لاهوت القداس
      من محاضرات الاب ابراهيم حداد
بقلم: فريد عبد الاحد منصور
 ايها الراعي الصالح الذي خرج باحثا عنا فوجدنا في ظلمة الموت  نزل لعندنا
 ولكي يَصَل عندنا  كان لابد ان يذبح  ولكي يصل للاموات كان لابد ان يموت  ولكي يصل للساقطين في الخطيئه  كان لابد ان يسقط بالخطيئه  ولكن هو لم يسقط بها  لكن نحن  حملناه ُ خطايانا  فجعلناهُ ساقطا  من أجلنا  هذا معناه ،
لذا يسوع نزل من فوق مذبوح  يبحث عن أدم . فوجدنا يعني من بَعَد مسيره طويله باحثا عنا  من هنا ضربوه  وعذبوه وهزءوا به وجلدوه وَصَل بالاخر ميت وجدنا  لقانا مع الاموات  ومات فينا  ومعنا  هذا هو الوجود ، وهو يُسَر برجوعنا  والمسيح جاء من اجل  ان يرجعنا  الى حالة النِعمه . اذن الخبز والخمر اللذين نريد ان نأكلهما هنا   بالمناوله  الكلام يعني هنا  ان يريد ان يعطينا حالة النعمه المفقوده بأدم  رجعنا الى حالة النِعمه بالاساس . يكمل الكاهن قائلا اغفر لي بنعمتك هنا يقول  الكاهن اول واحد  بقوله اغفر لي بنعمتك ورحمتك بخطاياي  التي ارتكبتها  بمعرفتي وبغير معرفتي  لماذا يقول الكاهن هكذا ؟ وقوله اغفر لي ولان الجسم عندما  يتكلم كله  من الذي ينوب عنه الرأس وقوله اغفر لي  لله انه  اي الكاهن جزء لايتجزء من الشعب وهو مقتطع  من الشعب ليخدم الشعب  وعندما يوضعوا الايدي انها يضعوها على الرأس وليس على الايادي  وبوضع الايدي على الرأس الجسد كله يتقدس لذا يقول الكاهن اغفر لي وعندما يتكلم لايتكلم عن ذاته  وجملة اغفر لي معناه انا وشعبي مثل ماكان موسى يقف  يقول لله اغفر لشعبك اسرائيل اغفر لي ....الخ ويجيب الله سأرحم من ارحم واغفر لمن اغفر . والكاهن هنا المسيح متجسد فيه (والمسيح هو رأس الكنيسه) مع الشعب ولذا هو يرأس الجماعه ويقيم الذبيحه وهو جزء من الكنيسه والكنيسه هي جسد المسيح السري ، اذا يسوع دخل بأنسانيته في حياتنا مثل مادخل رأسي بجسمي  لااستطيع افصل رأسي عن جسمي  وان حصل فانه لاتتبقى حياة في هذا الجسد لكن الجسد قام من بين الاموات  وفيه حياة لانه رُكَبَ له رأس جديد  برأس مطيع للآب  وليس رأس ادم الذي قال لا  للآب  والذي لم يطيعه  ومثل ما المسيح والكنيسه واحد هكذا الكاهن والشعب واحد وهنا الكاهن يتكلم بلساننا ومقولته اغفر لي ،  وعندما يمد الكاهن يده  ويرسم علامة الصليب لكسر القربانه الكبيره ذاكرا الكلام الجوهري  وبيد الكاهن الشعب كله يمد يده معه  لانه اذا كانت اليد خرجت وتحركت انها تعبر عن كل الجسد  وان الرأس الذي اوعز لها بالحركه  وتعطي اشاره  تعبر عن الجسد كله  وعلينا ان لاننسى نحن لدينا جميعا إسم قوي  بكهنوت المسيح  الموجود بالكاهن  والكاهن  هو ليس كاهنا بدون الشعب .
 وهكذا الكنائس الثلاث المنتصره( شركةالقديسين) والمجاهده( نحن على الارض) والمتألمه( الانفس المطهريه) متحدة مع بعضها لتكون جسد يسوع السري  ولذا قال يسوع للقديسه فوستينا  كم هو يتألم لما تعانيه الانفس المطهريه من ألآم فالمسيح هو الرأس يتألم بألامنا فالراس هو شركة القديسين والبطن والصدر نحن والارجل تمثل الانفس المطهريه فعندما يحصل شيء للارجل الراس يتألم وهذا مثال  على ذلك والجسد كله يتألم عندما واحد منه او جزء منه يتألم . والقديسين لهم شركه كبيره بالألآم   وانهم بصلة وثيقه بالكنيستين ومع الراس وبذا يكتمل الخلاص ، هكذا الرب ربط  بنزوله من السماء الينا منا للموتى وبعدها صعد الى السماء ودار حول الكون كله بجسد واحد  وصعد الى السماء  هنا بدء خلاص العالم .  يسوع المسيح بألامهِ  بعد ذبيحته  هو الذي ينزل في جسده السري ليعطيه النعمه والتحمل  ويجعل الجسد منتظما روحيا وانسانيا  ، ان جسده المكسور ودمه  ينزل بالجسد كله حتى يجعل الجسد لايتألم  وهنا تكون النفس المتألمه تشفى .
 نحن عندما نحضر القداس ونشترك به  فالقداس له صدى  للجسد كله
بالرأس يصبح قداس كوني  لانه يحمل حياة يسوع المسيح اي حياة الجسد كله  لان القدا س يحمل حياة الخلاص من آدم الى المنتهى او من ميلاد يسوع الى الصعود . وعندما القداس الكوني الذي يمثل حياة الانسان ، لذا القداس عندما يتقدس صداه يصل الى الانسان الكوني  ويعطي قيمته  لكل الانسان الكوني  قليلين يعرفوا قيمة القداس والنِعَم التي تحل فيه علينا .  وايضا الجمله التي يقولها الكاهن اغفر يارب ....الخ خطاياي التي ارتكبتها بمعرفتي وبغير معرفتي   هنا يطلب الكاهن عن كل الموجودين الغفران  حتى يستطيع ان يدخل الرب فيً، انا لست مستحقا ان تدخل تحت سقفي يارب  اغسلني  طهرني لكي تستطيع ان تدخل بيتك  يعني حياتنا ونحن متحدين مع الكاهن وليس من الاصح ان تدخل بيتك وهو  غير نظيف  ومثل مانحن نستقبل الضيوف بعد ان كنا قد نظفنا بيتنا واعددناه جيدا لاستقبالهم ، هنا كيف الله بقدرته وجلاله  اجلسه بنفسه وهي غير نظيفه لذا لابد ان انظفها واطهرها ليجلس الرب فيها بكرامته الالهيه  وهو ملك الكون ملك الملوك  ورب الارباب .