عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E سير قديسين

القديس برنردس

السبت الأوّل من الصوم الكبير : Lc 18,9-14

تعليق على الإنجيل
القدّيس بِرنَردُس (1091 - 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة
العظة الثالثة عن البشارة

"أمّا الجابي فوَقَفَ بَعيدًا لا يريدُ ولا أن يَرفعَ عَينَيهِ نَحوَ السماء"

ما هو الإناء الذي يستحسن أن تنسكب فيه النعمة؟ فإن وُجِدَت الثقة لتنسكب فيها الرحمة، والصبر لتنسكب فيه العدالة، فأيّ إناء قد نجده جديرًا لإنسكاب النعمة فيه؟ إنّه بلسم طاهر جدًّا، ويحتاج إلى إناء صلب جدًّا. وهل من إناءٍ أطهر وأصلب من تواضع القلب؟ لهذا السبب، "يُنعِمُ الله على المُتَواضِعين" (يع4: 6)؛ ولهذا السبب، "نَظَرَ الله إلى أَمَتِه الوَضيعة" (لو1: 48). فالقلب المتواضع لا يسمح للإستحقاق الإنساني بأن يتملّكه وحينها فقط تتمكّن النعمة بملئها من أن تنسكب فيه بحريّة أكبر...

هل راقبتم هذا الفرّيسي وهو يصلّي؟ هو لم يكن لا سارقًا ولا ظالمًا ولا حتّى زانيًا. كما لم يكن يهمل أعمال التوبة. كان يصوم مرّتين في الأسبوع ويؤدّي عشر مقتنياته كلّها... لكنّه لم يكن فارغًا من ذاته، ولم يتجرّد من ذاته (فل2: 7). هو لم يكن متواضعًا، بل على العكس رفع نفسه. في الواقع، لم يأبه لمعرفة ما كان ينقصه بعد، بل عظّم فضله: هو لم يكن مملوءًا، بل منتفخًا. غادر فارغًا بعد أن تظاهر بأنّه ممتلئ بالنِّعم. بينما الجابي الذي تواضع وحرص على تقدمة نفسه كإناء فارغ، تمكّن من نيل نعمة وافرة أكثر.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com