عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E صلوات وتاملات

سر القربان المقدس

سر القربان المقدس والمدخل إلى طقس القداس الإلهي حسب عقيدة كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية وطقسها البيعي المقدس

الحلقة التاسعة
وقد مارست الكنيسة المقدسة منذ عهد الرسل تقديم البخور للّه أثناء القيام بفروض العبادة، ولعل يوحنا اللاهوتي الذي اعتاد أن يرى الكاهن يقدّم البخور لترتفع منه صلوات المؤمنين الأبرار إلى منبر المسيح، رأى يوحنا في رؤياه الأربعة والعشرين شيخاً كهنة اللّه العلي في السماء يرفعون للّه بخورهم مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام اللّه (رؤ 8: 3و4).وقد استعملت جميع الكنائس المسيحية الشرقية والغربية البخور في فروض العبادة منذ عهد الرسل وما تزال تفعل ذلك. فمن الناحية الصحية فضلاً عن الدينية يكفي أن البخور مطهر للأمكنة من الجراثيم ومختلف الأدواء كما أنه واجب ديني ورائحته العطرة تنعش النفس وتثير فيها الشعور الديني بالموقف الرهيب في عبادة اللّه. ويذكر مار أفرام السرياني (373+) البخور وهو يحرض المؤمن على جمع فكره في الصلاة قائلاً ما ترجمته: «حينما تصلي اجمع عقلك والجم أفكارك ووجّه بها نحو قلبك. لا يكن جسدك قائماً، وقلبك تائهاً في الأشغال، بل اجعل جسمك بيعة وعقلك هيكلاً فاخراً وفمك مجمرة وشفتيك بخوراً ولسانك شماساً لترضي اللّه تعالى». وأثناء قيام الكاهن بالخدم الاستعدادية من تهيئة القرابين أي مادة سر القربان المقدس الخبز والخمر، وصمدهما على المذبح وتبخيرهما، ويكون ستار المذبح مسدولاً، ويكمل الشمامسة خارج المذبح أي ما بين الكودين الصلاة الفرضية ثم تقرأ فصول من العهد القديم من أسفار موسى الخمسة والمزامير والأسفار الحكمية ونبوات الأنبياء ذلك أن ما جاء في أسفار العهد القديم يشهد على صحة ما جاء في أسفار العهد الجديد، وأثناء كل ذلك يكون المؤمنون جالسين.ثم يقف المؤمنون ويرتل الشمامسة وجوقة الترتيل والأفضل أن يشاركهم الشعب كله بترتيل ترنيمة «بنورك نرى النور يا يسوع المملوء نوراً (الكامل نوره) فأنت النور الحقيقي الذي ينير جميع المخلوقات فأنرنا بنورك البهي يا ضياء الآب السماوي. أيها البار القدوس الساكن في منازل النور امنع عنا الأهواء الفاسدة والأفكار القبيحة، ووفقنا لنصنع أعمال البر بقلوب طاهرة» وخلال ذلك يُقرع للمرة الثالثة (الناقوس) أي جرس الكنيسة معلناً بدء الخدمة الجهورية أي العلنية من القداس الإلهي كما كان قد قرع الناقوس في بدء صلاة قومة الليل ثم ثانية في ختامها أي قبل بدء صلاة قومة الصباح ليدعو المؤمنين إلى الكنيسة وينبّههم ليستعدوا لتمجيد ربنا يسوع المسيح وليكونوا في عداد جنوده الصالحين في محاربة إبليس وجنده. فكما أن رؤساء الأمم يدعون الجيوش بصوت الصافور والبوق لتجتمع وتستعد لمنازلة العدو، هكذا تدعونا الكنيسة المقدسة بصوت الناقوس للاستعداد لمنازلة عدونا إبليس وجنده. وأثناء ترتيل ترنيمة «بنورك نرى النور» يدخل الشمامسة إلى الهيكل من أحد البابين الواقعين على جانبي الهيكل بعد أن يقبّلوا الإنجيل المقدس ثم يقبّلون جانبي المذبح، ثم يلبسون قمصانهم وهراراتهم، ويوقدون الشموع الصفراء الموضوعة على المذبح والمصنوعة من شمع العسل ذلك أن التقليد الكنسي السرياني لا يسمح باستعمال شمع الكافور لاحتوائه على مواد حيوانية، وعندنا يمنع وضع أي شيء حيواني على المذبح. كما يوقد الشماس (المشملي) شمعة ويسير أمام الكاهن الذي يكون قد وضع البخور بالمجمرة إشارة إلى الميلاد الإلهي ومسكها بيمينه ويحمل شماسان مروحتين مصنوعتين من فضة أو معدن يعلق حول كل واحدة منهما أجراس صغيرة تعطي أصواتاً لطيفة عندما يهزّها الشماس وكانت سابقاً عبارة عن مروحة تستعمل لإبعاد الذباب عن القرابين وتحوّلت إلى آلة موسيقية، قيل بعدئذ في تفسيرها أنها تشير إلى الملائكة وتسابيحهم. ويسير الشماسان عادة وراء الكاهن أثناء دورانه حول المذبح. ويُكشف الستار المسدول أمام الهيكل ويهتف الكاهن قائلاً: «مريم ديلدةك ويوحنن دآعمدك ؤنون نؤوون لك مفيسنًا حلفين وآةرحمعلين، بألوة آما ديلدةك ودكلؤون قدًيشيك» «مريم التي ولدتك ويوحنا الذي عمّدك يتشفعان لنا عندك، وبصلاة أمك التي ولدتك وجميع قديسيك» ثم يؤدّي الشمامسة وجوقة الترتيل بل الشعب الحاضر كله النشيد المنثور من تأليف مار سويريوس الكبير البطريرك الأنطاكي (538+) ويدعى بالسريانية (معنيث) يؤدّيه الشعب ترتيلاً ويبدأ بعبارة «آرمرمك مري ملكا» «أعظمك يا سيدي الملك الابن الوحيد وكلمة الآب السماوي الخالد طبعاً. ارتضى وجاء بنعمته لحياة الجنس البشري وخلاصه، وتجسّد من القديسة المجيدة والبتول الطاهرة والدة اللّه مريم، وصار إنساناً دون تغيير، وصلب لأجلنا المسيح إلهنا، وبموته وطئ موتنا وقتله، وهو أحد الثالوث الأقدس يسجد له سوية ويُمجّد مع أبيه وروحه القدوس والخ...» ويبدأ الكاهن دورته من الجهة اليمنى وراء المذبح ثم يبخّر قدام المذبح ويبخّر الكهنة والشمامسة ثم الشعب كله ممثلاً دورة الرب يسوع المسيح في العالم أثناء تدبيره الإلهي العلني بالجسد، ويعطر الكاهن الجو بالبخور الذي يرمز إلى تطهير الرب يسوع العالم بتعاليمه الإلهية من عفونة الخطية.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com