الثلاثاء الأوّل من الصوم الكبير : Mt 6,5-15

تعليق على الإنجيل
القدّيس لاون الكبير (؟ - حوالى 461)، بابا وملفان الكنيسة
العظة 48، 2-5

"أعفِنا ممّا علَينا فَقَد أعفَينا نَحنُ أيضًا مَن لنا عَلَيه"

إنّ الذين يرغبون في أن يستقبلوا فصح الربّ مع قداسة الروح والجسد، عليهم قبل كلّ شيءٍ أن يبذلوا جهدًا لاكتساب هذه النعمة، أي نعمة المحبّة التي تتضمّن بذاتها مجموع الفضائل و"تستر كثيرًا من الخطايا" (1بط4: 8). إذًا، في الوقت الذي نقترب فيه من الإحتفال بأعظم الأسرار، ذلك السرّ الذي من خلاله قد محى دم الربّ يسوع المسيح شعورنا بالظلم، فلنحضّر بدايةً ذبيحة الرحمة.
ما منَحَتنا إيّاه طيبة الله، سنعيده هكذا لمَن خطىء إلينا. لتُلقَ الإساءات في النسيان، ولتَنْسَ الخطايا ما يليها من عذاب ولتتحرّر كلّ الذنوب من الخوف من الحساب! ولتَخْلُ منازل الإصلاحيّات!... إذا كان أحد يحتجز أحد هؤلاء السجناء...، فليُدرك جيّدًا أنّه هو بنفسه خاطىء، وكي ينال الصفح، فليبتهج لأنّه وجد مَن يغفر له. هكذا حين نقول حسب تعليم الربّ: "وأعْفِنا ممّا علَينا فَقَد أعْفَينا نَحنُ أيضًا مَن لنا عَلَيه" (متى6: 12)، نحن لا نشكّ البتّة، حين نصلّي، أنّنا سننال غفران الله.