عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E سير قديسين

يشفي الناس من كل مرض وعلّة

يوم الجمعة الثاني بعد الدنح : Mt 9,35-38

تعليق على الإنجيل
القدّيس بِرنَردُس (1091 - 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة
العظة الأولى عن المجيء

"يَشفِي النَّاسَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وعِلَّة"

أيّها الإخوة، تعرفون مَن الآتي؛ فتأمّلوا الآن من أين يأتي وإلى أين يذهب. يأتي من قلب الله الآب إلى أحشاء عذراءٍ أم. يأتي من أعالي السموات إلى أرجاء الأرض السفلى. ماذا إذًا؟ أوما يجب علينا العيش على هذه الأرض؟ بلى، إن يسكنها هو نفسه؛ لأنّه كيف نكون نحن بخير من دونه؟ "ما لي في السماء وما لي على الأرض سواك يا إله قلبي: الله للأبد صخرة قلبي ونصيبي" (مز72: 25-26)...
إنّما ينبغي أن تكون هناك منفعةٌ ما كبرى تتّخذ منها عظمة رفيعة المقام سببًا لكي تتفضّل فتتنازل من عليائها لتحلّ في مقام لا يليق بها. أجل، كان لها منفعة كبرى في ذلك، بما أنّ الرحمة والطيبة والمحبّة قد ظهرت ظهورًا وافرًا وشاملاً. في الواقع، لماذا أتى يسوع المسيح؟... كلامه وأعماله تبيّنه لنا بوضوح: لقد خفّ من الجبال مسرعًا ليبحث عن الخروف المئة، الذي كان ضالاً، وليفجّر بنبوع رحمته تجاه أبناء البشر.
لقد أتى لأجلنا. عجيبٌ تنازل الله الذي يبحث عن الإنسان! وعجيبٌ استحقاق الإنسان الذي يبحث الله عنه! هكذا بوسع الإنسان أن يتباهى بذلك من دون جنون: لا لأنّه يمثّل شيئًا ما بذاته، بل لأنّ الذي جبله أكرمه إكرامًا رفيعًا! قياسًا بهذا التمجيد، يبدو غنى العالم ومجده وكلّ ما نطمح فيه إليه لا شيء. ما هو الإنسان، يا ربّ، حتّى ترفعه هكذا ويتعلّق به قلبك؟
كان علينا نحن أن نذهب نحو يسوع المسيح... إلاّ أنّ حاجزًا مزدوجًا كان يعترضنا، ألا وهو عيوننا العليلة فيما أنّ مسكن الله نورٌ لا يُقترب منه (1طيم6: 16). كنّا مُقعدين ومضجعين على فراشنا، عاجزين عن إدراك مسكن الله العالي. لذلك، نزل من عليائه المخلّص الكثير الصلاح وشافي النفوس الوديع. وساوى شعلة نوره من أجل عيوننا العليلة.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com