عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

احتفال الرعية المارونية

الرعية المارونية في الأردن تحتفل بعيد مار مارون ومرور 1600 سنة على وفاته ]

اخبار مسيحية


احتفلت الرعية المارونية – الاردن يوم الثلاثاء 9-2-2010 بعيد مار مارون في قدّاس احتفالي كبير في كنيسة مار شربل، ترأسه سيادة الخوراسقف جورج شيحان راعي الكنيسة وحضره القائم بأعمال السفارة البابوية في عمان المنسنيور غوريتي وسعادة السفير اللبناني في عمان شربل عون والسيدة عقيلته وعدد من العاملين في السفارة بالاضافة الى عدد من الكهنة والرهبان والراهبات من مختلف الرهبنيات وحشد كبير من ابناء الرعية واصدقائهم. وبعد البركة الختامية ، جرى حفل استقبال في المركز الماروني لتقبل التهاني والمعايدة بعيد شفيع الكنسة المارونية ، والمصادف هذا العام مرور 1600 عاما على وفاة هذا القديس الجليل العظيم الذي بتنسكه واعتزاله الدنيا كان شهادة حية في خدمة كلمة الله، فقد كان كمثل حبة الحنطة التي ماتت لتعطي ثمارا جمة. فيما اقامت الرعية مساء الاربعاء عشاء حاشدا ، يرصد ريعه لتكملة اعمال بناء الكنيسة الجديدة. .
وفيما يلي نص العظة التي ألقاها الخورأسقف جورج شيحان في القداس الالهي:
\"
أن حبة الحنطة إن ماتت، أتت بثمار كثيرة\" نحتفل اليوم بعيد القديس مارون شفيع كنيستنا المارونية ونحتفل أيضاً ببداية السنة اليوبيلية التي أقرّها وأعلنها صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ومجلس المطارنة لمناسبة مرور ألف وستمائة سنة على وفاة القديس مارون الناسك والكاهن. ستكون هذه السنة سنة مقدسة تحمل شعار: \"مار مارون – شهادة إيمان ومسيرة شعب\" وتدعو إلى مسيرة صلاة وتضحية وفحص ضمير وفعل توبة وفرصة تفكير عميق من أجل تنقية القلوب وتغيير الذهنيات. كما أنها ستكون دعوة إلى العودة إلى حياة مار مارون والى تاريخ مسيرة الكنيسة المارونية والتأمل فيها وأخذ العبر وأحياء القيم المارونية التي التزم بها أبناء مارون دينياً واجتماعيا وسياسياً وثقافياً.
وستكون أيضاً مناسبة لإعادة اكتشاف جذورنا الإيمانية، والى توعية شبابنا وصبايانا والأجيال الطالعة على أهمية الرسالة التي يحملون مع كنيستهم باسم المسيح، وخطورة الدور الذي ينتظرهم في مواجهة تحديات الحضور المسيحي في الشرق على ضوء الإرشاد الرسولي، رجاء جديد للبنان والمجمع البطريرك الماروني. القديس مارون عاش في القسم الثاني من الجيل الرابع، ومات حوالي سنة 410م وقد اتبّع نهج فقر المسيح وتقاسمه خيرات السماء والأرض مع الناس. القديس مارون الناسك اعتزل الدنيا ووقف ذاته على الله وخدمة إنجيل الخلاص.
عاش في الهواء الطلق، على قمة جبل في القورشية، قرب إنطاكية، حيث ابتنى كوخاً على أنقاض هيكل قديم لعبادة الأوثان، فحوّلـه مكاناً لعبادة الإله الحقيقيّ، الواحد والمثلث الأقانيم، بالصلاة والأصوام والإماتات. أعطى ذاته كلها لله قرباناً روحياً، فملأه من ذاته، وكان التقاسم بين مارون والله. امتلاء مارون من قداسة الله، فكتب إليه البطريرك القديس يوحنا فم الذهب رسالة مؤثرة عنوانها: \"من يوحنا فم الذهب إلى مارون الكاهن والناسك\" . جاء فيها: \"حتى ولو كنا بعيدين عنك بالجسد، فإننا نواصل التفكير في نشاطاتك، فنطمئن ونحصل على الكثير من التعزية، ونحن هنا في المنفى. وجلّ ما نطلب منك أن تصلي لأجلنا\" .إنه تقاسم الصّلاة والتعزية. وأفاض الله على مارون هبة الشفاء من أمراض الجسد والنفس، على ما كتب تيودوريطس مطران قورش في كتابه \"التاريخ الدينيّ\"، فذاع صيته في كلّ مكان، فتقاطرت إليه الجموع من كلّ ناحية. فكانت الحُمّى تنطفئ على ندى بَركَتهِ، والأمراض تشفى. وكان يستأصل البخل من واحد، والغضب من آخر، والأهواء المفرطة من هذا، والعدوانية من ذاك. يعلـّم الواحد طرق العفّة ، والآخر سُبل العدل، والآخر قواعد القناعة. يصلح الانحرافات، ويشدّد عزائم المتكاسلين. والدواء واحد: ففيما يعالج الأطباء كل داء بدواء خاصّ، كانت صلاته العلاج من الأمراض كلها. ويضيف الأسقف: \"كانت لمارون معرفة عميقة بالنفس البشرية\". يقول البطريرك اسطفان الدويهي: أنّ هذه المعرفة العميقة اكتسبها مارون من ثقافته في مدرسة إنطاكية، حيث ربطته صداقة عميقة بيوحنا فم الذهب، ومن تمرسه في التأمل والصلاة والاتحاد بالله. كان مارون \"حبة حنطة\" ماتت على جبل قورش، فأثمرت، كما يقول الأسقف تيودوريطس، بستاناً مزهراً في القورشية. هذا البستان هو دير مار مارون الشهير على ضفاف العاصي، قرب أفاميا المعروفة اليوم \"بقلعة المضيق\".

وهو اليوم الكنيسة المارونية، التي تواصل بأبنائها وبناتها نهج القديس مارون. نذكر من بينهم القديس شربل والقديسة رفقا والقديس نعمة الله والطوباويين الأخوة الشهداء المسابكيين. وغيرهم كثر ستعلن الكنيسة قداستهم. من خلال مسيرة حياة القديس مارون نستخلص معانٍ روحية، ومنها، الزهد بالدنيا، واعطاء الله المركز الأول في الحياة، الحفاظ على الإيمان وممارسة الفضائل المسيحية، عيش الحرية، حرية ابناء الله بالتجرّد والتقشف والعمل فيما هو للبناء لا للهدم. سيرة القديس مارون هي سيرتي أنا اليوم وهي رسالتي كمسيحي في هذا الشرق إذ عليَّ أن أكون على مثال حبة الحنطة التي ماتت لتعطي ثماراً كثيرة.
وما 1600 سنة في التاريخ، نستحضرها اليوم بشخص القديس مارون الذي عرف أن يتحد بالمسيح وان يثبت فيه وفي تعاليمه، إلاَّ لتضعنا اليوم أمام مسؤوليتنا ولتذكرنا بأننا في هذا الشرق زُرعنا وفي هذا الشرق سنبقى. وما وجود القديس مارون ووجود كثيرين من الشهداء والقديسين على مثال القديس شربل والقديسة رفقا والقديس نعمة الله وغيرهم، إلاَّ دعوة لنا اليوم للثبات في إيماننا المسيحي، نعيش محبتنا لله وللقريب. كما نعيش شهادة الرسالة الإنجيلية لأننا وجدنا في هذا الشرق لنكون ملحاً للأرض ونوراً للعالم. أيها الأحباء سيبقى لنا القديس مارون مثال المناضل الأمين لله، وإن الله أمين للذين يحبونه.
وإن من يجاهد مع الله يربح في هذه الأرض كما يربح في السماء الحياة الدائمة والأبدية. مفاجأة هذه السنة اليوبيلية مزدوجة الأولى: سنتبارك بحضور صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير مباركاً كنيستنا الجديدة في الثامن من أيار 2010 حيث يصادف الذكرى السنوية الأولى لزيارة البابا بندكتس السادس عشر للأردن والأراضي المقدسة، والثانية مباركة حجر الأساس والأرض التي سنبني عليها كنيسة على اسم القديس مارون على موقع المغطس. أيها الأحباء هي مناسبة اليوم لنصلي معاً من أجل كنيستنا المارونية ومن أجل القيمين عليها في كل بلدان انتشارها في العالم كما نصلي من أجل أبرشيتنا المارونية في الأردن والأراضي المقدسة بقيادة راعينا سيادة المطران بولس الصيّاح الجزيل الاحترام والذي ينقل إليكم جميعاً خالص محبته وتمنياته.
نصلي من أجل هذا الوطن

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com