قلق الفاتيكان على مسيحيي لشرق الأوسط

أخيراً، أعلن الفاتيكان قلقه حيال ما يواجهه المسيحيون في الشرق الأوسط، وخص بالذكر لبنان ومصر والعراق. الوثيقة الصادرة قبل يومين عن المجلس التمهيدي للسينودس المقرر عقده أواخر شهر تشرين الأول المقبل حددت أسباب ذلك القلق.
أبرزها، تنامي التيارات المتطرفة الإسلامية "التي تريد فرض نمط عيش إسلامي على المجتمعات العربية والتركية والإيرانية". في المبدأ لا غبار على هذا الكلام وهو واضح بخلاف ما جاء في الوثيقة عن حال المسيحيين في "إسرائيل".
اكتفت الوثيقة بالقول: "ان النزاع الفلسطيني الإسرائيلي يمثل أبرز بؤر عدم الاستقرار في المنطقة وان الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية هو سبب العداء بين العالم العربي وإسرائيل". قلق الفاتيكان على مسيحيي الشرق الأوسط مبرر بالتأكيد، وربما كان عليه ان يقلق أيضاً على المسلمين المعتدلين.. ولكن.
لعله من المفيد القول ان تنامي التيارات الإسلامية المتطرفة سببه الاحتلال الإسرائيلي المستمر لفلسطين وللقدس تحديداً. وهنا ربما يجوز لنا ان نسأل عما إذا كان الفاتيكان (مع كامل الاحترام) بذل ما يكفي من الجهد للضغط على إسرائيل، أقله لحماية الوجود المسيحي الفلسطيني.
ليس في نيتنا تحميل الفاتيكان أي مسؤولية سياسية ولكن المسلمين المعتدلين في العالم العربي، يتمنون ان يساهم الفاتيكان في مساعدتهم كما مساعدة المسيحيين.. وإلا سيكون عليهم ان يتوقعوا، في الوثيقة المقبلة ان يقرأوا قلق الفاتيكان على الوجود المسيحي والإسلامي المعتدل.