستطيع أن تقدم لنا أساساً متيناً للاهوت المعاصر. وبالحقيقة فإن الكنيسة لم تنس هذا المفهوم وإن كان اللاهوتيون قد نسوه غالباً لأنه دائماً الأساس الوجودي للحياة (الأسرارية) والروحية بكاملها على مدى الأجيال.

ومهما يكن من أمر فمن لواجب عدم الإفراط في المشابهة مهما كانت. إن فكرة (الجسم العضوي) لها حدودها الذاتية عندما تستعمل للدلالة على الكنيسة لأن هذه تتألف من شخصيات إنسانية يجب ألا تؤخذ كعناصر أو كخلايا من كل لأن كل منها متصل بطريقة مباشرة صريحة بالمسيح وأبيه. كذلك يجب ألا يضحى بما هو شخصي وألا يذوب في ما هو جماعي, إذ لا يجوز أن يتحول (الارتباط) المسيحي إلى أي نوع من اللاشخصية حتى الموحاة منها. إن فكرة (الجسم العضوي) يجب أن تُكمَّل بفكرة (معزوفة من الأشخاص) لأنه كما أن المعزوفة تؤلف لحناً واحداً موقعاً وتتألف بنفس الوقت من أصوات متباينة لكل واحد استقلال تام عن الآخر, فكذلك الكنيسة. وهذه النظرة هي في قلب المفهوم الأرثوذكسي للجامعية. وهذا هو السبب الرئيسي الذي يدعونا لأن نؤثر مفهوماً مسيحياً (خريستولوجياً) للكنيسة (أو بالأحرى اتجاهاً خريستولوجياً دقيقاً في موضوع الكنيسة) على مفهوم روحاني. لأن الكنيسة بمجموعها, من جهة, لها مركزها الشخصي في المسيح لا غير, وهي ليست تجسداً للروح القدس ولكنها بالمعنى الصحيح جسد المسيح الرب المتجسد. إن المسيح الرب هو رأس الكنيسة الوحيد وسيدها ورئيسها وحده, (الذي فيه كل البناء مركباً معاً ينمو هيكلاً مقدساً في الرب, الذي فيه أنتم مبنيون معاً مسكناً لله في الروح) (أفسس 21:2- 22).

ولا تزال الكنيسة في حالة صيرورة مع أنها أصبحت سابقاً في حالة كينونة. فهي تملك حياتين في وقت واحد في السموات وعلى الأرض. الكنيسة جماعة تاريخية منظورة وهي بنفس الوقت جسد المسيح. وهي حالياً كنيسة المفتدين والخطأة البؤساء. وكما قال القديس أفرام السرياني: (الكنيسة كلها كنيسة التائبين وهي بأجمعها كنيسة الذين يهلكون). الاثنين في آن. إن الهدف النهائي لم يدرك بعد في الحقل التاريخي, أما الحقيقة الأخيرة (To Eschaton) فقد ظهرت وأُعلنت أو بالأحرى أعطيت. وهذه الحقيقة الأخيرة ممكنة المنال دوماً بالرغم من كل النقائص التاريخية, علماً أنها لا تكون كذلك إلا تحت أشكال مؤقتة لأن الكنيسة جماعة أسرارية. وكلمة (أسراري) بالمعنى الصحيح تعني أُخروي. والعبارة اليونانية (To Eschaton) لا تعني أولاً نهائياً في المرتبة الزمنية للحوادث ولكنها تعني أخيراً, Eschaton أو فاصلاً. الفاصل هذا يمكن أن يكون, وبالواقع كان, حقيقة في سير الحوادث التاريخية لأن الذي (ليس من هذا العالم) هو الآن هنا (في هذا العالم), وهو لا يبطل هذا العالم بل يعطيه معنى وقيمة جديدين. ولكن ليس هذا سوى (استباق) للانقضاء الأخير و (عربون) له, غير أن الروح القدس يسكن منذ الآن في الكنيسة واقعياً وهذا هو السر الكنسي: إن الجسم العضوي للنعمة الإلهية يكمن في (جماعة أرضية منظورة).

ماهيّة الكنيسة

للمطران جورج خضر

هذا المقال نص حديث ألقاه سيادة المطران جورج خضر سنة 1965 (وكان آنذاك أرشمندريتاً) في حلقة تدريبية نظمتها حركة الشبيبة الأرثوذكسية في بيروت. ومن يريد أن يطلع على المزيد من آراء سيادته في لاهوت الكنيسة الرجوع إلى الفصل الثامن من كتاب (مدخل إلى العقيدة المسيحية), لكوستي بندلي ومجموعة من المؤلفين, الطبعة الثالثة, منشورات النور, 1982.

الكنيسة أسسها المسيح

أول ما تظهر فكرة الكنيسة في العهد الجديد عند البشير متى عندما يعد السيد بطرس الرسول أن يبني الكنيسة بعد اعترافه بالمسيح حيث يقول الرب: (وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي) (متى18:16). ونرى في هذا الكلام أن الرب جاء ليبني كنيسة. وفي الموعظة على الجبل نرى أيضاً أن الإنسان إذا اختلف مع أخيه يعاتبه. وإذا لم يسلم بحق أخيه, فيذهب إلى الكنيسة وتكون هي المرجع بينه وبين أخيه.

الكنيسة في الكتاب المقدس

* وردت هذه اللفظة بالآرامية السريانية التي كان يتكلمها السيد: (كنيست) أي المجمع, الجماعة, تقابلها باللغة اليونانية لفظة (إكليسيا) التي تشتق من فعل يوناني بمعنى ادعوا. والجماعة مدعوة لتكون معاً, الجماعة مدعوة بكلمة الله.

* أما في العهد الجديد فنرى الرسول بولس يستعمل هذه اللفظة (الكنيسة) عندما يخاطب مثلاً أهل كورنثوس ويقول (إلى كنيسة الله التي في كورنثوس). إذاً هي جماعة من المؤمنين الذين اعتمدوا ويعيشون في مدينة واحدة. ثم نرى في آخر العصر الرسولي أنهم يعيشون في مدينة واحدة, حول أسقف وهذا الأسقف هو الذي يرأس صلاة الجماعة. ونرى في الكنيسة أساقفة وقسساً أو كهنة ونرى فيها شمامسة. هذا التقسيم وارد في العهد الجديد في رسائل بولس. ولكن تحديد الكنيسة أنها هذه الجماعة المتصلة بالله التي يدعوها الله لكي تترك أعمالها السيئة وتلتحق بالمسيح عن طريق المعمودية وأن المسيح هو الذي يطهرها, هذا ما نراه في الرسالة إلى أهل أفسس. المسيح يدعو الناس ويطهرهم بالكلمة والمعمودية ثم يجتمعون معاً في اليوم الأول من الأسبوع, كما نرى في الأعمال, لكي يقيموا سر الشكر أو ما سميناه فيما بعد بالقداس الإلهي, وذلك برئاسة الأسقف.

* هذه هي الصورة التي نراها في الكتاب المقدس عن الكنيسة. إنها بالدرجة الأولى جماعة تقوم في مكان واحد. أعطيت عنها صور مختلفة. أعطيت مثلاً صورة الكرمة التي زرعها الكرام. نجدها في إشعياء وفي إنجيل يوحنا. والصورة هي هذه: إن الآب السماوي زرع هذه الكرمة, الكرمة هي المسيح ونحن أعضاء في هذه الكرمة. وإذاً بادئ ذي بدء أمكن القول أن الكنيسة المسيحية لا يُعرَّف عنها فقط بحيث هي الجماعة ولكن بحيث هي متصلة بالمسيح. هذا شيء أساسي في الكتاب المقدس. وهي متصلة بالمسيح عن طريق اقتبالها الأسرار.

* ثم أعطيت صورة الهيكل. شبهت الكنيسة بأنها هيكل نحن حجارته الحية, هيكل ينمو ويرتفع حتى يصل إلى السماء. ونجد هذه الصورة في رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس. (لستم إذاً بعد غرباء ونزلاء بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية الذي فيه يكمل البناء وينمو...) (19:2- 20). الصورة هي أن الكنيسة بيت الله أساسها التعليم الرسولي وبشارة الرسل والبشارة القديمة التي جاء بها الأنبياء. صحيح أن الحجارة مركبة معاً متعاضدة ولكن الشيء الأساسي هو أن الرب هو الذي يقدس الهيكل ويجعل مجده فيه ويجعل قوته فيه. والغاية من هذا الهيكل, من هذه الكنيسة أن يصبح أعضاؤها جميعاً متحدين ومسكنا لله في الروح القدس.

* ونجد صورة أخرى في العهد الجديد هي صورة العروس للمسيح. إنها صورة نجدها منذ العهد القديم في الأنبياء ونشيد الأنشاد. فالكنيسة تأخذ حيويتها وقوتها من الرب الذي تتحد معه في زواج غير منفصم.

* ونجد صورة قوية جداً في العهد الجديد وهي صورة الجسد, الكنيسة جسد المسيح, عندما يقول الرسول: (ويصالَح الاثنين – أي اليهود والأمم – في جسد واحد مع الله بالصليب) (أفسس 16:2). والرسالة إلى كورنثوس ملأى بهذه الصورة حيث يتكلم الرسول عن جسد واحد وأعضاء كثيرة ويتكلم عن تماسك الأعضاء. هذه هي كل الصورة التي نجدها في العهد الجديد عن الكنيسة ولكن نتمسك الآن خصوصاً بهذه الصورة: الكنيسة جسد المسيح.

الكنيسة جسد المسيح

ماذا تعني هذه اللفظة التي يشدد عليها بولس الرسول ؟ إنها وحدها لا تكفي للتعرف عن الكنيسة ولكنها تعني ما يأتي. عندما كان الإنسان العبراني يتحدث عن الإنسان كان يقول إنه جسد لا يتحرر. الجسد عندهم أساسي في الكيان البشري. لم يكن الإنسان عند العبرانيين روحاً سجينة كما كانت الحال في فلسفة أفلاطون. ولكنه عند اليهود في التوراة نفس متجسدة بحيث أن فقدان الجسد كان يجعلهم حيارى جداً أمام قضية الموت والدينونة والبعث. إننا لا نجد في العهد القديم تعليماً عن القيامة بصورة واضحة, وهذا بالضبط لأنهم كانوا يعطون قيمة كبرى للجسد. وعندما تكلم المسيحيون بعد ذلك عن القيامة, تحدثوا عن قيامة الأجساد: فنقول إن الروح تلتصق بالجسد بعد انبعاثه. فالجسد أساس وأساسي للكيان البشري في النظرية اليهودية والنظرية المسيحية. لا يوجد إنسان بلا جسد ولا يستمر إنسان بلا جسد ولا يثبت في الخلود بدون الجسد.

إذاً عندما نقول إن الكنيسة جسد حسب تعبير بولس الرسول, إنما نقصد أن الكنيسة هي امتداد المسيح, هي مظهر المسيح, هي كيان المسيح في التاريخ, هي حضوره بين الناس, بحث أمكن القول أن المسيح منذ ظهر في الجسد, منذ ظهر في الزمان متجسداً من البتول, ظهرت معه الكنيسة. فحيث يكون الملك يكون ملكوته معه. طبعاً لم تكتمل هذه الكنيسة إلا عندما مات السيد وقام وأرسل الروح القدس على الرسل, ولكنها في الأساس انطلقت إلى العالم منذ تجمع بعض القوم من صيادي السمك حول السيد وكانوا معه هيئة واحدة, كانوا كياناً واحداً.

إن المسيح لا يمكن أن نتصوره بدون كنيسته كما أننا لا نستطيع أن نتصور كنيسة له بدونه وبدون روحه القدوس. من هنا كان هذا أننا لا نستطيع اليوم أن نتصل بالمسيح ما لم نتصل بكنيسته. فإذا كان المسيح هو الرأس والكنيسة هي الجسد, أي إذا كانت الكنيسة امتداد لهذا في الزمان والمكان, فحيثما وصل هذا الجسد وصل المسيح, فحيثما وصل هذا الجسد وصل المسيح, وحيثما وصل أعضاؤه يكون قد وصل هو أيضاً. الكنيسة هي هذا الرأس (المسيح) الذي ينمو ويأخذنا معه ويضمنا إليه عن طريقين: عن طريق المعمودية وعن طريق سر الشكر. وبهذا المعنى قال الرسول: نحن جسد واحد لأننا نأكل من الخبز الواحد.

+ ادارة الموقع والجمعية تشكر قدس الاب الموقر الياس خوري لارساله هذه المادة لمنفعة المؤمن، فليباركه الرب بشفاعة والدة الاله.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com