عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E سير قديسين

القديس كاسيان

الخميس الثالث من الصوم الكبير : Lc 17,20-37

تعليق على الإنجيل
يوحنا كاسيان (حوالى 360 - 435)، مؤسّس دير في مرسيليا
محاضرات، الرقم 1

"فها إنّ مَلكوتَ اللهِ بَينَكم"

إنّ الابتعاد عن تأمّل المسيح، ولو للحظة، هو بالنسبة إلى تقديرنا بمثابة عدم طهارة. عندما ينحرف نظرنا قليلاً عن الإله، فلنوجّه عيون قلبنا إليه من جديد ولْنحوِّل نظرنا الروحيّ نحوه. نجد كلّ ذلك في أعماق روحنا. وعندما نطرد الشرير من قلبنا ولا تعود العيوب تسيطر على نفوسنا، يتأسّس في داخلنا ملكوت الله. ولكن، كما قال الإنجيليّ: "لا يأتي مَلَكوتُ اللهِ على وَجهٍ يُراقَب ولَن يُقال: ها هُوَذا هُنا، أَو ها هُوَذا هُناك. فها إنّ مَلكوتَ اللهِ بَينَكم" (لو17: 20-21).

والحال هذه، إمّا أن ندرك الحقّ في أعماقنا أم نجهله، وإمّا أن نحبّ الرذيلة أم نحبّ الفضيلة، وهكذا فإنّنا نمنح السيادة على قلوبنا إمّا إلى الشرير إمّا إلى المسيح.

كما وصف الرسول بدوره هذا الملكوت قائلاً: "فلَيس مَلَكوتُ اللهِ أَكْلاً وشُرْبًا، بل بِرٌّ وسَلامٌ وفَرَحٌ في الرُّوحِ القُدُس" (رو14: 17). وبالتالي، إذا كان ملكوت السماوات في داخلنا وبكونه قائمًا على العدالة والسلام والفرح، فإنّ كلّ مَن يحافظ على هذه الفضائل في قلبه، يكون حتمًا في ملكوت السماوات... فلنرفع إذًا نظرنا الروحي إلى ذاك الملكوت الذي يمدّنا بفرح لا محدود.  

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com