الخميس الثاني من الصوم الكبير : Lc 8,4-15
تعليق على الإنجيل القدّيس ثيودورس الأستوديّ (759 - 826)، راهب في القسطنطينيّة العظة 2 عن مولد مريم
"ومنه ما وقَعَ على الأرضِ الطيِّبة"
عندما كتب النبي يوئيل: "لا تَخافي أيّتها الأَرض بلِ افرَحي وابتَهِجي فإنّ الربَّ قد تَعاظَمَ في عَمَلِه" (يو2: 21)، يبدو لي أنّه كان يتوجّه بكلامه لمريم لأنّ مريم هي الأرض التي عليها تلقّى موسى، رجل الله، الأمر ليخلع نعليه (خر3: 5)، هي صورة للشريعة التي استُبدِلَت الآن بالنعمة. مريم هي أيضًا تلك الأرض التي، بالروح القدس، تأسّس عليها ذاك الذي ننشد له: "المؤسِّس الأرضَ على قواعِدِها فلا تَتَزَعزَعُ أبدَ الدهور" (مز104: 5). هي أرض تعطي، بدون زرع، الثمر الذي يعطي الغذاء لكلّ حيّ (مز136: 25). هي أرض لم ينبت فيها شوك الخطيئة، بل بالعكس فقد أعطت النهار للذي انتزعه من الجذور. أخيرًا، هي أرض غير ملعونة كالأرض الأولى ذات الحصاد الممتلىء بالشوك (تك3: 18)، بل أرض ترتكز عليها بركة الربّ، وتحمل في أحشائها "ثمرة مباركة"، كما قال الكلام المقدّس (لو1: 42).
ابتهجي يا مريم، يا مسكن الربّ، ويا أرضًا وطأها الله بقدميه... ابتهجي، يا جنّةً أكثر فرحًا من جنّة عدن، حيث برزت كلّ فضيلة ونبتت شجرة الحياة.
|