عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

القديس امبروسيوس

الأحد السادس من زمن السنة : Lc 6,17-17#Lc 6,20-26

تعليق على الإنجيل
القدّيس أمبروسيوس (نحو 340-397)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة
عن إنجيل القدّيس لوقا

"طوبى لَكُم أيّها الفُقَراء... طوبى لَكُم أيّها الباكونَ"

"طوبى للفقراء". ليس كلّ الفقراء طوباوييّن؛ لأنّ الفقر هو أمر حياديّ: يمكن أن يكون هنالك فقراء صالحين وفقراء أشرار... طوبى للفقير الذي صرخ، "والربّ سَمِعَه ومن جَميعِ مَضايِقهِ خَلَّصَه" (مز34: 7): فقير من الخطايا، فقير من الرذائل، الفقير الذي لَيسَ لسيِّدِ هذا العالَمِ  يَدٌ علَيه (يو14: 30). فقير إلى الإقتداء بهذا الفقير الذي قد "افتقر لأجلنا وهو الغنيّ" (2قور8: 9). لذا، أعطى متّى التفسير الكامل: "طوبى لفقراء الروح"، لأنّ فقير الروح لا يتبجّح أبدًا، ولا يتحمّس أبدًا لفكره الإنساني البحت. هذه هي إذًا التطويبة الأولى.بعد ذلك، نقرأ في إنجيل متّى: "طوبى للودعاء". بما أنّي قد تركت كلّ خطيئة، ولكوني مسرور ببساطتي، ومتحرّر من الشرّ، يبقى لي أن أروِّض طباعي. ماذا ينفعني أن أكون فقيرًا في العالم إن لم أكن وديعًا وهادئًا؟ لأنّ اتّباع طريق الحقّ هو بدون شكّ اتّباع الذي قال: "تتلمذوا لي فإنّي وديعٌ ومتواضع القلب" (متى11: 29).
والحال هذه، تذكّروا أنّكم خطأة: ابكوا خطاياكم، ابكوا أخطاءكم. وحسنٌ أن تكون التطويبة الثالثة للذين يبكون خطيئتهم، لأنّ الثالوث هو الذي يغفر الخطايا. تطهّروا إذًا بدموعكم واغتسلوا ببكائكم. إذا بكيتم على ذواتكم، فلا أحد آخر سيبكي عليكم... كلّ واحد لديه موتاه ليبكيهم؛ نحن نموت حين نخطىء... فليَبكِ الخاطىء على نفسه، حتّى يصير بارًّا، لأنّ "البارّ يشكو نفسه بنفسه" (أم18: 17).

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com