عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E سيرة ذاتية للكهنة

عيد البطريرك القديس ساويروس

              عيد القديس البطريرك الأنطاكي مار سويريوس الكبير

 


تاج السريان وفخر البطاركة الأنطاكيين سويريوس العظيم , وحصن الأرثوذكسية الحصين وسورها المتين . ولد نحو سنة ( 459) في مدينة سوزوبوليس من ولاية بيسيدية في آسيا الصغرى من أسرة عريقة في النبل والجاه , وسمي سويريوس  باسم جده لأبيه أسقف مدينته الذي حضر مجمع أفسس الأول (431) وكان أبوه عضواً في مجلس إدارة المدينة . أرسلته أمه بعد وفاة أبيه مع شقيقيه الأكبرين إلى الإسكندرية لدرس الأدبين اليوناني واللاتيني فبهر الجميع بذكائه . ثم انتقل إلى بيروت حيث درس علمي الفقه والفلسفة في مدرسة الفقه الروماني فبرز في الفلسفة ونبغ في علم الشرائع.
أخذه صديقه الحميم زكريا الفصيح إلى كنيسة والدة الإله , وبدأ يفسر له بدءاً من سفر التكوين حتى تجسد الله الكلمة , ثم شجعه على اقتبال سر العماد فاقتنع سويريوس ,حيث اعتمد وتناول الأسرار المقدسة وأقام في كنيسة الشهيد لأونطيوس بضعة أيام وعاد مع رفاقه إلى بيروت , حيث أنهى دروسه في الفقه وتعين أستاذاً للشرع في كليته .
زار سويريوس أولاً أورشليم وتبرك من أماكنها المقدسة , ولم يخطر على باله أن النعمة الإلهية كانت تقتاده لحمل الصليب واقتفاء آثار السيد المسيح , أحب حياة الرهبانية , فبدل بزة المحاماة التي ابتاعها من بيروت بالإسكيم الرهباني , وكتب إلى زكريا بواسطة رفيقه وعرابه أوغريس الفاضل يعلمه بما عزم عليه , مفوضاً إليه صرف عبيده وتوزيع أمتعته على المساكين . وفي دير ثيودور انتظم في سلك رهبنته , وكان يسهر الليل مواظباً على الصلاة ومطالعة الأسفار الإلهية ومؤلفات الآباء القديسين , فأحكم تفسير الكتاب المقدس , وغادر الدير للتنسك والمطالعة , ولشدة تقشفه انحل جسمه ومرض , فكان يردد كلمات بولس الرسول : ( إذا فسد إنساننا الخارجي فالداخلي سيتجدد )(2 كو 4 : 16) ولكن رئيس الدير أعاده إلى الدير واعتنى به حتى استعاد عافيته وقوته , ثم أنشأ سويريوس ديراً بالمال الذي ورثه من تركة أبويه . طار صيت علمه وانتشر شذا فضيلته , فكان يسترشده الكثيرون من الأساقفة والرهبان , وفي هذه الأثناء رسم كاهنا.ً حضر عام (508) مجمع في القسطنطينية للبحث في قضايا الإيمان التي كانت تقلق بال الكنيسة يومذاك فحضر المجمع مار فيلكسينوس المنبجي , والراهب سويريوس رئيس دير مار رومانس , فواصل المجمع أعماله لمدة ثلاث سنوات , معيداً النظر في قرار مجمع خلقيدون وطومس لاون المحرومين وأن يخرجهما ويحرقهما بالنار, ففعلوا ذلك . وبحثوا قضايا أخر تخص الاعتراف بالثالوث المقدس .وفي سنة (512) عقد الآباء الشرقيون مجمعاً أرثوذكسياً .عزلوا فيه فلابيانس الثاني بطريرك إنطاكية لتمسكه وانحيازه إلى المذهب الخلقيدوني وانتخبوا الأب الذائع الصيت سويريوس بطريركاً لإنطاكية العظمى , فصدق الملك انسطاس هذا الانتخاب ثم أوفد جماعة منهم ليبلغوه , ولما علم بانتخابه حاول الإفلات من أيديهم قائلاً: إنه لا يستحق هذه الرتبة السامية . ولكن الرهبان ألزموه على اقتبالها ومضوا به إلى إنطاكية . فاستقبله أهل إنطاكية جميعاً نساءً ورجالاً وأطفالاً بالترانيم وفي (6-11-512) اقتبل رئاسة الكهنوت وجلس على الكرسي البطرسي وفاه بخطبة لاهوتية بليغة نقض فيها آراء نسطور وأوطاخي ومجمع خلقيدون وطومس لاون الروماني , مؤيداً صحة الاعتقاد بطبيعة واحدة من طبيعتين للإله المتجسد , وبعد أن انتهى من خطبته اللاهوتية التاريخية سموه ( الذهبي الفم الثاني ) .
وفيما بعد اتفق في هذا الإيمان جميع أساقفة العالم المسيحي , عدا سوماكوس أسقف رومية وخلفه .. لمَ شمل المؤمنين , وعمل على توحيد الصفوف بين كافة الأساقفة والإكليروس والرهبان , فعقد مجمعاً في إنطاكية بحضور الأساقفة الشرقيين ومار فيلكسينوس المنبجي , ثبتوا فيه الإيمان القويم . ولم يحد هذا الراعي الصالح سنن نسكه وزهاد ته , فأزال من المقر البطريركي أسباب الترف المعيشة وتفقد الأبرشيات بنفسه . ظل يتابع أمر كنيسته برسائله الرسولية وهو في المنفى( مصر) مع جمهرة من أحبارنا مدة عشرين عاماً بأمر الملك يوسطينوس الأول خليف انسطاس من (518 - 527) حتى تسلم الحكم يوسطينيان خلفاً لخاله الظالم , فأوقف رحى الاضطهاد ,ودعا مار سويريوس إلى مجمع يعقد في العاصمة (القسطنطينية)(535) فحضره بطل الأرثوذكسية , وكان في العاصمة البطريرك ثاودوسيوس الإسكندري وأنتيموس القسطنطيني , فاقتنع بإيمان البطريرك العالم ودخل حظيرته . ظلت الشقة بين الفريقين الأرثوذكسي والخلقيدوني , رغم دفاع الملكة تيوثاودورة السريانية عن الإيمان القويم , وذلك بسبب عناد الخلقيدونيين بزعامة أغابيط أسقف رومية . فكان أن انتقم العدل الإلهي من أغابيط , فمات ميتة شنيعة .
أما سويريوس عاد إلى مصر مواصلاً جهاده حتى انتهى إلى المرحلة الأخيرة من حياته المليئة بالجهاد , فأنبأ تلاميذه المحيطين به في منفاه بعيداً عن وطنه وأبناء رعيته , عن رحيله , وطفق يبث فيهم روح الشجاعة والثبات , معزياً إياهم عن فراقه بقوله : ( خير لي أن أنصرف لأكون مع المسيح وستدركونني أنتم أيضاً ونكون مع بعضنا ) . وفي يوم السبت الثامن من شهر شباط (538) سكن القلب الكبير بعد أن خفق بمحبة الله نحواً من تسع وسبعين سنة , فأطلق عليه اسم (ملفان البيعة الجامعة الكبير ) وجعل عيده يوم وفاته , ودون أربعة كتاب بلغاء سيرته وهم : زكريا الفصيح , ويوحنا رئيس دير ابن افتونيا , وأثناسيوس الأول بطريرك إنطاكية , وكاتب مغمور .
إن عظمة هذا الملفان الكبير تتجلى في غزارة بدائعه , فهو لم يكن أوحد عصره وحسب بل منقطع القرين بعلمه في البطاركة الإنطاكيين من سبقه ومن لحقه على الإطلاق , فقد حبر (13) كتاباً ضخماً جدلياً لذوي أهل البدع وتأييداً للإيمان الأرثوذكسي القويم , و(295) معنيثاً ( نشيداً منثوراً ) في غاية الفخامة والعذوبة , وألف (125) خطبة تسمى (خطب المنابر)جمعت فبلغت سبعة مجلداً وقدرت بنحو من ثلاث آلاف وثمانمائة رسالة , وله ليتورجية وطقس للعماد , وصلاة تبريك الماء في عيد الغطاس , وأدعية , وكلها باللغة اليونانية نقلها العلماء السريان إلى السريانية .
أحس الملك يسطينيان بالإهانة فأمر بإحراق مؤلفاته , فضاعت النسخ اليونانية , ولكن حفظت والحمد لله الترجمة السريانية . فإن كنيستنا السريانية تذكر هذا الحبر الرسولي كل مساء عندما ترتل نشيده المعروف بالستار العمومي ومطلعه :

وتفتح الكنيسة السريانية أيضاً خدمة القداس الإلهي بنشيده المشهور:

وتسبح الكنيسة الرب في الصوم الأربعيني المقدس بابتهال هذا الملفان البليغ الذي مطلعه:

 


 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com