يوم الجمعة من أسبوع الكهنة : Lc 22,24-30

تعليق على الإنجيل
القدّيس أمبروسيوس (حوالى 340 - 397)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة

"فتَأكُلونَ وتَشرَبونَ على مائدتي في مَلكوتي"

ملكوت الله ليس من هذا العالم. فلنلاحظ هنا أنّ الإنسان لا يفترض به أن يطمح إلى المساواة الكاملة مع الله، بل إلى التشابه معه فقط؛ لأنّ يسوع المسيح وحده هو الصورة المثاليّة لله، لأنّه يكرّر فيه وحدة مجد الآب. يحمل الإنسان البارّ في داخله صورة الله، حين تحمله معرفة الله إلى احتقار العالم ليكرّر فيه تشابه الحياة الإلهيّة. نحن نتناول جسد يسوع المسيح كي نتمكّن من المشاركة في الحياة الأبديّة، وفقًا لوعد المخلِّص: "فتَأكُلونَ وتَشرَبونَ على مائدتي في مَلكوتي". ما وعدنا به يسوع المسيح هنا كمكافأة ليس الأكل ولا الشرب، بل منح النعمة وحياة السموات. أو أيضًا هذه الطاولة المعدّة لغبطة جميع القدّيسين، إنّه مجد حياة السموات، حيث سيشبع أولئك الذين شعروا بالجوع والعطش للبرّ، من خلال التمتّع الكامل بالخير الحقيقي، هدف رغباتهم كلّها. هذه الكلمات للمخلّص لا تعني أنّه سيكون هنالك مواد غذائيّة ماديّة في السموات، ولا أنّ ملكوته يجب أن يكون خارجيًّا وملموسًا؛ لأنّ حياة المختارين ستكون مماثلة لحياة الملائكة، كما تنبّأ بذلك للصدّوقيّين (متى22؛ لو20)؛ وقد أعلن القدّيس بولس أنّ "ملكوت الله ليس أكلاً وشربًا (رو14: 17).