عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

تاريخ الميلاد _ الاستاذ ميخائيل بولس

تاريخ الميلاد:

يعود تحديد سنة ميلاد المسيح إلى سنة 753 لبناء روما وأول من عيّن هذا التاريخ هو الراهب ديونيسيوس الصغير.الذي عاش في القرن السادس الميلادي، ومن ذلك الحين كانت هناك عادات مختلفة تاريخيا مبنية على أحداث كبرى أو شخصيات كبيرة فجاء في السنكسار الروماني أن ميلاد المسيح كان في سنة 5199 لتكوين العالم وهي السنة 2957 للطوفان وهي السنة 2015 لميلاد إبراهيم وهي السنة 1510 للخروج من مصر. وهي السنة 1032 لمسح داود ملكًا وهي الأسبوع الخامس والستين الذي عيّنه دانيال.

وكان الرومان يؤرخون حسب تأسيس مدينة روما {عاصمة الإمبراطورية الرومانية} وبناء روما حدث في 21 نيسان سنة 753 ق.م وقد تمّ في السنة الثالثة من الاولمبياد 194 .

أُجري الاولمبياد الأول في 27 تموز سنة 776 ق.م وكانت الألعاب الاولمبية تقام في مدينة ايليس Ellis كل أربع سنوات ويطلقون اسم الاولمبياد على فترة السنوات الأربع، وقد توقف استخدام الاولمبياد في التاريخ في عهد الإمبراطور قسطنطين الكبير {312_337 م}.

كانت سنة 753 ق.م هي السنة الأولى في التقويم الروماني، وسنة 754 ق.م هي السنة الثانية وهكذا. وكانوا يرفقون بالسنة المعينة حرفين هما: U C اختصار Urbis condita أي تأسيس المدينة أي مدينة روما.

وبعد أن انتشرت المسيحية في كل أرجاء العالم القديم ، وأصبحت هي الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية، بدأ الاهتمام الشديد في توقيت الحوادث المهمّة في حياة المسيح  لا سيّما وان الأناجيل لا تذكر كثيرا، إذ لم يدقق التلاميذ في تفاصيل حياة المسيح بل اعتنوا ببعضها ولم يشغل احد باله في تدوين سيرة المسيح الذاتية.

وفي سنة  532 م نجح الراهب ديونيسيوس في تعيين تاريخ ميلاد المسيح.والراهب ديونيسيوس اكسيغيوس {الصغير} من شتسيا{جنوب روسيا، شمال البحر الأسود} تبناه الرهبان منذ طفولته وصار واحدا منهم. وأتقن اللغتين اليونانية واللاتينية وكان عالما لاهوتيا كبيرا وفي تاريخ الكنيسة،وعالما في الرياضيات والفلك. وفد إلى روما سنة 500 م وفيها مات سنة 545 م.

واقتنى كثيرا من الوثائق البابوية وقرارات المجامع وكان يدرسها ويعلّق عليها بخط يده. وفي روما أوكل إليه البابا يوحنّا الأول مسالة حساب وتحديد ميلاد المسيح.

استند ديونيسيوس الصغير في أبحاثه إلى ما جاء في إنجيل لوقا {23 :3 } عن اعتماد المسيح من يوحنّا المعمدان فبي الأردن تمّّ والمسيح على راس الثلاثين من عمره ولكن مَتَى كان ذلك بالنسبة إلى التقويم الروماني؟ ومرة أخرى اخذ ديونيسيوس الجواب من إنجيل لوقا { 1 :3 } حيث يقول :" في العام الخامس عشر من حكم طيباريوس قيصر" وخرج بدراساته بنتيجة أن العام الخامس عشر من حكم طيباريوس قيصر هو العام 783 لتأسيس روما.وإذا ما طرحنا 30 سنة من هذا الرقم تكون النتيجة أن يسوع ولد في سنة 753 لتأسيس روما.وأصبحت سنة 754 لتأسيس روما هي السنة الأولى في حياة يسوع وسنة 755 لتأسيس روما هي السنة الثانية لميلاد المسيح وهكذا  فتغيرت الحروف التي ترافق السنة في التقويم إلى حرف dc وهما اختصار كلمتي dopo cristo أي بعد المسيح والحرفين ac للأعوام التي تصف أحداثا في الحقبة ما قبل المسيح وعليه يكون تأسيس روما قد جرى لا في العام الأول بل في سنة 753 قبل المسيح {ق.م}.

أما ديونيسيوس الصغير الذي كان في سنة 1287 لتأسيس روما، بات يعيش في سنة 533 ما بعد المسيح{م}.

بدأ تاريخ ميلاد المسيح يدخل تدريجيا على حياة البشرية كأساس لضبط التاريخ ولاقت الفكرة رواجًا كبيرا في روما أولا وبعد ذلك في فرنسا وانجلترا ولقد تأخر دخولها إلى اسبانيا والبرتغال ولكن عند أواسط العصور الوسطى  كان التقويم {الميلادي} الجديد قد ساد العالم . وذاع صيت ديونيسيوس الصغير في كل أرجاء العالم القديم  وكُتب في شهادة وفاته توفي في العام 545 حسب تقويمه . ومن الجدير بالذكر انه في سنة 532 م قام ديونيسيوس الصغير بتحديد مولد القمر حسب الدورات الاولمبية متخذا سنة 325 م أساسا في ذلك.

ومن خلال معرفة عمر القمر لهذه السنة أو تلك في أول شهر كانون ثاني يكون حساب عمر القمر في 21 آذار يوم الانقلاب الربيعي الذي على أساسه يتم تعيين موعد عيد الفصح الغربي.

ومع الزمن اكتشف العلماء المحدثون الذين أعادوا دراسة وتقييم التقويم أن ديونيسيوس الصغير أخطأ في حساباته خطأ طفيفا ففي إنجيل متى بعض المعطيات التي لم يلتفت إليها ديونيسيوس في أبحاثه. ففي إنجيل متى {1 :2 } كان ميلاد المسيح في أيام الملك هيرودس الكبير. ويروي المؤرخ اليهودي المعاصريوسيفوس أن الملك هيرودس مات سنة 4 ق.م بعد بضعة أيام من خسوف القمر 21 آذار وعليه يكون المسيح قد ولد قبل أربعة أعوام من التاريخ الذي حدده ديونيسيوس الصغير. كما أن متى يذكر أن مجيء المجوس كان وهيرودس لا يزال حيًّا ثمّ لم يلبث أن مات أي أن المسيح كان قد ولد قبل سنة 4 ق.م.

وبالرغم من هذا الخطأ الطفيف الذي وقع فيه ديونيسيوس الصغير يبقى عمله الأساسي صحيحا صالحًا مقبولا حتى اليوم في كل المسكونة. مما يجعل التعديل غير مفيد وغير عملي وليس ضروريا. لان مثل هذا التعديل هو عملية مستحيلة.والنتيجة الرئيسية المهمة لكل هذا العمل أن أصبح ميلاد السيد المسيح هو الحدث التاريخي الذي تدور حوله الأحداث جميعها وبه يتمحور التاريخ العالمي القديم والحديث.

تاريخ عيد الميلاد:

كان عيد الميلاد جزءا من احتفالات عيد الغطاس{المعمودية}، وهو الاحتفال بالتجسد والظهور الإلهي وسجود الرعاة والمجوس. أما الميلاد كعيد لا يذكر عند الآباء أو في النصوص الليتوروجية قبل القرن الرابع. وما يسميه اكليمنضوس الاسكندري " ظهوراً " كان يعني بدون شك عيد الغطاس.

أما تعييد الميلاد مع الغطاس بنفس الوقت في 6 كانون ثاني فقد ذكر لأول مرة على ورقة بردي مصرية في القرن الرابع . وفي التقويم الروماني يظهر عيد الميلاد في 25 كانون الأول منذ سنة 354.

إن تعييد الميلاد ظل مرتبطاً بتاريخ 6 كانون ثاني في الشرق حتى القرن السادس .

لقد كان تحديد يوم ميلاد المسيح موضوع خلافٍ بين الكنيسة والهرطقات القديمة خاصةً الغنوسية ، حيث حدد بعضهم يوم الميلاد في شهر كانون الثاني وبعضهم في 20 آذار وآخرون في 19 أو 20 نيسان .

وأول من ذكر عيد الميلاد كعيدٍ منفصل هو اكليمنضوس الاسكندري في رده على الهرطقات السابقة { في كتابه البساط } .

ويظهر من مذكرات الرحالة المسيحية ايثيريا AITHERIA  التي زارت الأراضي المقدسة ووصفت بدقة الأعياد والليتوروجيا وكيف أن بطريرك أورشليم آنذاك كان يحتفل بعيد الظهور الإلهي { الغطاس } مدة ثمّانية أيام على التوالي في مدينة أورشليم وهكذا كان يتعذر عليه أن يعيد الميلاد في بيت لحم { حيث ولد المسيح } والظهور في الأردن في وقت واحد بسبب البعد بينهما لذلك كتب البطريرك الأورشليمي إلى بابا روما يرجوه أن يتفحص ويدقق في المخطوطات التي حملها الرومان عن كل ما يختص بأورشليم والبلاد واليهودية لمعرفة تاريخ ميلاد المسيح ويبدو أن البابا عثر على كتاب يوسيفوس المؤرخ اليهودي المعاصر الذي يذكر فيه أن ميلاد المسيح حدث في 25 كانون الأول . ويرد ذكر عيد الميلاد في 25 كانون الأول في الوثائق الغربية منذ سنة 336 .

أما الشواهد في الشرق فتعود إلى القديس يوحنّا ذهبي الفم ، أي إلى النصف الثاني من القرن الرابع ، حيث يذكر هذا القديس { 385او 386 }  أن هذا العيد يحتفل به في 25 كانون الأول منذ سنوات عدة .

تحديد العيد في 25 كانون الأول:

اثبت ذلك القديس الذهبي الفم لمستمعيه في يوم العيد في 25 كانون الأول وذلك استناداً إلى النص الانجيلي انه عند الحديث عن بشارة الملاك لزكريا بيوحنّا المعمدان كان زكريا كاهناً يقف إلى يمين مذبح البخور وبحسب الطقس اليهودي لا يكون هذا إلا في يوم الكفارة { כיפור الغفران } ويقع هذا العيد في اليوم العاشر من الشهر السابع { لاويين 28:23 ، 9 :25 } فكان العيد يبدأ بعد القمر الجديد في أيلول. على هذا الأساس حددت الكنيسة تاريخ الحبل بيوحنّا المعمدان في 25 أيلول وعليه يمكن تحديد التواريخ الأخرى ابتداء من هذا العيد _ الحبل بيوحنّا المعمدان في 25 أيلول ولادة يوحنّا المعمدان في 25 حزيران  بشارة العذراء في 28 آذار ولادة المسيح في 25 كانون الأول، هذا استناداً إلى أن يوحنّا اكبر من المسيح بستة اشهر، هذا مع  العلم أن روما كانت تعيد الميلاد في 25 كانون الأول منذ أواسط القرن الرابع ومنها شاع هذا التوقيت في الغرب والشرق .

وذكر القديس باسيليوس { توفي 379 } انه كذلك في كابادوكيا{ مقاطعة في تركيا عاصمتها مدينة قيصرية}.

وهكذا كان العيد أيام غريغوريوس اللاهوتي { 372 – 385 } في القسطنطينية وفي أورشليم في431 . وفي عهد الإمبراطور يوستينيانوس عمم تاريخ العيد هذا على كل الإمبراطورية البيزنطية ولكن الأرمن لم يلتزموا به فلقد فضلوا على تعييد الميلاد والغطاس في موعد واحد في 6 كانون الثاني .

 وهناك داعٍ آخر حذا بالكنيسة إلى اعتبار 25 كانون الأول هو تاريخ ميلاد المسيح بدون أي علاقة بالاعتبارات السابقة وهي مناسبة عيد " الشمس التي لا تقهر SOL  INVICTUS  " وهو يوم الانقلاب الشتوي { بداية فصل الشتاء} حيث يقام فيه هذا العيد وهو اكبر واهم الأعياد الوثنية لدى الشعوب الوثنية من البرابرة التي بدأت تدخل في المسيحية، فتركت لهم الكنيسة موعد العيد مع تغيير في فحواه ومعناه، إذ أصبح العيد لميلاد يسوع المسيح ولم يعد عيد الشمس التي لا تقهر. وفي الماضي كان هذا العيد يقع في 6 كانون الثاني ثمّ نقل إلى 25 كانون الأول بعد إجراء حسابات أظهرت التاريخ الصحيح للانقلاب الشتوي وفي 21 كانون الأول يكون أطول ليل 14 ساعة واقصر نهار 10 ساعات في النصف الشمالي للكرة الأرضية وبعده يبدأ النهار يطول تدريجياً والليل يقصر تدريجياً مما ألهم القديس غريغوريوس النصيصي لان يستخلص من هذا معاني ميلادية { الظلمات تتراجع } وليل الخطيئة والضياع يبدأ بالتلاشي في 25 كانون الأول ونجد أيضًا أن عيد الميلاد اخذ يتقدم على عيد الشمس في طروبارية العيد {لان الساجدين للكواكب_ به _ تعلموا من الكوكب السجود لك يا شمس العدل}علماً أن الساجدين للكواكب هم المجوس الذين جاءوا للسجود للمسيح الذين اعتبروا انه شمس العدل .

قبول التقويم الغريغوري

في سنة 1923، في استانبول { القسطنطينية} انعقد مؤتمر كنسي، وفيه قرّر الأساقفة اليونان الارثوذوكس قبول التقويم الغريغوري، وملاءمة مواعيد الأعْياد {باستثناء الفصح } كما هو متّبع في الكنيسة الكاثوليكية. أما كنائس روسيا وأورشليم وصربيا ورهبان دير آثوس { في اليونان } فرفضت التغيير في التقويم { اليولياني } واستمرّت في تقليدها القديم. ولهذا لا زال عيد الميلاد يُعيّد في هذه الكنائس في السّابع من كانون الثاني بفارق اثني عشر يومًا عن موعد العيد في الكنائس الغربيّة أي في 25 كانون الأوّل. 

طروبارية العيد: ميلادك أيها المسيح إلهنا أشرق نور المعرفة في العالم لان الساجدين للكواكب به تعلموا من الكوكب السجود لك يا شمس العدل وان يعرفوا انك من مشارق البلاد أتيت يا رب المجد لك.

+ هذه المادة مقتبسة من كتاب "الأعياد السيدية " للأستاذ الفاضل ميخائيل بولس من إصدار الجمعية .هذا الكتاب الجزء الثاني من سلسلة الكتب " دراسات مسيحية" التي تصدرها الجمعية والآن قيد الانتهاء من طباعة الجزئين "الثالث والرابع وهما :أناجيل الآحاد قراءة وتفسير " للأخ الصديق ميخائيل بولس.

ميلاد 2009

جمعية أبناء المخلص في الأراضي المقدسة _كل عام والجميع  بألف بنعمة

www.almohales.org

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com