عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

عيد مار مارون المعترف

عيد مار مارون المعترف

تعليق على الإنجيل
القدّيس أوغسطينُس (430 - 354)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
عظة بمناسبة عيد الشهداء

"وإذا ماتَتْ، أخرَجَتْ ثَمَرًا كثيرًا"

ٳنّ مآثر الشهداء المجيدة التي تشكّل في كلِّ مكان الزينة للكنيسة، تسمحُ لنا بأن نفهم بأنفسنا حقيقة ما انشَدناه: "عزيزٌ في عَينَيِّ الربِّ موتُ أتقِيائِهِ" (مز115: 15). فهو حقًّا عزيزٌ في أعيُنِنا وفي أعيُنِ ذاك الذي ماتوا من أجل اسمه.

غير أنّ ثمن هذه الميتات كلِّها، إنّما هو موتُ إنسانٍ واحدٍ. فكم من ميتةٍ افتدى بموتِهِ وحدِهِ؟ وهل كانَت حبّةُ الحنطة لتأتي بثمارٍ كثيرةٍ لو لم يمُتْ؟ لقد سمعتُم ما قالَه عند اقتراب آلامه، أي عند اقتراب خلاصِنا: "إنّ حَـبَّة الحِنطَةِ التي تَقَعُ في الأرضِ إن لم تَمُتْ تَبقى وَحدَها. وإذا ماتَتْ، أخرَجَتْ ثَمَرًا كثيرًا". وما خرجَ من جَنبِه حين طُعنَ بالحربة، إنّما كانَ ثمن هذا الكون.

لقد تمّ افتداء الأبرار والشهداء: غير أنّ إيمانَ الشهداء أثبتَ قيمتَه، ودماؤهم تشهدُ على ذلك. قال يوحنّا في رسالته الأولى: "وإنَّما عَرَفنا المَحبَّة بأنَّ المسيح قد بَذَلَ نفسَه في سَبيلنِا. فعلَينا نَحنُ أَيضًا أَن نَبذُلَ نُفوسَنا في سَبيلِ إخوَتِنا (١يو3: 16). وقيل في مكان آخر: "إذا جلَسْتَ تأكُلُ معَ الأسيادِ، فتَبيَّنْ جيِّدًا ما هوَ أمامَكَ لأنّه عليكَ أن تَردَّ المثل" (أم23: 1). إنّها لمائدة رائعة، تلك التي نجلس إليها لنأكل مع سيّد الوليمة نفسه. إنّه صاحب الدعوة، وهو نفسه الطعام والشراب. إذًا، فقد تنبَّهَ الشهداء لما كانوا يأكلونه ويشربونه، ليتمكّنوا من ردّ المثل.

لكن كيف كانوا ليردّوا المثل لو لم يكن ذاك الذي قدّمَ الدفعة الأولى قد أعطاهم ما يردّونَه له؟ هذا ما أوصانا به المزمور حيث أنشَدنا هذه العبارة: "عزيزٌ في عينَيِّ الرّبِّ موتُ أتقيائِهِ".

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com