عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

باسيليوس السلوقي

الأربعاء الثاني من الزمن الأربعينيّ : Mt 20,17-28

تعليق على الإنجيل
باسيليوس السلوقيّ (؟ - نحو 468)، أسقف
العظة24

قالَتْ لَهُ: "مُرْ أنْ يَجْلِسَ ٱبْنَايَ هذانِ في مَلَكُوتِكَ، واحِدٌ عَنْ يَمِيْنِكَ ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ"

أتريد أن ترى إيمان هذه المرأة؟ فكّر مليًّا في موعد طلبها. كان الصليب جاهزًا، والآلام وشيكة وحشد الأعداء على أهبة الاستعداد. تحدّث المعلّم عن موته، فشعر التلاميذ بالقلق: حتّى قبل الآلام، كانوا يرتعشون لمجرّد ذكر هذا الموضوع، مذهولين من الفوضى التي تملّكتهم. في هذه اللحظة بالذات، انفصلت تلك الأم عن مجموعة الرسل لتسأله عن المملكة وتطالب بالعرش لولديها.
ماذا تقولين أيّتها المرأة؟ كيف لك أن تطلبي عرشًا في حين تسمعين حديث الربّ عن الصليب؟ إنّ قصد الربّ كان أن يخبر عن آلامه وأنت ترغبين في المملكة؟ لنترك أمر التلاميذ ولندعهم لخوفهم وقلقهم من الخطر الآتي. ولكن من أين لك أن تأتي وتطلبي هذا الشرف؟ ما الذي حملك على التفكير في المملكة بعد كلّ ما قيل وحصل؟
أجابت المرأة في نفسها: أنا أرى الآلام، ولكنّي أرى القيامة أيضًا. أرى الصليب مرتفعًا وأتأمّل السماء المفتوحة. أنظر إلى المسامير، لكنّي أرى أيضًا العرش. سمعت الربّ نفسه يقول: "الحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَتَى جَلَسَ ابنُ الإنسَانِ عَلى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أنتُمْ أيضًا عَلى اثْنَيّ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أسْبَاطَ إسْرَائيلَ الاثْنَيّ عَشَرَ" (متى19: 28). إنّني أرى المستقبل بعيون الإيمان.
يبدو لي أنّ هذه المرأة سبقت قول اللص عندما تلفّظ بهذه الصلاة: "اذكرني يا ربّ متى جئت في ملكوتك (لو23: 42). قبل الصليب، اعتبرت موضوع المملكة أداة ابتهال. يا لتلك الرغبة الضائعة في رؤية المستقبل! فما يخبّئه الزمن تراه عين الإيمان.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com