عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E صلوات وتاملات

عظة القديس يوحنا الذهبي الفم

الثلاثاء الثاني من الزمن الأربعينيّ : Mt 23,1-12

تعليق على الإنجيل
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
بشأن صعوبة فهم الربّ

"فَمَن يَرفَع نَفسَهُ يَتَّضِع، وَمَن يَضَع نَفسَهُ يَرتَفِع"

لا يوجد أيّ تواضع في أن يعتبر المرء نفسه خاطئًا إن كان فعلاً كذلك. بل إنّ التواضع هو أن لا يَعتدَّ بنفسه ذاك الذي يعلم بأنّه قام بإنجاز العديد من الأمور العظيمة؛ بل يكون على غرار بولس الرسول الذي قال: "فإنّي لستُ أشعُرُ بِشَيءٍ في ذاتي". ثمّ أضافَ قائلاً: "لكنّني لستُ بذلِكَ مُبَرَّرًا. وَلكنَّ الذي يَحكُمُ فيَّ هو الربّ" (1قور4: 4)، وقالَ أيضًا: "أنّ المَسيحَ يَسوعَ جاءَ إلى العالَمِ لِيُخلِّصَ الخَطأة الذينَ أَوّلهُم أَنَا" (1طيم1: 15). هذا هو التواضع: أن نتواضع بالروح على الرغم من عظمة أعمالنا.
إنّ الربّ بسبب حبّه اللامتناهي للإنسان يستقبل، ليس فقط مَن يتواضع بهذه الطريقة، بل أيضًا مَن يعترفُ صراحةً بأخطائه، ويظهرُ العطف والرعاية لمَن يتصرّف بهذه الطريقة. وحتّى تعرفَ كم هو جيّد أن لا تَعتدَّ بنفسكَ، تخيّلْ نفسكَ أمام عربتين: اربطْ إلى الأولى الفضيلة والإعتزاز، وإلى الثانية الخطيئة والتواضع. سترى عربة الخطيئة تتجاوز عربة الفضيلة ليس بقدرتها بل بقدرة التواضع الذي يرافقها، وسترى العربة الأخرى متأخّرة ليس بسبب ضعف الفضيلة بل نتيجةً لوزن الكبرياء وضخامته. وبالفعل، كما يتغلّب التواضع على ثقل الخطيئة بفضل ما يتمتّع به من قوّة هائلة على الإرتفاع ويصبح السبّاق في الصعود إلى السماء، فإنّ الكبرياء بسبب ثقل وزنه وضخامته يتغلّب على خِفّة الفضيلة ويجرّها بسهولة إلى الأسفل.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com