عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E نجمه في المشرق

كلمة البطريرك برتلماوس
 

 

كلمة البطريرك برتلماوس بمناسبة بدء الصوم الأربعيني المقدس ]

 


كلمة بمناسبة بدء الصوم الأربعيني الكبير المقدس ( برتلماوس ) رئيس أساقفة القسطنطينية- روما الجديدة والبطريرك المسكوني ،إلى الكنيسة جمعاء. نعمة و سلام لكم من قبل ربنا ومخلصنا يسوع المسيح،
بركة وصلاة ومسامحة من قبلنا
أخوتي وأبنائي الأحباء بالرب:

بدأنا في فترة الصوم الأربعيني الكبير المقدس. في صلاة غروب يوم الأحد المسمّى "غروب الغفران" نسمع الترتيلة التالية التي تحثنا على أن" نبدأ أوان الصيام بحبور باذلين ذواتنا للجهادات الروحانية"، متهيئين لاستقبال الآلام المقدسة والقيامة المجيدة للرب الإله المتأنس.
إذا، في البداية، هذا يتطلب منا رغبة فرحة حتى نجوز فترة الجهاد الروحي بنجاح. الصيام،  التقشف، الإمساك، ضبط الشهوات، الصلاة المكثّفة، الاعتراف وبقية العوامل التي تميّز فترة الصوم الأربعيني المقدس، لا ينبغي أن تُفهم بأي حال من الأحوال كواجب مُضنٍ، كأحمال ثقيلة، أو أعمال إجبارية  تجلب الكآبة والغمّ.

عندما يوصي الأطباء المريض بالحمية أو ينصحوه بالقيام ببعض التمارين من اجل السلامة والصحة النفسية والجسدية، فإن الأمر الأول الذي يطلبونه، كأساس لنجاح العلاج، هو رغبة النفس الشكورة للمريض، الابتسامة والأفكار الإيجابية المترجية. الأمر ذاته يسري في أوان الصوم المبارك. يجب أن ننظر إلى هذه الفترة المقدسة على أنها موهبة إلهية ثمينة، كوقت مُبارك للنعمة الإلهية التي تنتشلنا من الأمور المادية الوضيعة والفاسدة لترفعنا نحو العُلويات، إلى كمال الصحة والحياة الروحية. تُعطى لنا فرصة ثمينة حتى نطرح عن نفوسنا كل هوى ونحرر الجسد من كل ما هو زائد، ضار ومميت. وبالتالي هي فترة للابتهاج والفرح، عيداً وبهجةً حقيقيين

ولكن الصيام يا أحبة، الذي تطلبه الكنيسة من أبنائها، التقشف والزهد، ضبط الشهوات والمُتع وما يليها من المصاريف الزائدة، تشكل "وصفة خلاصيّة" وبشكل رئيسي لهذا العام الذي يشهد تأجج الأزمة الاقتصادية العالمية التي تحمل خطراً مباشراً وهو "الإفلاس"، ليس فقط على مستوى الأشخاص والشركات ولكن على مستوى بلدان بأكملها على كوكبنا، مع كل تبعاتها من نتائج تراجيدية من ازدياد نسبة البطالة، ظهور شريحة واسعة من الشباب الفقراء، الكآبة، الاضطرابات الاجتماعية، زيادة نسبة الجريمة وأمور أخرى أشد خطورة. إنّ الصوم الأربعيني المقدس يعلمنا أن نجوز لجّة الصوم العظيمة يوماً بعد يوم، بعيداً عن المبالغة وعن الإسراف والمظاهريّة. تعلّمنا التخلي عن الجشع وتجاهُل الدعايات والإعلانات التجارية التي تعرض لنا باستمرار حاجات جديدة خادعة، وأن نحدد لأنفسنا ونكتفي بالأمور الضرورية والأساسية، مع تقشف اختياري لائق وكريم، حتى لا نتحول إلى مجرد قطيع من الناس المستهلكين الشرهين، كأفراد قساة القلوب وعديمي التفكير، بل جماعة أشخاص مُرهفي الإحساس يمدّون يد المساعدة بمحبة نحو الآخر القريب، "قريبنا" المحروم والمعوز.

تعلّمنا هذه الفترة المقدسة أيضا الصبر واحتمال الحرمان، وفي الوقت عينه طلب معونة الهي الدائمة ورحمته ملتجئين بتسليم كامل إلى حنان رحمته.
هكذا يريدنا المسيح أن نسلك في الأربعينيّة المقدسة، هكذا عاش كل القديسون، على هذا المنوال جاهد آباؤنا الأبرار وهكذا عاش أجدادنا أيضاً. هذا ما تُعلنه وتكرز به دوماً كنيسة القسطنطينية، الأم الدائمة اليقظة ذات الخبرة الواسعة، وبشكل خاص في هذه المرحلة الصعبة.
هذه الأمور أعلنها لكم من الفنار(مكان وجود البطريركية المسكونية)، مدفوعاً بمشاعر المسؤولية، كارزاً بها بمحبة المسيح، سائلاً للجميع البركة الروحية الأبوية، راجياً ثماراً حسنة في الفترة القادمة.

القسطنطينية -الصوم الأربعيني المقدس 2010

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com